سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعودي نفذ عملية الاثنين واعتقال مساعد للزرقاوي وبوش يصر على علاقة بين صدام و"القاعدة" رغم مطالبته باعتذار . عشرات القتلى واكثر من مئة جريح بتفجير انتحاري وحكومة علاوي تتهم جهات "اقليمية" وتلوح بحملات
في اليوم الثاني لزيارة نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز العراق، هزّ بغداد تفجير انتحاري ضخم، أوقع 48 قتيلاً وأكثر من مئة جريح، اذ استهدف مركزاً للتجنيد في الجيش الجديد. وفي حين توعدت حكومة أياد علاوي "الارهابيين" بالاستئصال، اتهمت جهات خارجية بالضلوع في التفجير، ولوّح وزير الدفاع حازم الشعلان بحملات دهم من بيت الى بيت لملاحقة "المجرمين"، مهدداً "جهات اقليمية" ب"نقل العمليات التي يشهدها العراق الى بلدانها". وأعلن وزير الداخلية فلاح النقيب توقيف أحد مساعدي "أبي مصعب الزرقاوي" الذي وجهت اليه اصابع الاتهام بالتورط بالتفجير، فيما اكد السعودي خالد الرمالي الشمري انه تلقى نبأ مقتل شقيقه وليد 25 سنة خلال عملية نفّذها الاثنين الماضي في بغداد. في غضون ذلك، شدد ولفوفيتز في الموصل امس على ان القوات الاميركية ستبقى في العراق، ما دام ذلك ضرورياً، والى ان تستطيع القوات العراقية تولي مسؤوليات الامن بمفردها. وأشار الى علاقة "شراكة" مع الحكومة الانتقالية. وكان اللافت امس اصرار الرئيس جورج بوش على تجاهل ما خلصت اليه لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر لجهة عدم وجود دليل على علاقة بين نظام صدام حسين وتنظيم "القاعدة". وطالبت صحيفة "نيويورك تايمز" الرئيس الاميركي ب"الاعتذار" الى الشعب الاميركي لأنه ساق "أخبث الحجج" لإقناعه بدعم غزو العراق. وأصرّ على الموقف ذاته ايضاً رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونائب بوش ديك تشيني، ووزير الخارجية كولن باول. في غضون ذلك اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس ان عدم استتباب الامن في العراق يحول دون اصداره قراراً جديداً بعودة الموظفين الدوليين، مؤكداً ان الامن ليس مهمة المنظمة الدولية وحدها، بل على الشعب العراقي المشاركة في ذلك. ورفض بشدة تجديد استثناء الاميركيين من الملاحقات امام المحكمة الجنائية الدولية "في ضوء التجاوزات التي ارتكبت ضد معتقلين في العراق". التفجير وفجّر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة صباح امس امام مركز تجنيد للجيش العراقي الجديد في بغداد اسفر عن قتل 48 شخصاً وجرح 141. وانفجرت سيارة ثانية شمال بغداد ما اسفر عن مقتل ستة من رجال الدفاع المدني العراقي وجرح اربعة. واتهم رئيس الحكومة اياد علاوي ووزير الدفاع حازم الشعلان ووزير الداخلية فلاح النقيب "دولاً وجهات خارجية واقليمية" بالمسؤولية عن الاعتداءات، وتوعد الشعلان بشن حملة "من بيت الى بيت" لملاحقة مرتكبي هذه العمليات، وقال "سنقطع ايدي هؤلاء وأعناقهم" وهدد "جهات اقليمية متورطة في هذه العمليات ... باستطاعتنا ان ننقل العمليات التي يشهدها العراق الى ديارهم وبلدانهم". واكد ان الجيش العراقي الجديد قد يستعين بمسؤولين من رتب عليا في الجيش القديم كمستشارين فقط. واشار مسؤول عسكري اميركي بأصابع الاتهام الى الاسلامي "ابي مصعب الزرقاوي" في الاعتداء، فقال "بدأ يتعاون مع البعثيين والعملاء السابقين لاستخبارات صدام حسين لتنفيذ هذه الموجة من الاعتداءات قبل نقل السلطة". واعلنت القوات الاميركية انها قتلت 5 مسلحين في بعقوبة شمال شرقي بغداد بعد تعرض دورية اميركية الى هجوم. ولقي سعودي من منطقة جبه في حائل شمال المملكة مصرعه. واكد خالد الرمالي الشمري انه تلقى اتصالاً الاثنين الماضي من شخص لا يعرفه نقل اليه نبأ قتل شقيقه وليد الرمالي الشمري 25 عاماً في اليوم ذاته خلال العملية الاستشهادية التي نفذها واستهدفت موقعاً لقوات الاحتلال. وقال خالد في اتصال مع "الحياة" ان شقيقه وليد ذهب الى العراق منذ ثلاثة اشهر وابلغ عائلته انه سيعتكف في مسجد قريب من منزلهم في حائل، الا انه تأخر عن الحضور. واشار خالد الى انه تلقى اتصالاً من شقيقه قبل اسبوعين يفيد انه بصحة جيدة، وهو داخل العراق مع مجموعة من المجاهدين، من دون تحديد موقعه لاسباب امنية وقال لهم "ان اتصالاً سيرد اليك يا اخي خالد يفيد بنبأ استشهادي خلال الايام المقبلة فترقبه". مطالبة بوش بالاعتذار وجاء في المقال الافتتاحي لصحيفة "نيويورك تايمز" "على الرئيس بوش الآن ان يعتذر من الشعب العراقي الذي دفع الى الاعتقاد بشيء آخر". واعتبرت ان "اخبث" الحجج التي قدمها بوش "لإقناع الاميركيين بدعم غزو العراق" كانت حجة "ربط حربه بالتصدي للارهابيين في العالم". واعتبرت انه لم يكن للحرب على العراق اي تأثير على الحرب ضد الارهاب "من خلال تحويل مصادر عسكرية واستخباراتية عن بلد مثل افغانستان" الذي يعتبر معقلاً ل"القاعدة". واشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى ان اللجنة المستقلة "لم تنف وجود اتصالات" بين نظام صدام و"القاعدة" ولكنها انتقدت الادارة الاميركية ل"تضخيمها" اهمية هذه الاتصالات وربطها باعتداءات 11 ايلول. الى ذلك صرح ولفوفيتز امس خلال زيارة للموصل بأن القوات الاميركية ستبقى في العراق ما دام ذلك ضرورياً والى ان تستطيع القوات العراقية تولي مسؤولية الامن وحدها". ورافق ولفوفيتز الجنرال جورج كيسي الذي حل محل الجنرال ريكاردو سانشيز قائداً للقوات الاميركية في العراق.