تراجع نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز عن ادعائه ان مساعدين كباراً لزعيم "القاعدة" اسامة بن لادن يخططون مع اعوان الرئيس العراقي السابق صدام حسين لقتل اميركيين في العراق. وكان وولفوفيتز أعلن الخميس الماضي في مقابلة مع تلفزيون "أي بي سي" في ذكرى اعتداءات 11 ايلول ان "عدداً كبيراً" من اتباع بن لادن يسعون الى التعاون مع بقايا نظام صدام لمهاجمة الاميركيين. وقال "نعرف انه كان للعراق علاقة كبيرة بالإرهاب عموماً وب"القاعدة" خصوصاً، ونعرف ان عدداً كبيراً من كبار مساعدي بن لادن يسعون حالياً الى تنظيم انفسهم بالتعاون مع اعوان سابقين لنظام صدام كي ينفذوا اعتداءات في العراق". لكن وولفوفيتز، الذي يعد أحد مهندسي السياسة الاميركية في العراق، اوضح في مقابلة مع "اسوشييتد برس" اول من امس انه اخطأ في كلامه. وقال ان القوات الاميركية لا تزال تحاول ان تحدد هوية مقاتلين أجانب يتدفقون الى داخل العراق وما اذا كانوا يتعاونون مع اعوان صدام في مقاومة قوات الاحتلال. وفي ما يتعلق بمسألة مساعدي بن لادن، قال وولفوفيتز انه كان يشير الى رجل واحد هو أبو مصعب الزرقاوي، الذي كانت ادارة بوش ذكرت اسمه سابقاً لدعم ادعائها بوجود صلات بين "القاعدة" والعراق قبل الحرب. وادعى مسؤولون اميركيون آنذاك ان الزرقاوي ساعد على تدريب عراقيين على استخدام مواد كيماوية سامة، وانه تلقى علاجاً طبياً في بغداد. وقال وولفوفيتز اول من امس ان "الزرقاوي هو في الواقع الشخص الذي كنت اُشير اليه، وكان ينبغي ان اكون اكثر دقة". واضاف ان "الامر لا يتعلق بعدد كبير. انه أحد اعوان بن لادن الاساسيين، وربما كان من الأفضل ان يشار اليه بهذه الطريقة بدلاً من وصفه بأحد كبار المساعدين". واضاف ان "القضية المحددة التي تتعلق بالتعاون بين "القاعدة" وجماعة صدام، يجب ان أؤكد ان هذا هدف من الصعب جداً اختراقه"، مشيراً الى انه "في مقدم أولوياتنا في العراق ان نحصل على معلومات استخبارية افضل عن هؤلاء الاشخاص". وقال ان "هناك بعض المؤشرات الى انهم يعملون معاً من اجل هدف مشترك"، لكنه رفض الافصاح عن ماهية هذه المؤشرات. وكان وولفوفيتز ابلغ صحيفة "واشنطن بوست" في مقابلة نشرتها في 6 الشهر الجاري ان مئات المقاتلين من "القاعدة" وجماعات اخرى موجودون الآن في العراق. لكنه اوضح في حديثه اول من امس انه لا يستطيع ان يحدد العدد المحتمل لمقاتلي "القاعدة" من بين "مئات الاجانب" لأن القوات الاميركية لا تزال تسعى الى معرفة هويتهم.