أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حرص بلاده على مواصلة تعزيز "شراكتها الاستراتيجية" مع الولاياتالمتحدة، معتبراً سياسة التنافس على مناطق النفوذ بين الدولتين "من مخلفات ماضٍ لا رجعة إليه". وأعرب لافروف خلال لقائه صحافيين صينيين في العاصمة الروسية أمس، عن ثقة موسكو بأن "مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين، يخدم التوصل إلى حلول للمشكلات التي تواجه البشرية"، مشيراً إلى أنه لا يمكن لدولة بمفردها مواجهة التحديات الجديدة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل. كما لفت إلى أن لا بديل للتكامل بين موسكووواشنطن في مجالات مكافحة "العدو المشترك" للجانبين .وجاء كلامه بعد تزايد الانتقادات في موسكو بسبب تعزيز التواجد العسكري الأميركي في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز. وكان عسكريون روس أعربوا عن خشيتهم من احتمال تراجع تأثير موسكو في هذه المناطق التي شكلت دائماً مسرح نفوذ حيوي لها، في مقابل تصاعد الدور الأميركي هناك. واعتبر محللون روس تصريحات لافروف أول إشارة مباشرة إلى التعديلات التي ستطرأ على السياسة الخارجية الروسية حتى عام 2008، موعد انتخابات الرئاسة المقبلة في روسيا. في الوقت نفسه، حذرت مصادر أميركية من احتمال أن تؤدي سياسات واشنطن إلى إطلاق جولة جديدة في سباق التسلح بين روسياوالولاياتالمتحدة. واستطلعت صحيفة "كريستشين ساينس مونيتور" الأميركية آراء محللين أميركيين، قالوا إن برامج الولاياتالمتحدة الهادفة إلى تطوير قدراتها الدفاعية، لا سيما في مجالات الدفاع الصاروخي، ستؤدي إلى تراجع ملحوظ في العلاقات مع موسكو. واعتبرت الصحيفة أن توجهات السياسة الخارجية الروسية لتعزيز التعاون مع أميركا قد لا تصمد طويلاً أمام انتقادات الجنرالات الروس، خصوصاً بعد تزايد دعواتهم للرد بشكل متكافئ على الخطوات التي تقوم بها واشنطن.