وجّه الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف تحذيراً قوياً إلى من وصفهم بأنهم «شركاء قد يتصرفون بشكل يهدد مصالح مواطني روسيا». وقال إن بلاده سترد بحزم في سياستها الخارجية على أي تهديدات. وتزامن ذلك مع إعراب موسكو عن عدم رضاها بسبب «محاولات البعض إعادة تسليح جورجيا» واعتبرت أن ذلك سيكون «خطأ كبيراً». وجاء كلام ميدفيديف غداة محادثات أجراها في جورجيا نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن تطرق خلالها إلى احتمالات تزويد الجورجيين تقنيات عسكرية ومساعدتهم على إعادة تأهيل جيشهم . وفي تحذر مبطن إلى واشنطن وحلف شمال الأطلسي، قال ميدفيديف إن بلاده «ستظل مستعدة دائماً للرد على أية تهديدات يتعرض لها مواطني روسيا». وأوضح ان «ردنا سيكون قوياً على صعيد السياسة الخارجية اذا تصرف شركاؤنا بشكل يهدد مصالح مواطنينا». وتعمد مدفيديف التأكيد على تحذيره عندما أشار إلى أن «الرد قد يكون قوياً أحياناً أو قوياً جداً في أحيان أخرى». في المقابل أكد أن روسيا يجب أن تكون في حال لم تتعرض مصالحها للخطر «شريكاً قوياً ومريحاً ويمكن التنبؤ بتصرفاته بالنسبة لشركائها وجيرانها». وتزامنت تحذيرات ميدفيديف مع تصعيد في خطاب وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي أعلن من بانكوك أن روسيا «ليست راضية عن احتمال حصول الجورجيين على أسلحة من الخارج». وأعرب عن قناعته بأن «الذين قاموا بتصدير الأسلحة الى نظام (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي التي استخدمت (صيف العام الماضي) في الهجوم على اوسيتيا الجنوبية، استخلصوا الاستنتاجات اللازمة. أما الذين يواصلون التحدث عن ضرورة بيع الاسلحة لهذا النظام فيرتكبون خطأ كبيراً». وأعاد لافروف إلى الأذهان ان «الوعود التي قطعها الحلف الأطلسي لجورجيا في قمته قبل سنة، شجعت ساكاشفيلي على القيام بمغامرته العسكرية»، في إشارة إلى نتائج قمة «الأطلسي» التي انعقدت قبل إندلاع الحرب في القوقاز العام الماضي وتعهد خلالها الحلف بمساعدة جورجيا على تحديث جيشها ، وفتح أمامها أبواب الانضمام إليه. على صعيد آخر، دلت نتائج استطلاع أجراه أخيراً، مركز «ليفادا» لدراسات الرأي العام إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين مازالا يحظيان بشعبية كبيرة على الرغم من تراجع الأوضاع المعيشية بسبب الأزمة المالية. واستطلع آراء مواطنين روس في كل الأقاليم حول أربعة أسئلة تتعلق بأداء كل من ميدفيديف وبوتين . وحافظ بوتين على «زعامته للأمة» بعدما منحه الاستطلاع 78 في المئة، فيما قال 72 في المئة من الروس إنهم يثقون بأداء ميدفيديف. وقال منظمو الاستطلاع إن النتائج تبرز أن نسب تأييد الروس لعمل «الثنائي الحاكم» لم تتغير من صيف العام الماضي. لكن اللافت أن الثقة الكبيرة التي لم تهتز ببوتين لم تنسحب على أداء حكومته، إذ قال 55 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أنهم مازالوا يولونها ثقتهم، مقارنة ب 61 في المئة في مطلع العام الحالي. في الوقت ذاته، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الحلف الأطلسي ديمتري روغوزين أن روسيا ستفرض عقوبات على أي مؤسسات وشركات أميركية تساهم في تزويد الجيش الجورجي بأسلحة. وفي تهديد روسي مباشر لواشنطن قال روغوزين لإذاعة «صدى موسكو» امس، أن ميدفيديف وقع أوائل العام قانوناً ينص على فرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تصدر أسلحة لجورجيا. وينص القانون على «حظر إمدادات التقنيات العسكرية وذات الاستخدام المزدوج إلى جورجيا». في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي أن «القرار الخاص بتقديم مساعدات عسكرية لجورجيا لن يؤثر في العلاقات مع روسيا». وكان بايدن، أكد في تبليسي أن الولاياتالمتحدة ستعمل على تعزيز قدرة الجيش الجورجي. وقال بايدن في كلمة ألقاها في البرلمان الجورجي أول من أمس، إن توقيت زيارته لجورجيا بعد زيارة الرئيس باراك أوباما لروسيا ليست مجرد صدفة، مضيفاً أن ذلك يمثل «رداً على كثير من الأسئلة»، وكرر تأكيده أن تحسين العلاقات بين واشنطنوموسكو لن يكون على حساب «وحدة أراضي جورجيا».