أكدت "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب السودان أن المعارك العنيفة تواصلت بشدة أمس بين قواتها وميليشيات الجنجاويد، مما ادى الى مقتل 29 من الطرفين. ونقل إلى "الحياة" الناطق الرسمي باسم "حركة تحرير السودان" محمد حامد علي، أن الجنجاويد أغاروا على منطقة كوبي شمال غربي مدينة الفاشر واحرقوا قرى عدة، مؤكداً تصدي حركته للغارة. وقال: "قتلتا 23 فرداً منهم وأسرنا 3، فيما قتل ستة من مقاتلي الحركة في المعركة الضارية". واشار إلى "استخدام الجنجاويد أسلحة ثقيلة وسيارات عسكرية حكومية". واتهم الخرطوم بالاستمرار في استخدام الطيران والقصف الجوي على مناطق عدة في شمال دارفور وغربها. واعترفت الحكومة السودانية أمس باستخدام الطيران في قصف مواقع "متمردي دارفور" ما أدى الى تسجيل اصابات بين المدنيين واكدت انها دفعت تعويضات الى أسر القتلى ديات ولمعالجة الجرحى. واجرت مقررة لجنة الأممالمتحدة الخاصة بالتحقق من الاعدامات خارج نطاق القانون الباكستانية اسماء جهانقير محادثات مع وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح ومسؤولين في الحكومة والمعارضة وزارت معسكرات النازحين في دارفور والتقت المسؤولين المحليين. وأقر صالح بان "الجيش استخدم سلاح الطيران في الظروف التي تطلبت ذلك كحق مشروع، وأدى ذلك الى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، لكن الحكومة دفعت ديات الى أسر القتلى وعالجت المصابين وشكلت لجنة لتعويض الذين فقدوا ممتلكاتهم أو اصيبوا بخسائر". وترددت أمس معلومات عن انقلاب داخل "حركة تحرير السودان" أطاح رئيسها عبدالواحد محمد نور وأمينها العام مني اركو مناوي، إلا أن مناوي نفى هذه المعلومات. الى ذلك رويترز، نفى السفير السوداني في لندن حسن عابدين اتهامات منظمات لحقوق الانسان بأن حكومة بلاده تدعم ميليشيات الجنجاويد. وقال حسن عابدين في تصريحات لتلفزيون "هيئة الاذاعة البريطانية" بي. بي. سي، ان مزاعم منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" وعدد من مسؤولي الاممالمتحدة بأن الحكومة تؤيد الميليشيات العربية التي تعرف باسم الجنجاويد غير صحيحة. وفي بروكسيل، أعلنت المفوضية الاوروبية أمس ان الاتحاد الاوروبي سيقدم 12 مليون يورو 46،14 مليون دولار لتمويل مهمة مراقبة وقف النار بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. وكان الاتحاد الافريقي الذي يقود بعثة المراقبة الدولية وتضم 120 مراقبا، وربما قوة حماية تضم 270 جنديا، طلب من الاتحاد الاوروبي المساهمة في تمويل مهمة هذه القوات. وقال الناطق باسم المفوضية الاوروبية جان شارل ايلرمان كينجومبي "نعتقد بأن نجاح هذه المهمة حاسم... لتقديم المعونات الانسانية التي تحتاجها دارفور بشدة في هذا الوقت". وأضاف أن التمويل الاوروبي الذي سيغطي تقريبا نصف موازنة بعثة المراقبة سيؤخذ من صندوق تأسس أخيرا بهدف تعزيز السلام في افريقيا.