لا شيء في مدينتي الدماموالخبر المتجاورتين يشير الى ان المنطقة تعيش هاجس انعدام الامن فيهما بعد الهجمات المسلحة التي شهدتها الخبر اول من امس السبت، في حين تنتشر الاشاعات والروايات عن مداهمات هنا واطلاق رصاص هناك والقاء القبض على الارهابيين الثلاثة الفارين، ويتناقلها الناس عبر الهواتف... ولكن لا شيء صحيح. الحياة طبيعية في المدينتين، حتى في مقر الشركة العربية للاستثمارات البترولية "ابيكورب" الذي كان اول مبنى هاجمه الارهابيون، حيث قتلوا اربعة ابرياء. فقد عاد الموظفون الى عملهم امس، وهو ما اكده مدير عام الشركة رشيد المعراج الذي صرح ل"الحياة" بأن جميع الموظفين وعددهم 106 عادوا الى عملهم ولم يتأخر احد بمن فيهم الاجانب وعددهم قليل. وامام مبنى الشركة ما زالت تقف سيارة نقل صغيرة من طراز فورد بعد اصطدامها بالحاجز الاسمنتي، والى جانبها سيارة الركاب "GMC" محترقة، وهي السيارة التي اطلق المسلحون الرصاص عليها فأحرقوها وأحرقوا في داخلها الطفل المصري رامي الغنيمي 10 سنوات. وعند مبنى مجمع الشركات البترولية وهو الموقع الثاني الذي هاجمه المسلحون كانت مكاتب الشركات المقيمة فيه تعمل بشكل عادي، لكن "الحياة" لاحظت خلال جولة في المدينة "اختفاء" الاجانب من الاسواق حتى بعض الاجانب الذين التقيناهم في فندق "ميريديان الخبر" كانوا متوترين ورفضوا التحدث الينا باستثناء فرنسي قال انه لا يفكر بالمغادرة لانه يأخذ راتباً "محترماً" من الشركة البترولية التي يعمل فيها، وقال انه ليس خائفاً فهو يسكن داخل مدينة شركة "ارامكو" واجراءات الامن هناك مطمئنة. واشار الى ان عائلته في فرنسا وهم يزورونه في حين وآخر. وعند موقع مجمع "الواحة" في منطقة "الحزام الذهبي" بالخبر، حيث حصلت المذبحة الدموية، كان حراس للمبنى من قوى الجيش يمنعون اياً كان من الاقتراب من الشوارع المحيطة به، وسكانه الذين أجلوا عنه يومي السبت والاحد عاد بعضهم ليأخذ الحاجيات الضرورية وقالوا انهم قد يعودون غداً الى منازلهم. اما الذين أُسكنوا في فندق القصيبي من سكان مجمع الواحة العرب فامتنعوا عن التحدث الى الصحافة امتثالاً لتعليمات او نصائح صاحب المجمع الذين يستضيفهم في الفندق.