قام أحد الرهائن الغربيين الذين احتجزوا في المبنى الفندقي لمجمع الواحة السكني في الخبر، وهو مهندس أردني من سكان المبنى، بدور مهم في تزويد قوات الأمن السعودية بالمعلومات عن الوضع في المبنى بعد اقتحام الارهابيين له واحتجازه مع زميل له في شقة، فكان على اتصال مستمر مع أحد قادة الأمن الذين كانوا يتابعون الإعداد لعملية الاقتحام... وكان المهندس الأردني محتجزاً في الدور الثالث من المبنى وقام قبل الاقتحام بالخروج من الشقة والتأكد من ان الطابق الثالث لم يكن "مفخخاً بالمتفجرات". فرض رجال الأمن حصاراً حول المجمعات في منطقة الحزام الذهبي حيث يقع مجمع "الواحة" ومنع دخول المارة أو السيارات في حين التزم سكان الحي منازلهم ولم يخرجوا منها سوى في الصباح بعد انتهاء عملية الاقتحام... ومنع مسؤولو الأمن رجال الاعلام والصحافة من الدخول الى المجمع وكانوا يشاهدون ما يمكن مشاهدته من بعيد. المبنى الفندقي في مجمع الواحة الذي تحصن به الارهابيون عبارة عن شقق سكنية مخصصة لسكن العزاب وفيه 3 مطاعم، وشاء الحظ ان يكون معظم ساكنيه غادروه عندما اقتحمه المسلحون في حوالى التاسعة والنصف من صباح أول من أمس، لذلك لم يجدوا من الغربيين سوى مدير المطعم الايطالي انطونيو آماتو وكبير الطباخين سويدي الجنسية، فقاموا بذبحهما وقتلوا سبعة آخرين من جنسيات آسيوية يعملون في تنظيف المبنى وصيانته، وتم قتلهم على السلالم اثناء محاولتهم الفرار. ولم يجد الارهابيون سوى العمال الهنود والفيليبنيين ليأخذوهم رهائن وعددهم عشرون شخصاً حجزوهم في الطابق الأول من المبنى بالإضافة الى المهندسين الأردنيين نزار حجازين وحازم الضامن اللذين احتجزا في شقتهما، ومواطن لبناني احتجز في شقته في الدور الأول. أكد المهندسان الأردنيان اللذان احتجزا ان مسلحين اثنين كانا يرتدي كل منهما بزة رياضية سوداء ولا يتجاوز عمرهما 22 عاما اقتحما شقتهما وسألاهما اذا كانا مسلحين، وعندما أكدا لهما انهما غير مسلحين، نصحهما المسلحان بتربية لحيتهما حتى يبدوان كالمسلمين، واخبراهما بأنهما جاءا للبحث عن الأميركيين والكفار لتطهير أرض الجزيرة العربية منهم، فأخبرهما المهندسان بأن سكان المبنى الفندقي من الموظفين غادروا المبنى الى اعمالهم، فطلبا منهما البقاء محتجزين في الشقة للنظر في أمرهما بعد ذلك. وقال المهندسان أنهما بقيا في الشقة واتصلا بصاحب المجمع معن الصانع وأبلغاه بما حدث فأوصلهما بأحد قادة الأمن الذي أخذ يتابع الوضع معهما عبر الهاتف الى حين حدوث محاولة الاقتحام الأولى الساعة الثانية والثلث بالتوقيت المحلي، ومن ثم المحاولة الثانية التي تمت في حدود الساعة الخامسة والثلث حين قام الكوماندوس بالهبوط من 3 طائرات مروحية على سطح المبنى وانتهت العملية الساعة السادسة والنصف حين دخل رجال الأمن الى شقتهما وأخذاهما الى سطح المبنى الى حين استكمال تطهير المبنى، ووجدا نفسيهما مع عشرين رهينة من عمال المبنى من هنود وفيليبنيين ولبناني. تعرف المهندسان الأردنيان على صورة أحد المهاجمين اللذين اقتحما شقتهما، ما يشير الى ان احد الذين قاموا بالعملية الارهابية هو أحد المطلوبين المعروفين للسلطات الأمنية، وذكر ان قائد العملية شخص ضخم الجثة كان يرتدي عمامة سوداء على الطريقة الافغانية وملابس أفغانية. اكد الرهائن ان عدد المسلحين الذين رأوهم أربعة وهم الأربعة نفسهم الذين نفذوا الهجومين على مبنى شركة "أبيكورب" ومبنى مجمع الخدمات البترولية وهؤلاء الأربعة دخلوا المجمع بعد ان تسلقوا البوابة الحديد الشرقية للمبنى وهي بوابة مغلقة عادة وممنوع الدخول منها. لدى اقتحامهم للمجمع كان المسلحون يدخلون الفلل السكنية في المجمع يبحثون عن سكان غربيين فيها ويقولون لمن يجدونهم من السكان العرب: "نحن نبحث عن كفار أميركان لتطهير الجزيرة منهم". عند البوابة الشرقية المغلقة لمجمع الواحة السكني كانت السيارة التي استخدمها الارهابيون في هجوميهما على مبنى شركة "ابيكورب" ومبنى مجمع الخدمات البترولية تقف حتى الساعة الحادية عشرة قبل ظهر أمس، وشاهدت "الحياة" السيارة وكان محركها ما زال يعمل، وهي من طراز نيسان مكسيما، تحمل لوحة رقم أ ر ل 140 فضية اللون، وكان الزجاج الخلفي للسيارة مهشماً والزجاج الأمامي عليه أثار لثلاث طلقات نارية، وداخل السيارة كان يوجد مخزنان لطلقات رشاش "كلاشنيكوف" وجعبتان فارغتان لمخازن الأسلحة ومسدس وبطارية، وفي السيارة أيضاً كان هناك ثياب سعودية ملقاة على أرضيتها.وعلى الأرض الى جانب السيارة شاهدت "الحياة" أربع زجاجات "مولوتوف" غير مستعملة وملقاة على الأرض. أكد شهود عيان من الرهائن ان قوات الأمن حين دخلت المبنى الفندقي في مجمع الواحة كان المسلحون انسحبوا منه الى الخارج ولم يعرف ما هو مصيرهم. ذكر بعض رجال الأمن في موقع الهجوم ان ثلاثة على الأقل من رجال قوات الأمن لقوا مصرعهم خلال عملية الاقتحام الأولى للمبنى، وذلك حين القى الارهابيون القنابل المحلية الصنع عليهم وأن هناك عدداً غير معروف من الجرحى.