نجحت قوات الامن السعودية أمس في تحرير الرهائن الذين احتجزهم اربعة ارهابيين مسلحين في مبنى فندقي في مجمع الواحة السكني بمدينة الخبر، شرقي المملكة، واعتقلت قائد المجموعة بعد اصابته، لكن الثلاثة الباقين تمكنوا من الفرار مع عدد من الرهائن. واثار الاعتداء موجة ادانة واستنكار عربية وعالمية وحملة تضامن مع المملكة في مواجهة الارهاب ومرتكبيه. واقتحمت قوة من رجال الكوماندوس السعوديين المبنى الفندقي بعدما انزلتهم ثلاث مروحيات على سطحه، وطهروا المبنى واطلقوا الرهائن لكنهم لم يعثروا على الارهابيين الذين كانوا قد فروا، فلاحقوهم واصابوا قائدهم واعتقلوه فيما تمكن الثلاثة الباقون من الابتعاد. وذكر شهود من مدينة الدمام ان ثلاثة مسلحين يعتقد انهم الارهابيون الفارون وصلوا الى المدينة الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال الخبر عصر امس وسلبوا احد المواطنين سيارته تحت تهديد السلاح وهي من نوع شيفروليه كابريس زرقاء اللون تحمل لوحة كويتية. وقال الشهود ان المسلحين الثلاثة كانوا يرتدون بزات رياضية سوداء اللون وبدا عليهم الارهاق والارتباك. وأبلغ صاحب السيارة التي سلبت - وهو فلسطيني - الشرطة فتوجهت دوريات منها لملاحقة المشتبه بهم في احياء منطقة المزروعية في الدمام خلف فندق شيراتون. واوضحوا انهم سمعوا دوي اطلاق نار لكنهم لم يعرفوا تفاصيل ما جرى. وكان الهجوم الارهابي الذي بدأ صباح السبت اسفر عن مقتل 22 مدنياً برصاص المسلحين الذين قتلوا بدم بارد تسعة من الرهائن في المبنى الفندقي قبل ان تقتحمه قوات الامن وتنقذ الباقين الذين بلغ عددهم 23 رهينة. ومعظم القتلى من الجنسيات الاسيوية ثمانية هنود وسريلانكيان وثلاثة فيليبينيين إضافة الى ثلاثة سعوديين وجنوب افريقي وبريطاني واميركي وطفل مصري 10 سنوات. كما اسفر الاعتداء عن جرح 25 شخصاً. وكان الارهابيون الاربعة استخدموا سيارة ركاب صغيرة من نوع نيسان - ماكسيما للهجوم على مبنى الشركة العربية للاستثمارات البترولية حيث قتلوا سعوديين من حراسه وطفلاً مصرياً وبريطانيا، ثم هاجموا مبنى مركز الخدمات البترولية فقتلوا اربعة اشخاص اميركيا وفيليبينيين وباكستانيا قبل ان يتوجهوا الى مجمع الواحة السكني وقفزوا فوق سوره بعدما تعذر عليهم دخول البوابة، وراحوا يقتحمون الشقق بحثاً عن غربيين لكنهم لم يوفقوا بأحد لأن معظم السكان كانوا توجهوا الى اعمالهم. عندها انتقل الارهابيون الى المبنى الفندقي حيث عثروا على مدير المطعم فيه الايطالي انطونيو اماتو وكبير الطباخين السويدي الجنسية فاحتجزوهما قبل ذبحهما. واحتجز الارهابيون ايضا عمال الصيانة والنظافة من الاسيويين في الطابق الاول من المبنى اضافة الى مهندسين اردنيين ولبناني ابقوهم داخل شققهم. وسرعان ما وصلت قوات الامن ودخلت المجمع وطوقت المبنى الفندقي قبل ان تحاول اقتحامه مرة اولى من الطبقات السفلية لكنها ألغت الخطة بعد القاء قنابل في اتجاهها وقررت القيام بعملية انزال مروحية على سطحه، وهو ما تم بالفعل في حوالي الساعة الخامسة فجر امس. وتبنى بيان نشر على شبكة الانترنت يحمل توقيع "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" المسؤولية عن هجوم الخبر الارهابي وأكد ان جانباً من الهجوم سُجل وسيبث في وقت لاحق. وأوضح البيان ان الهجوم واحتجاز الرهائن في الخبر نفذهما اربعة ارهابيين واسفرا عن مقتل أحدهم المدعو "نمر بن سهاج البقمي". واضاف ان الباقين استطاعوا "الانسحاب من الموقع رغم الطوق الامني المشدد والانتقال الى اماكن آمنة". واكد البيان ان الارهابيين "احتجزوا في احد الفنادق عدداً من الغربيين وقتلوهم، من بينهم ايطالي وسويدي نُحرا بعدما وجه الايطالي رسالة الى العالم عبر قناة الجزيرة الفضائية، كما قتل عشرة هنود من ... قتلة اخواننا المسلمين في كشمير وهم من المهندسين العاملين في الشركات النفطية". وذكر البيان أن المتطرفين هاجموا اولاً مبنى "بتروليوم سنتر" حيث قتلوا اربعة اشخاص بينهم اثنان اميركيان وآخر غربي ورجل امن وبعد ذلك ربطوا جثة احد الاميركيين وسحل في شوارع المدينة. وفي مقر شركة ابيكروب "قتلوا مديرها المالي وهو بريطاني الجنسية واثنين من الموظفين الفيليبينيين النصارى". وجاء في تسجيل صوتي منسوب الى عبد العزيز المقرن قائد تنظيم "القاعدة" في منطقة الخليج بثّه احد المواقع على شبكة الانترنت ان الارهابيين "ذبحوا" رهائن اجانب بينهم خصوصاً ياباني واميركي وبريطاني وايطالي، وقال ان الياباني "ذبح وأرسل الى اليابانيين الذين ورطهم الاميركيون في حرب ضد المسلمين خصوصا في العراق". وينتهي التسجيل باصوات اطلاق رصاص ناجمة على ما يبدو من اقتحام القوات السعودية المبنى. كما سمع صوت شخص يصرخ "افتحوا هذا الباب بسرعة". لكن قناة "الجزيرة" أعلنت في بيان مساء أمس اف ب أنها رفضت "التعامل" مع مكالمة هاتفية زعم صاحبها انه يتحدث من موقع احتجاز رهائن في مدينة الخبر، وقال البيان ان القناة "تلقت بالفعل مكالمة هاتفية من شخص مجهول زعم انه كان يتحدث من مكان احتجاز الرهائن وان معه احد الرهائن. غير ان القناة لم تتعامل مع المسألة اذ ليس من سياستها وليس من قواعد العمل الصحافي المهني التعامل مع مثل هذه المكالمات المجهولة المصدر التي لا يمكن التحقق على وجه اليقين من صحتها".