أشادت الولاياتالمتحدة الأميركية بالدور البارز الذي قامت به المملكة في استضافة المحادثات الثنائية بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، في العاصمة الرياض. جرت هذه المحادثات أمس الثلاثاء، بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان. وفي مؤتمر صحفي دوري، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس عن تقديرها للجهود السعودية في تسهيل هذه المحادثات، مؤكدةً أن الولاياتالمتحدة تسعى لوقف القتال وتحقيق السلام. وأشارت بروس إلى اتفاق الجانبين على إنشاء آلية تشاور لمعالجة النقاط الخلافية في العلاقات الثنائية، بهدف تطبيع عمل البعثات الدبلوماسية وتعيين فرق رفيعة المستوى للعمل على إنهاء النزاع في أوكرانيا بطرق دائمة ومستدامة ومقبولة لجميع الأطراف. كما تم التوافق على وضع أسس للتعاون المستقبلي في القضايا الجيوسياسية ذات الاهتمام المشترك، والاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي ستنتج عن إنهاء النزاع بنجاح. وتهدف هذه المحادثات إلى تعزيز الأمن والسلام الدوليين، وتؤكد على إيمان المملكة بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمات الدولية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية. تأتي هذه الجهود في إطار مساعي المملكة المستمرة لدعم الاستقرار العالمي وتعزيز السلم الدولي. ومن المتوقع أن تسهم هذه المحادثات في دفع العلاقات بين موسكووواشنطن، ووضع الأسس لمفاوضات مستقبلية حول القضايا العالقة، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية. كما تمهد هذه اللقاءات لقمّة محتملة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في المملكة العربية السعودية. وأعربت وزارة الخارجية عن أملها في أن تسفر هذه المحادثات عن نتائج إيجابية تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن شكره لقيادة المملكة على إتاحة الفرصة لعقد هذه المحادثات الثنائية مع الجانب الأميركي، مشيدًا بالدور السعودي في تعزيز الحوار بين البلدين. وتأتي هذه المحادثات في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتؤكد على التزام بدورها الفاعل في دعم مساعي السلام العالمية. وقد لاقت استضافة المملكة لهذه المحادثات ترحيبًا من دول عربية عديدة، حيث أعربت العديد من الدول عن تقديرها للجهود السعودية في تسهيل الحوار بين روسياوالولاياتالمتحدة، مؤكدةً دعمها لحل النزاعات بالطرق السلمية وأهمية الحوار البناء لتحقيق الأمن والسلام العالميين. يُذكر أن هذه المحادثات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطنوموسكو توترًا على خلفية الأزمة الأوكرانية، مما يجعل من هذه الجهود الدبلوماسية خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وقد لعبت المملكة دورًا محوريًا في الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية، مستندةً إلى سياستها الخارجية المتوازنة وعلاقاتها الجيدة مع مختلف الأطراف الدولية. منذ اندلاع النزاع في فبراير 2022، حرصت الرياض على تقديم نفسها كوسيط نزيه، مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع كل من كييف وموسكو، حيث نجحت الجهود السعودية في سبتمبر 2022 في التوسط لإطلاق سراح عشرة أسرى من جنسيات مختلفة، بينهم مغاربة وأميركيون وبريطانيون، في إطار عملية تبادل بين روسياوأوكرانيا. وقد أشاد البيت الأبيض ورئيسة الوزراء البريطانية آنذاك ليز تراس بالدور الفاعل الذي قامت به المملكة في هذه العملية الإنسانية. كما استمرت المملكة في تعزيز جهودها الدبلوماسية، حيث استضافت في أغسطس 2023 اجتماعًا في جدة ضم مستشارين أمنيين وممثلين من أكثر من 30 دولة، بهدف مناقشة سبل إحلال السلام في أوكرانيا. ورغم غياب روسيا عن هذا الاجتماع، إلا أن حضور الصين ودول نامية أخرى عكس الثقة الدولية في قدرة المملكة على قيادة حوارات بناءة.