هاجم ارهابيون مسلحون مبنيين لشركات خدمات نفطية ومجمعاً سكنياً في مدينة الخُبر شرق السعودية صباح امس، ما أدى الى مقتل عشرة أشخاص على الأقل حتى مساء امس، بينهم عدد من الاجانب. وبدأت الهجمات المسلحة نحو الساعة السابعة صباح امس، حين اقتحم اربعة مسلحين مبنى الشركة العربية للاستثمارات النفطية ابيكورب بعدما قتلوا اثنين من حراس المبنى، وسألوا عن موظفين اجانب ولكن لم يجدوا احداً، فخرجوا من المبنى وصادفهم عند بوابته مدير المشروعات في الشركة وهو بريطاني الجنسية، فأطلقوا النار على سيارته وأردوه، كما اطلقوا النار على سيارة من نوع "جي ام سي" كانت خارجة من مجمع الشركة السكني، وفيها أربعة اطفال متوجهين الى مدرستهم، ما ادى الى مقتل الطفل المصري رامي سمير الغنيمي 10 سنين. بعد ذلك توجه المسلحون في سيارتهم الى مبنى مركز الخدمات النفطية الذي يضم عدداً من شركات خدمات البترول، على بعد كيلومترين من الموقع الاول، واقتحموا المبنى، بعدما احتجزوا حراسه، وقتلوا في الداخل موظفاً اميركياً وآخرين فيليبينيين وسائقاً باكستانياً. وهاجمت المجموعة الارهابية مجمع "الواحة" السكني في منطقة الحزام الذهبي في الخُبر، وهو مجمع يضم نحو 140 فيلا سكنية، بالإضافة إلى مبنى فندق من 6 طوابق، وقتلوا لدى دخولهم اثنين من حرس المجمع وهما من القوات المسلحة السعودية، وبدأوا اقتحام الفلل بحثاً عن أجانب، ودخلوا سكن عائلات لبنانية عرف من أفرادها عبدالسلام الحكواتي الذي ابلغ "الحياة" هاتفياً أن المسلحين سألوه عن جنسيته واحتجزوه داخل الفيلا، وخرجوا بحثاً عن أجانب. وأفادت سيدة لبنانية رفضت ذكر اسمها أن المسلحين قتلوا أمامها احد السكان البريطانيين فيما كان يمر أمام الفيلا، ثم احتجزوا رهائن واقتادوهم إلى مبنى فندق في المجمع. وكان سفير لبنان في الرياض احمد الشماط افاد في وقت مبكر أمس، ان الارهابيين افرجوا عن خمسة رهائن لبنانيين كونهم بحسب اعتقاده الوحيدين بين الرهائن من العرب، مؤكداً ان المنفذين يحتجزون غربيين. وتوجه السفير وبتكليف من وزير الخارجية جان عبيد، الى المنطقة لمتابعة موضوع احتجاز الرهائن اللبنانيين عن كثب مع السلطات السعودية، مشيراً الى أن الرهائن هم أورور نوفل وابنها ألكس وعبدالسلام حكواتي وزوجته وابنه. وبقي رئيس الجمهورية اميل لحود على اتصال بالسفير شماط للاطلاع على التطورات، والاتصالات الجارية لمعالجة المسألة. وتبلغ في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بتوقيت بيروت، اطلاق الرهائن اللبنانيين وعدم تعرضهم لأي أذى. وأجرى مساء اتصالاً بأفراد عائلاتهم وهنأهم بسلامتهم. وقدر سكان في المجمع عدد الذين قتلوا هناك بثمانية، بينهم سويدي يعمل طباخاً في المبنى الفندقي. وأحاطت أعداد كبيرة من قوات الأمن الخاصة المبنى الفندقي، بعدما دخلت المجمع واجلت معظم سكانه بعربات مدرعة. وحتى مساء امس كانت قوات الامن تجري تقويماً من اجل وضع خطة لاقتحام المجمع بحلول الليل، وقدر عدد الرهائن بعشرة اشخاص. روايات عن لحظات الرعب وروى السائق جعفر السالم سعودي وهو احد موظفي شركة "ابيكورب"، وكان يقود سيارة تقل أطفالاً قتل احدهم، لحظات الرعب التي عاشها أثناء خروجه من المبنى السكني. وقال انه فوجئ بسيارة البريطاني مايكل هاملتون الذي قتل أمس، متوقفة في المدخل. وأضاف انه ترجل ليفاجأ بهاملتون مضرجاً بدمائه، وبينما هو يحاول الاتصال برجال امن المبنى فوجئ بأحد الإرهابيين يتوجه نحوه، ما دعاه إلى الفرار. وتابع جعفر: "ركبت إحدى السيارات المارة لابتعد عن الموقع، وعند عودتي التي استغرقت نحو خمس دقائق فوجئت بأنهم أطلقوا النار على السيارة التي تقل اطفالاً كانوا متوجهين إلى مدارسهم". يوسف الحسن سعودي من حراس الأمن في مجمع البترول الذي اقتحمه الإرهابيون أمس، أكد ان أربعة منهم شاركوا في عملية الاقتحام وجمعوا جميع حراس الأمن التابعين لشركات خاصة، وهم حوالى عشرة ثم سألوهم عن موقع الأجانب والا "سيكون الثمن حياتهم". وأضاف أن عدد الإرهابيين أربعة، يرتدون ملابس سوداً ويحملون اسلحة خفيفة، باستثناء واحد يرتدي الزي الباكستاني ويحمل قاذفة "ار بي جي" معرباً عن اعتقاده بأنه القائد الفعلي للمجموعة. واشار الحسن الى ان الارهابيين توجهوا الى مكتب احدى الشركات، فوجدوا موظفاً اميركياً فأردوه قتيلاً في الحال، ثم توجهوا الى شركة اخرى في المبنى ذاته، حيث صادفوا سائقاً فيليبينياً فأردوه. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان ثلاثة غربيين تمكنوا مساء من مغادرة المجمع الذي تحصن فيه الارهابيون، وقالوا انهم شاهدوا جثة سيدة مضرجة بالدماء داخل المبنى. وأوضح الناجون وهم سيدتان ورجل، انهم تمكنوا من تسلق سور المجمع السكني ومغادرته. وتأكد مساء اطلاق ثلاثة هولنديين. وأفاد سكان عن اطلاق نار متقطع، في حين شوهد جنود من الجيش والقوات الخاصة وهم يدخلون مجمع "الواحة" السكني وآخرون يحاصرون مجموعة من المباني. وذكر ديبلوماسي ان بين الرهائن رجالاً ونساء وأطفالاً. وأكد روبرت كيث الناطق باسم السفارة الأميركية في الرياض مقتل مواطن أميركي في الهجمات. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان ديبلوماسيين بريطانيين انتقلوا الى الخُبر للتحقق من معلومات مفادها ان بريطانياً بين الضحايا. وقال ناطق باسم الخارجية في لندن لوكالة "فرانس برس" ان "فريقنا وصل الى السعودية للتحقق من معلومات مفادها ان بريطانيا بين الضحايا". الى ذلك أ ف ب حضت السفارة الأميركية في الرياض رعاياها مجدداً على مغادرة المملكة. وجاء في التحذير الجديد للسفارة: "في ضوء الهجوم على ينبع والهجوم في الخُبر، تكرر السفارة تحذيرها السابق، وتحض بشدة المواطنين الاميركيين على مغادرة البلاد". وأضاف البيان ان القنصلية الأميركية في الظهران شرق والمجاورة لمدينة الخُبر ستغلق أبوابها اليوم، مؤكداً استمرار العمل في مقر السفارة في الرياض وكذلك القنصلية في جدة.