وسط حراك سياسي إقليمي عالمي، يبرز اسم المملكة العربية السعودية في الاجتماعات واللقاءات الدولية، ويتردد صداه على الألسن، ويتخلل الأحاديث اليومية للمواطنين والمسؤولين حول العالم، كما توثقه وسائل الإعلام في تقاريرها، التي أجمعت على أن المملكة باتت بوصلة لاهتمام دول العالم كافة، عطفاً على الجهود التي تبذلها لتعزيز السلام والأمن الدوليين، عبر استضافة الدول المتنازعة ودفعها لحل خلافاتها بالحوار والتفاوض البناء. عالمياً، وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- أمس الثلاثاء باستضافة محادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية، في إطار مساعي المملكة لبحث سبل تحسين العلاقات بين البلدين، وتعزيز الأمن والاستقرار العالميين، وذلك من قلب العاصمة الرياض، التي كانت عنواناً بارزاً للمؤتمرات التي تحث على التسامح والتعايش. اختيار المملكة لتكون مكاناً لعقد الاجتماعات بين أميركا وروسيا، يعكس مكانة المملكة وثقلها السياسي والاقتصادي، بجانب صدقيتها وحيادها في أن تكون وسيطاً نزيهاً ومحايداً، قادراً على تقريب وجهات النظر بين الدولتين النوويتين، يُضاف إلى ذلك علاقة الصداقة القوية التي تربط سمو ولي العهد بالرئيسين الأميركي والروسي، وثقتهما الكبيرة في آراء سموه، وحكمته في دفع مسيرة السلام العالمي إلى الأمام. إقليمياً، ستكون الرياض على موعد عقد قمة عربية مُصغرة يوم الجمعة المقبل، تستهدف تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، من خلال إيجاد رأي عربي موحد يرفض دعوات تهجير أهالي فلسطين، سواء في غزة أو الضفة الغربية، خارج بلادهم، مع التأكيد على أن السلام في الشرق الأوسط، لا بد أن يرتكز على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، وهي مطالب لطالما شددت عليها المملكة مرات عديدة، واعتبرتها مبدأ لا تحيد عنه في تعاملها مع القضية الفلسطينية. استضافة الرياض للمحادثات الأميركية - الروسية، والقمة العربية المصغرة، يؤكد بوضوح أن المملكة تصنع السلام وترعاه وتدعمه إقليمياً ودولياً، وهو ما يشهد به التاريخ الحديث للسعودية، التي سبق أن استضافت مباحثات سلام للعديد من الدول التي كانت على خلاف، وخلالها وقفت الرياض على الحياد ونجحت في حل تلك الخلافات، في مشاهد متكررة نالت الكثير من التقدير والاحترام الدوليين، الأمر الذي عزز الثقة الدولية في قدرات المملكة ومبادئها وثوابتها، بتغليب لغة السلام والحوار على الحرب والنزاعات.