سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضل الله يدعو المرجعيات الى "الحفاظ على الخط الأحمر" في مواجهة الاحتلال . مقتل 10 من "جيش المهدي" في اشتباكات في النجف وأنصار الصدر يسيطرون على الناصرية بعد فرار الشرطة
تجددت الاشتباكات أمس بين أنصار الصدر والقوات الاميركية في النجف، وقتل عشرة من عناصر "جيش المهدي" في هذه المعارك، فيما سيطر أنصار الصدر على الناصرية بعد فرار عناصر الشرطة. وفي كربلاء ألغيت صلاة الجمعة بسبب استمرار التوتر. ودعا آية الله محمد حسين فضل الله المرجعيات الدينية الى "المحافظة على الخط الأحمر في الحفاظ على قدسية المقدسات الدينية أمام الاحتلال الغاشم" في العراق، وحذر من "فتنة بين أبناء الصف الواحد". تجددت الاشتباكات أمس بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الاميركية في النجف 160 كيلومترا جنوببغداد. وترددت اصداء انفجارات واطلاق النار في وسط المدينة وسمع اطلاق النار من المدخلين الجنوبي والغربي للنجف التي يتحصن فيها الصدر مع مئات من عناصر "جيش المهدي" الميليشيا الموالية له. وتركز اطلاق النار في ساحة ثورة العشرين عند المدخل الشمالي للمدينة ومنطقة المقابر. وبعد ليلة هادئة نسبياً تفجرت الاشتباكات فجر أمس، وانطلقت أولاً من منطقة قرب المركز الرئيسي للشرطة تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مسجد الامام علي، ثم امتدت الى منطقة المقابر تبعد نحو كيلومتر شمال غربي الضريح التي توغلت فيها الدبابات الاميركية وخاضت خلالها معركة شرسة مع أنصار الصدر. وقصفت ثلاث دبابات على الاقل مواقع للمسلحين بين المقابر بالقذائف والمدافع الرشاشة. ورد مقاتلو "جيش المهدي"، الذين يستخدمون المقابر لشن هجمات كر وفر على القوات الاميركية، بقذائف صاروخية وهاون، وشوهد دخان اسود كثيف يرتفع من المقبرة التي كانت مروحيات اميركية تحلق فوقها. واعلن الناطق باسم الصدر الشيخ احمد الشيباني مقتل عشرة من عناصر "جيش المهدي" في معارك مع القوات الاميركية في النجف. وقال: "جيش المهدي فقد عشرة شهداء". وشدد على "اننا على استعداد لمواجهة اي قوة اميركية اياً كان حجمها" .ورأى ان "القوات الاميركية تسعى الى تعويض خسائرها في الفلوجة". وشوهدت آثار ثلاث رصاصات على القبة الذهبية للمرقد، لكن لم يتم التأكد ما اذا كانت ناجمة عن قصف اميركي . وكان محافظ النجف الجديد عدنان الذرفي اعلن مساء الخميس ان "دخول الاميركيين الى وسط النجف قد يكون وشيكاً". واستمر التوتر في كربلاء أمس بعد الاشتباكات الليلية. والغيت صلاة الجمعة في ضريح الامام الحسين في المدينة بسبب التوتر والمواجهات بين أنصار الصدر والقوات الاميركية. وكان وسط المدينة حول ضريحي الامام الحسين والعباس مقفراًَ ويسيطر أنصار الصدر على المباني والفنادق القريبة بينما تتمركز قوات "التحالف" في قطاع مسجد المخيم على بعد نحو مئة متر عن العتبتين المقدستين . وكان مدير المستشفى الرئيسي في المدينة صالح الحسناوي أعلن ان ما لا يقل عن اربعة عراقيين قتلوا واصيب 13 آخرون خلال اشتباكات ليل أول من أمس. والقت مروحيات اميركية منشورات تحض الصدر على انهاء تمرد "جيش المهدي" وتسليم نفسه الى السلطات لمحاكمته في قضية مقتل عبد المجيد الخوئي. وحضت القوات الاميركية، التي تمركزت على مسافة كيلومتر واحد من مقامي الامام الحسين وأخيه العباس، عبر مكبرات الصوت الناس على الابتعاد عن وسط المدينة التي خلت شوارعها التي كانت تعج بالحركة عادة يوم الجمعة . وأعلن احد ضباط الشرطة العراقية ان مسلحين من انصار الصدر هاجموا بعد ظهر امس مركزاً للشرطة العراقية في مدينة الناصرية واطلقوا سراح 16 معتقلاً بعد ان فر عناصر الشرطة. وشوهدت أعداد كبيرة من المسلحين من أنصار الصدر في المدينة التي غاب عنها عناصر الشرطة العراقية والجنود الايطاليون . وقال ضابط الشرطة علي الناصري ان عناصر المركز فروا لأن المهاجمين من "جيش المهدي" المسلحين بالرشاشات والقذائف المضادة للدروع كانوا بأعداد كبيرة. واضاف ان اربع سيارات للشرطة سرقت. فضل الله يحذر من فتنة الى ذلك، اعتبر آية الله محمد حسين فضل الله "الاعتداء الأميركي على مدينتي النجف وكربلاء تطوراً عدوانياً خطيراً" .وتخوف من أن يؤدي "هذا العدوان الى انتهاك حرمة المدينتين المقدستين اللتين تمثلان الرمز الكبير للإسلام في مقدساته"، وحذر من "تطور العدوان الى اجتياح شامل للمدينتين، اضافة الى ما يؤدي اليه القصف العدواني الأميركي من قتل للمدنيين العراقيين" . ودعا فضل الله في بيان له، أمس "المسلمين والشعب العراقي بكل أطيافه وأفراده الى مواجهة هذا التطور الخطير برفع الصوت عالياً بالاحتجاج والاستنكار والمواجهة للاحتلال" .كما دعا كل المرجعيات الدينية للمسلمين الى "المحافظة على الخط الأحمر في الحفاظ على قدسية المقدسات الدينية أمام الاحتلال الغاشم" .وعبر عن أمله بأن "لا يفسح أهالي النجف وكربلاء المجال للمحتل لإثارة الفتنة بين أبناء الصف الواحد"، معتبراً ان "القضية بلغت أعلى درجة من الخطورة. وعلى الجميع الارتفاع الى مستواها لأنها ترتبط بالحرية والعزة والكرامة والمسؤولية الإسلامية" . وحذرت طهرانالولاياتالمتحدة من ان النجف وكربلاء "خطوط حمراء" يجب عدم تجاوزها. وأعرب الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي عن قلق بلاده البالغ من تصاعد المواجهات في العراق خصوصاً في النجف وكربلاء. ودان "عمليات القتل التي يتعرص لها الابرياء" محملاً قوات الاحتلال مسؤولية تردي الاوضاع في العراق. ودعا الى خروج هذه القوات من هذا البلد وتسليم السلطة الى ابنائه.