صحيح ان ميشال الحوراني ينتمي الى الجيل الجديد من الفنانين، إلا أنه استطاع خلال ست سنوات ان يحقق انجازات عدة في حياته المهنية، إن في التمثيل أم في الاخراج أم في الكتابة أم في التدريس، واستطاع أن يثبت نفسه تلفزيونياً ومسرحياً. البداية كانت مع "قديس كفيفان" الذي لعب فيه دور الراهب المعاصر، ثم شارك في مهرجانات بعلبك عام 1998 مع فرقة فيروز وكرّت السبحة فشارك في الكثير من الأعمال في كل من تلفزيون لبنان وال"أم تي في". يقول ميشال ان الدراسة الاكاديمية ساعدته كثيراً إضافة الى أن الخبرة التي حققها مسرحياً زادت من قدراته، فالمسرح في نظره كان ذلك المسرح الراقي والمنظم، إلا أن نظرته تغيرت حينما بدأ العمل في هذا المجال، إذ لمس مدى الفوضى الموجودة. ويضيف: "كنت أدرك انها مهنة صعبة وقاسية ولكن حبي لها دفعني الى العمل والى المثابرة أكثر فأكثر". ويعترف الحوراني بأنه ليس ممثلاً فقط وإلا سينضم حتماً الى فئة العاطلين من العمل، بل هو كاتب ومخرج ومدرّس وممثل في آن معاً. وسبق لميشال ان شارك في مسلسل "المحتالة" وفي مسلسل "بنات عماتي وبنتي وأنا"، كما أعلن عن مشاركة له في دور رئيس في فيلم سينمائي جديد للمخرج ميشال كمّون. وعبّر الحوراني عن حبه للمسلسلات التاريخية وللمسلسلات الأخرى التي يتم تصويرها عربياً، لكنه أسف للطريقة التي يتم فيها التعاطي مع الممثل اللبناني الذي يوصف دائماً بالدرجة الثانية. وقال: "طموحي هو أن تصل هذه المهنة فعلاً الى صناعة حقيقية كي تصبح لائقة وكي يصبح مستوى الممثل جيداً". أما النقلة الجديدة لميشال ستكون في المسلسل الجديد الذي سيبصر النور قريباً جداً وهو تحت عنوان "بين السما والأرض" للمخرج زيناردي حبيس. ويقول ميشال ان مساحة الدور التي قدمها ستظهر طاقته التمثيلية. ويشارك ميشال التمثيل في المسلسل كل من: جلال شهدا، ريتا لبكي، سمير شمص، محمد الكبي، سيلفانا فلفلة، سهى فيفانو، نتالي حبيس، بول سليمان وغيرهم. ويجسد ميشال شخصية شاب ثري حصل على تركة كبيرة من والده، والشخصية مركبة تتضمن الكثير من الخبث والاحتيال، وهي شخصية طعّان بك، الشاب الوصولي الذي يتزوج من امرأة لديها ابنة شابة يحاول اغتصابها في ما بعد. ومسرحياً ما زال ميشال يشارك في مسرحية "الشلمصطي" لمنير كسرواني، ويقول انه يحضر حالياً لمسرحية تحت عنوان "رصاصة بلا صوت" التي تدعم حقوق المرأة اللبنانية، من اخراج جورج الشدياق الذي يوجّه صرخة كبيرة تطالب بحقوق المرأة. وفي خضم الأدوار الشريرة التي يقدمها ميشال، هناك وجه آخر له كما يقول، هو الوجه الرومانسي، ولكنه ينتظر الوقت المناسب والعمل المناسب ليطل في دور من هذا النوع. وكانت للممثل الحوراني تجربة في الاخراج المسرحي وكان ذلك عام 2001 في مسرحية "العائلة توت" للكاتب المجري استيفان اوركيني، ويقول ميشال ان هذه التجربة علمته كثيراً في حياته لأنه استطاع من خلالها ان يعبّر عن أفكاره، أما في التمثيل فهو رهن النص كما يقول. كما أعلن الحوراني انه يميل الى الكتابة التي تتطلب الكثير من الهدوء الذي لم يعرفه خلال السنوات الست الأخيرة، لكنه لفت الى أنه حقق حلمه هذا مع طلابه وأحياناً بطريقة جماعية. أما أكاديمياً، فاختار ميشال ان يكون مدرساً للمسرح منذ أربع سنوات وقال انه يغذي خيال الطلاب من خلال هذه المادة التي يرفض أن تكون مادة ترفيهية، واعترف بأن محبة تلاميذه له هي التي تجعله يعبر مسافة نحو الساعتين ونصف الساعة للوصول الى مرجعيون حيث يدرّس بكل شغف واهتمام. ويختتم الحوراني كلامه ليقول ان التجارب السيئة في الحياة هي التي تغني الانسان في شكل عام والممثل في شكل خاص وهي التي تجعله عميقاً ورقيقاً في آن معاً.