منذ أكثر من نصف قرن وهو في الساحة الفنية مرافقاً الأجيال كافة في السينما والتلفزيون كما في المسرح. البعض يقول إن سبب نجاحه وسامته والبعض الآخر موهبته. سمير شمص، صفحات من التاريخن الفني اللبناني ومن ضمنه الإذاعة. فهو له في كل مجال أعمال وبرامج انتشرت وعرفت نجاحاً. حالياً انتهى شمص من تصوير مسلسل مع الفنانة فاتن حمامة وهو سيعرض في الأسابيع القليلة المقبلة. وكان شمص الممثل اللبناني الوحيد الذي يشارك فيه. هنا حوار معه: تقف للمرة الأولى أمام سيدة الشاشة العربية. كيف تنظر الى هذا اللقاء؟ - إنه اللقاء الأول والمعرفة الأولى، علماً انني كنت منذ طفولتي من المعجبين بها، وأتابع أعمالها باستمرار. عندما بلغني نبأ اختياري للتمثيل أمامها فرحت كثيراً وشعرت أن ثمة وساماً يعلق على صدري. من اختارك للانضمام الى العمل وما هي أبرز خطوطه وعناوينه؟ - اسم المسلسل "أوراق الخريف" وهو من بطولة فاتن حمامة وجميل راتب وعشرات من الممثلين. اختارني للدور المخرج عادل الأعصر، وأنا الممثل اللبناني الوحيد الذي يشارك فيه. المسلسل كتبته ماجدة خيرالله وهو يتحدث عن إعلامية فاتن حمامة تقدم برنامجاً تلفزيونياً ناجحاً. خلال تقديمها للبرنامج يعود الى حياتها فجأة، وبعد سنوات من الانفصال، زوجها السابق ويسعى للتدخل في حياتها. وهو رجل ثري يكلف أحد الأشخاص الذين لهم تجربة عسكرية بمراقبة الزوجة وأولادها وتوفير الحماية لهم من دون أن يفصح لأحد عن طبيعة مهمته. وأكلف أنا شخصياً بتنفيذ هذا الدور. وتشاء الصدف بأن تتعرض فاتن حمامة في هذه الأثناء الى محاولة اغتيال أنجح في إفشالها، فتستغرب هي تدخلي وتعريض حياتي للخطر من دون أي سبب. ثم تعتقلني الدولة وبعد مدة قليلة يطلق سراحي وخصوصاً أن أوراقي الثبوتية كانت شرعية وقانونية. ماذا عن حجم دورك؟ - ربما يكون ظهوري قليلاً لكن الدور كدور هو أساسي خصوصاً أن ما أرمز إليه من خلال هذه الشخصية هو أبعد من الدور المرسوم، إذ يطل المسلسل على الأحداث التي حصلت في الضفة الغربية وفي الانتفاضة وفي المعارك التي نشبت في لبنان. في كل الأحوال لا يهمني، منذ أن بدأت حياتي الفنية حتى الساعة، حجم الدور أو موقعه بل أفتش دائماً عن بصمة أتركها في هذا العمل أو ذاك. ماذا عن موازنة المسلسل وبقية الأمور الفنية والتقنية؟ - أنت تعرف أن السيدة فاتن حمامة تبحث في كل شاردة وواردة قبل تنفيذ عملها. وخلال المشاركة تتدخل في كل القضايا ودائماً من موقع الخبير صاحب التجربة. نعم إن للفيلم موازنة ضخمة بلغت خمسة ملايين جنيه وأكثر. والتصوير سيتم بين بيروت والقاهرة وثمة معارك حقيقية وأسلحة ومدرعات وآليات ستشارك في هذه المعارك. هل ستحضر السيدة فاتن الى بيروت لتصوير دورها؟ - حتى الآن ما عرفته ان التصوير سيتم بين مصر وبيروت. سيأتي الجميع طبعاً الى هنا وإلى مصر. أما بالنسبة للسيدة فاتن حمامة فإن ثمة غموضاً يحيط بالموضوع. كم يبلغ عدد حلقات المسلسل؟ - عشرون حلقة ولكن لا أعرف ما إذا كان سيصار الى إضافة بعض الحلقات. هل يعني لك بعد هذه التجربة أنك أصبحت نجماً عربياً؟ - صدقني يهمني أن أنجح كممثل في أي دور أوؤديه صغيراً كان أم كبيراً. في المبدأ أحب أن أنجح في بلدي وأن أعبر من خلال اعمالي عن هوية ناسي وتطلعات جمهوري وهمومه. في بداية السبعينات عندما اصطحبني رمسيس نجيب معه وقرر أن يصنع مني نجماً عربياً أشركني مع ميرفت أمين في فيلم "ثلاث نساء". ثم توفي رمسيس نجيب واندلعت الحرب في لبنان وتوقفت كل المشاريع الفنية. لكن ذلك لم يحل دون استمرارنا لأن الفن خبزنا اليومي. هل أعطاك الفن حقك؟ - لا أحد يأخذ حقه من الفن. طريقه طويل جداً خصوصاً في لبنان وأنا على قناعة أن الفن هو رسالة يسعى الفنان الى تقديمها أياً كانت الاعتبارات الأخرى التي يمكن أن تغريه أو أن "تفسده" إذا جاز التعبير. هل أنت راضٍ عن مسيرتك الفنية؟ - سأكون واضحاً. في زماننا كانت الأمور مختلفة عن الأمور التي تجري اليوم. لديّ مثل صغير سأقوله: محطة تلفزيونية صغيرة أو كبيرة قد ترفع ممثلاً وتمنع النجاح عن ممثل آخر. لديّ عشرات المسلسلات أنا وآخرون من جيلي ومن زملائي انتشرت في العالم العربي بأسره وفتحت عيون المشاهدين العرب على أسمائنا وأسماء كل العاملين في العمل، وكنا نعرف محبة الناس من خلال ردود فعلهم عندما يروننا شخصياً. وأكتفي بذكر مسلسل "النهر" الذي عرض في لبنانمرات عدة وفي العالم العربي. أعود وأقول لكم يهمني أن أرضي جمهوري وأن أرضي ذاتي أولاً. وإذا كنت أتحدث، بغمز عن مرحلتنا فإنني أشير الى أن ظروف العمل كانت أفضل من ناحية الإنتاج والتوزيع والخبرات. يكفيني أن كل أعمالي التلفزيونية تخصص لها مساحة كل سنة في تلفزيون لبنان وفي معظم الدول العربية. هل يجوز أن نختم من دون الحديث عن المسرح إذ كنت مقلاً فيه، لماذا؟ - كنت من العناصر الأساسية في مسرح شوشو واشتركت في أعمال مسرحية جدية. اليوم المسرح مع الأسف الشديد أصبح نوعين أو فئتين: فئة مسرح "الشانسونييه" الذي لا أجد نفسي فيه والمسرح الجاد الكلاسيكي الذي لم يعد منتشراً كما يجب بل أصبح عاجزاً عن رد التكاليف. ونرى على سبيل المثال، أن رفيق علي أحمد يصنع المسرحية وحده تقريباً. وأحمد الزين يكتفي ببعض الممثلين لكي لا تكون المصاريف كبيرة. ولكن صدقني أنا ابن المسرح. أنا في المسرح أجد نفسي أكثر حرية من أي مكان آخر. أخيراً ما الجديد الذي تعمل عليه؟ - أحضر مسلسل "العنب المرّ" وهو من إنتاج تلفزيون المستقبل والإخراج لعمر علامة والنص لابراهيم الصادق. وهناك مسلسل آخر مع ورد الخال ومحمود سعيد.