أحيت المغنية اللبنانية العالمية حنين وفرقة "سون كوبانو"، حفلتين غنائيتين في مسرح "قصر الاونيسكو" في بيروت، بدا فيها المغنون الكوبيون أفضل من مواطنيهم الذين اشتركوا في حفلات حنين العام الماضي، على المسرح نفسه، وتحت الاسم نفسه. ديكور المسرح لم يختلف كثيراً: العلم الكوبي نفسه، صورة لتشي غيفارا، رسوم كاريكاتورية وصور للحركة الثورية، نساء كوبيات وافريقيات يمثلن السود الذين قدموا من القارة السمراء الى كوبا في زمن العبودية، ورود حمر متدلية فوق خشبة المسرح، سبعة مغنين كوبيين اكتسوا اللون الأبيض، وحنين بلباس تقليدي كوبي... وغاب في الديكور كل ما هو عربي، بينما تمحورت الأغاني حول رموز التراث الموسيقي العربي، من سيد درويش إلى محمد عبدالوهاب واسمهان وفريد الأطرش. وعادت حنين إلى الأغنيات المصرية التي ادتها العام الماضي مضافة اليها واحدة باللبنانية من ألبومها الغنائي الذي يصدر قريباً. على وقع ال "سالسا" وال "تشا... تشا... تشا" والراب والموسيقى الأفرو - كوبية، سعى العرض إلى خلق حال تلاقح بين الحضارة اللاتينية والوجدان العربي. لكنّ ترجمة الكلمات من الأصل العربي إلى اللغة الإسبانية، جاءت فكاهية أحياناً، بسبب التفاوت بين النغم السعيد والمعاني الحزينة في أغنيات مثل: "يا حبيبي تعال إلحقني" و"إيمتى حتعرف؟" لأسمهان، و"قلبي ومفتاحه" لفريد الأطرش، و"الحلوة دي" لسيد درويش، و"كان أجمل يوم" و"أنا والعذاب وهواك" لمحمد عبد الوهاب الذي انتفض بلا شكّ حيث هو، لسماع أغانيه تعزف بلحن أفرو - كوبي، ثم على وقع موسيقى الراب. قدّمت المغنية الشابة نفسها بالكلمات التي سمعناها على مدى العامين الماضيين فتاة قادمة من قرية عين العريش التي تحن اليها. وبعد أداء ضعيف نوعاً ما في بداية الحفلة، تألقت مع أغنية "لبيروت". أما الشبان الكوبيون، فلفتوا النظر بأغنيات لاتينية تقليدية، كفلاحة غوانتانامو الشهيرة "غوانتاناميرا" و"الى الأبد" آستا سيبمري، تخليداً لتشي غيفارا، و"الحياة كرنفال" للراحلة سيلينا وغيرها... وتغادر حنين في السادس والعشرين من الشهر الجاري إلى تونس ثم الى البرازيل في كانون الأول ديسمبر المقبل، وبقية دول أميركا اللاتينية في إطار جولتها العالمية مع الفرقة الكوبية.