اتفقت الامارات والسعودية والكويت، وهي ثلاث دول رئيسية أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، على أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط يرجع لأسباب خارجة عن نطاق التوازن بين العرض والطلب في السوق الدولية، ويعود الى الاضطرابات التي تشهدها بعض مناطق الانتاج في العالم والمضاربات في السوق. وأكدت الدول الثلاث، التي يبلغ حجم انتاجها مجتمعة من النفط الخام 15 مليون برميل يومياً، انها تنتج بكامل طاقاتها تقريباً، وتعمل لزيادة تلك الطاقة لتلبية النمو المتزايد في الطلب الدولي على النفط. وأكد وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ان بلاده عملت مع دول"أوبك"للمساهمة في توفير امدادات كافية من النفط الخام لتحقيق الاستقرار في السوق النفطية. وأضاف الناصري ان الامارات يمكنها زيادة انتاجها، البالغ 2.5 مليون برميل يومياً، بمقدار 300 ألف برميل يومياً في فترة وجيزة بعد التغلب على مشكلات إحراق الغاز المصاحب للنفط، مؤكداً ان هناك برامج ومشاريع لزيادة الطاقة الانتاجية الى 3.5 مليون برميل يومياً عام 2006، وان هذه الطاقة ستكون جاهزة في موعدها في حال تنفيذ المشاريع من دون أية معوقات. وتوقع الوزير استمرار ارتفاع أسعار النفط إذا استمرت العوامل الحالية تسيطر على السوق، وقال ان الأسعار ستشهد في الفترة المقبلة مزيداً من الانخفاض والتراجع متأثرة بالتطورات التي تشهدها مناطق الانتاج. وشدد على ان"أوبك"عملت ما باستطاعتها لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط، ولفت الى أن المنظمة زادت سقفها الانتاجي 3.5 مليون برميل يومياً في الفترة بين حزيران يونيو الماضي ومطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ليصل الى 27 مليون برميل يومياً، عدا انتاج العراق. طاقة احتياطية ومن ناحيته، أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ان"أوبك"لا تزال تملك طاقة انتاجية احتياطية تقدر بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، ولكنه شدد على أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط ليس نتيجة نقص في الامدادات. وقال النعيمي ل"الحياة"ان انتاج بلاده يبلغ حالياً 9.5 مليون برميل يومياً، لكنها تملك طاقة انتاجية اضافية ولديها المرونة الكافية لانتاجها في أي وقت. وقال النعيمي:"السعودية قادرة على انتاج 11 مليون برميل يومياً، ولكن انتاج الكمية الاضافية، ومقدارها 1.5 مليون برميل يومياً، سيتم بشكل عملي عندما يتوافر الزبون". وشدد النعيمي على ان بلاده لن تزيد انتاجها الآن على معدله الحالي البالغ 9.5 مليون برميل يومياً إذا لم يتوافر مشترون، وقال:"اننا لا نريد إغراق السوق". وبدوره، قال وزير النفط الكويتي احمد فهد الصباح ان بلاده تنتج حالياً 2.5 مليون برميل يومياً، وتعمل لزيادتها في نهاية الشهر الجاري بمقدار 200 ألف برميل يومياً. وكرر الاشارة الى ان الارتفاع الحالي في الأسعار يعود بدرجة أساسية الى الاضطرابات السياسية والمضاربات وعوامل مناخية، وتوقع استمرار ارتفاع الطلب الدولي على النفط في الربع الأخير من السنة، بسبب برودة الطقس في نصف الكرة الشمالي. وتوقع الصباح استمرار ارتفاع أسعار النفط بقية السنة الجارية ومطلع السنة المقبلة، وقال:"ربما تشهد الأسعار تذبذبات بين الارتفاع والانخفاض قبل ان تعود الى الاستقرار". وأكد ان لجنة الاستراتيجية طويلة المدى في"أوبك"تدرس امكان زيادة النطاق السعري لنفوط"أوبك"على معدله الحالي الذي يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. واضاف:"ان وضع نطاق سعري جديد بين 32 و35 دولاراً للبرميل سيكون مناسباً للفترة المقبلة". ولفت الى ان منتدى الطاقة، الذي عقد في امستردام بداية السنة الجارية، أبرز توافقاً بين الدول المنتجة والمستهلكة على ان نطاقاً سعرياً في هذا المجال سيكون مقبولاً وفق المعطيات القائمة حالياً في السوق. وأكد في تصريحات ل"الحياة"ان"تعليق العمل بنظام الحصص لحل مشكلة الأسعار عملية صعبة، كونه حلاً وقتياً ولا يشكل حلاً على المدى الطويل". اسعار عادلة وكان الوزراء يتحدثون في افتتاح"مؤتمر ابوظبي الدولي للنفط"ادبيك، الذي افتتحه الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب ولي عهد أبوظبي رئيس أركان القوات المسلحة بكلمة أشار فيها الى ان المؤتمر بات الوجهة الرئيسية لكبار صناع القرار والمختصين في صناعة النفط والغاز. وقال ان الامارات ستستثمر ايرادات النفط الناجمة عن ارتفاع الأسعار في تطوير قطاعي التعليم والصحة. وقال وزير النفط الاماراتي في الكلمة الرئيسية للمؤتمر ان دول المنطقة زادت استثماراتها لتوسيع طاقة الانتاج بهدف استقرار أسعار الطاقة وتلبية الحاجات المتزايدة للدول المستهلكة، خصوصاً الدول النامية. ولفت الى ان"التوسعات في الطاقة الانتاجية تواجه تحديات من أهمها استقرار اسواق النفط حول أسعار عادلة، وهذا يتطلب تعاون المنتجين والمستهلكين، اضافة الى دقة التقديرات حول النمو في الطلب على النفط ومدى تأثير سياسات الدول المستهلكة عبر اجراءاتها للحد من استهلاك النفط والاتجاه نحو البدائل". ودعا الشركات الوطنية والدولية للتعاون من أجل توسيع طاقة الانتاج وتطوير الصناعة النفطية، وقال ان التقنيات الحديثة ستساعد على تقليل كلف التطوير والانتاج. وقال رئيس مؤتمر"أديبك"سعيد خوري ان المؤتمر سيناقش 139 ورقة فنية من 56 شركة، كما يعقد مؤتمر جيولوجي مصغر لدراسة عدد من الموضوعات المتعلقة بصناعة النفط والغاز.
