المملكة تدخل "غينيس" للأرقام القياسية وتتوج الفائزين بكأس العالم للدرونز    الاتفاق يرفض الخسارة ويفرض التعادل على الوحدة    جمعية التنمية الأسرية في صامطة تطلق برنامج "بانيات" للموسم الثالث    دارة الملك عبدالعزيز تطلق الفيلم الوثائقي «ملوك العرب»    اعتداءات واقتحامات إسرائيلية لمنازل الأسرى الفلسطينيين المحررين    تأجيل موعد انطلاق لقاء الأخدود والخليج    آل الشيخ يلتقي رئيس وفد مملكة كمبوديا المشارك في مؤتمر آسيان الثالث    «تنظيم الكهرباء»: اجتماع طارئ لمتابعة انقطاع الكهرباء بالمنطقة الجنوبية    الاتحاد في طريقه للتعاقد مع موهبة برشلونة    رئيسة مجلس الوزراء الإيطالية تصل إلى جدة    جمعية كسوة الكاسي في أبو عريش تحتفي بعمال النظافة ببلدية جازان    الخارجية السودانية وصفتها ب«المجزرة البشعة».. 170 قتيلاً وجريحاً في «الفاشر»    المملكة تختتم مشاركتها في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025    الوجبات منخفضة السعرات شرط تقديم سفر الإفطار بالحرم    دوري روشن: الخلود يقلب الطاولة على الرائد بهدفين لهدف    القبض على (4) أشخاص في القصيم لترويجهم مواد مخدرة    لأول مرة منذ 6 أشهر.. تراجع ثقة المستهلكين بأمريكا    آل الشيخ يلتقي رئيس وفد مملكة ماليزيا المشارك في مؤتمر آسيان الثالث    روسيا: تخفيض سعر العملات أمام الروبل    الشركة تعتذر والرابطة تبحث عن جدولة جديدة    لوران بلان يُعلن موقف كانتي وديابي من لقاء ضمك    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تُتوّج بكأس ألعاب قوى الجامعات    مدير تعليم جازان يرفع التهنئة للأمير محمد بن عبد العزيز بمناسبة تمديد خدمته نائبًا لأمير المنطقة    محافظ صامطة يدشن ليالي المحافظة الشتوية ضمن فعاليات شتاء جازان    زيلينسكي يطلب من حلفائه العمل على "صيغة" لمحادثات سلام مع روسيا    "على ظهور الإبل" رحّالة بريطانيين يقطعون 500 كم داخل محمية الملك سلمان الملكية    ضيوف الملك: ريادة المملكة عالميا فخر للمسلمين    250 زائرا من 18 دولة أفريقية يزورون مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    الفتح يسافر إلى الرياض لمواجهة النصر    «المنافذ الجمركية» تسجل أكثر من 950 حالة ضبط خلال أسبوع    عبور 54 شاحنة إغاثية سعودية جديدة مقدمة للشعب السوري الشقيق منفذ جابر الأردني    الهند تحقق في مرض غامض أودى ب17 شخصاً    الداخلية : ضبط (22555) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    بأمسياتٍ روائيةٍ وتجارب تفاعلية.. الإعلان عن «مهرجان الدرعية للرواية»    تقلل خطر الإصابة لدى النساء.. ثورة واعدة لعلاج سرطان عنق الرحم    استمرار هطول أمطار على عدد من مناطق المملكة    ترمب يغيّر اسم خليج المكسيك    كائنات مخيفة تغزو جسد رجل !    مصر: التحقيق مع فرد أمن هدد فنانة مصرية    حورية فرغلي تستعد لتركيب «أنف اصطناعي»    الموسيقار العالمي هانز زيمر يبهر جمهور "موسم الرياض" في ليلة ابداعية..    غوتيريش يدين احتجاز الحوثيين لسبعة من موظفي الأمم المتحدة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    «ميتا» تعتزم استثمار أكثر من 60 مليار دولار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي    مدرب الأهلي "ماتياس": الجميع يعمل لتدعيم صفوف الفريق    بعد «سره الباتع».. فيلم جديد يجمع رانيا التومي مع خالد يوسف    شامخات القصيد في معرض الكتاب بالقاهرة.    الربيعي تحصل على المركز الثاني في مسابقة بيبراس للمعلوماتيه    مدير عام تعليم الطائف التعليم استثمار في المستقبل وتحقيق لرؤية 2030    منح وزير الشؤون الإسلامية وشاح الطبقة الأولى للشخصية الإسلامية العالمية المؤثرة لعام 2024    نائب أمير منطقة جازان يشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمته نائبًا لأمير المنطقة    الأمير محمد بن سلمان يُعزي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ فاضل الصباح    أمير حائل يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تمديد خدمته أميرًا للمنطقة    ترمب يلغي الحماية الأمنية عن فاوتشي: «ليحمي نفسه»    عبد العزيز بن سعد يشكر القيادة لتمديد خدمته أميراً لحائل    آل سمره يقدمون شكرهم لأمير نجران على تعازيه في والدهم    %2 نموا بمؤشر التوظيف في المملكة    ترامب يعيد تصنيف الحوثيين ك"منظمة إرهابية أجنبية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"لا صراع على السلطة ونحن وراء الرئيس الاسد ... والعقيد مناف يحيك عباءته بيده". طلاس ل"الحياة": يشرفني أن أكون من "الحرس القديم"... وأفكارنا أكثر تقدماً من "الحرس الجديد"
نشر في الحياة يوم 21 - 05 - 2004

قال وزير الدفاع السوري السابق العماد اول مصطفى طلاس انه "يتشرف" بأن يكون من "الحرس القديم" في النظام السوري، لافتاً الى ان بعض افراد "الحرس القديم" لديهم "افكار أكثر تقدماً من الحرس الجديد".
وأكد طلاس في حديث الى "الحياة" عدم وجود "أي صراع على السلطة" في دمشق، لافتاً الى "اننا متفقون مع الرئيس بشار الاسد وهناك ود مقيم لا يمكن ان تزيله الايام"، والى ان واقع الاصلاح السياسي والاقتصادي "سيكون افضل في السنوات الخمس المقبلة"، والى ان الرئيس الاسد "يحمل افكاراً جيدة من اجل تحديث الحزب وتطويره" ستطرح في المؤتمر العام لحزب "البعث" الحاكم في حزيران يونيو من عام 2005.
ونفى طلاس وجود "أي اتفاق" بأن يكون نائباً للرئيس، مشيراً الى انه سيبقى رئيساً للجنة العسكرية الحزبية في "البعث" الى حين انعقاد المؤتمر العام ليتقاعد "بعدما اديت الرسالة".
كما نفى طلاس وجود "سيناريو" كي يخلف العقيد مناف والده في وزارة الدفاع. وقال ان العقيد مناف "ضابط في الحرس الجمهوري، يستلم مناصبه خطوة اولى وراء خطوة"، لافتا الى ان مناف "طموح ومحبوب من رفاقه ومن قبل الرئيس الاسد ايضاً"، والى ان انه "يريد ان ينسج عباءته بيده". وفي ما يأتي نص الحديث:
بعد 52 سنة من النظام العسكري المنظم، هل وجدت صعوبة في التكيف مع الحياة اليومية الجديدة؟
- بعد هذه الخدمة الطويلة في القوات المسلحة التي لم يصل اليها أي عسكري لا في الشرق ولا في الغرب، والتي تضمنت 52 سنة خدمة في القوات المسلحة منها 36 سنة رئيساً للاركان ووزير دفاع ونائباً للقائد العام للجيش والقوات المسلحة، انا مرتاح. ضميري مرتاح لذلك اصحو في الصباح مرتاحاً واخطط لاجازة صيفية في فرنسا لزيارة ابنتي التي تقيم في باريس. بعد ذلك سأعود الى الكتابة. طبعاً سيكون لي المجال ان اشرف مباشرة على "دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر" التي لم ازرها سابقاً في حياتي.
متى تأسست؟
- قبل حوالى 23 سنة. لكن لم ازرها ولا مرة في حياتي. كان كل شغلي في مقر القوات المسلحة، وصار الان في امكاني زيارتها مع زوجتي.
هل ستداوم في "الدار" ام ستشرف عليها؟
- سأكون مشرفاً. ابنتي ناهد هي صاحبتها لانه لم يكن ممكناً ان تكون مسجلة باسمي. اما الآن، فيمكن ان اكون صاحبها.
ماذا عن مركز الدراسات؟
- نعم اخطط لتأسيس "المركز العربي للدراسات المستقبلية". هذا المركز سيضم نخبة من المفكرين والفلاسفة والادباء والسياسيين من الدول العربية كافة، وسيكون مركزه في مدينة دمشق، وسنطلب التمويل من الشيح زايد بن سلطان حفظه الله. هذا الرجل لم اطلب منه طلباً الا ولبّاه لي.
هل تنوي زيارة الامارات؟
- يمكن ان التقي الشيخ زايد في اوروبا.
هل ستطلب منه التمويل؟
- الشيخ زايد مثل الرئيس الراحل حافظ الاسد بالنسبة اليّ. لم اطلب في حياتي طلباً من الرئيس حافظ الا وافق عليه. كذلك الشيخ زايد الذي سيمول هذا المشروع.
ما هي كلفته؟
- سيكون بأقل كلفة ممكنة. وسنصدر مجلة فصلية.
ما اسمها؟
- "الامل".
هناك انطباع عند بعض الناس انك رجل دمث وكريم ومرن جداً تسهر كثيراً وتهتم بالشعر لكنك لم تلعب دوراً كبيراً ولم تكن حاسماً بما يكفي؟
- فليسأل هؤلاء العدو الاسرائيلي في حرب تشرين الاول اكتوبر العام 1973 من كان حاسماً؟ ليسألوا الناس في 23 شباط فبراير 1966 من كان يقود المعركة؟ ليسألوا جماعة امين الحافظ من صفاها؟ من كان يذهب يومياً الى لبنان في حرب العام 1982؟ من قصفه الطيران الاسرائيلي غير مصطفى طلاس؟
قصفك الطيران الاسرائيلي؟
- نعم قصفني، لكني لم اصب.
اذاً، هل هذا تكتيك من قبلك؟
- ليس تكتيكاً، هذه هي عادتي. انا مرح، لكن عندما يتطلب الامر الحزم اكون في اقصى درجات الحزم واتحدى كل واحد.
عندما توفي الرئيس حافظ قدت عملية استلام السلطة في شكل لا يتصوره أحد كما كان الرئيس اوصاني. حتى ان احدهم قال: عرفت الآن لماذا كان الرئيس الراحل يحب طلاس. بقيت ثلاث ساعات ارسم الطريق لكل واحد ماذا سيفعل. اعضاء القيادة ونواب رئيس الجمهورية كلهم مساعدون ورئيسا الوزارة ومجلس الشعب مستمعان.
يعني في 10 حزيران يونيو العام 2000؟
- نعم من الساعة 11 الى الثانية بعد الظهر.
ماذا شعرت وقلت عندما شاهدت جثمان الرئيس الراحل؟
- في الحقيقة لم اقل شيئاً. انني احب الرئيس كثيراً. عشنا تقريباً 49 سنة معاً. لم يأت وقت اختلفنا فيه. كان الرئيس حافظ دائماً يستشير في القيادة القطرية واذا ما كان في القيادة القطرية يريد امراً عسكرياً كان يستشير وزير الدفاع ورئيس الاركان ونواب رئيس الاركان وادارة الاستطلاع.
ماذا شعرت عندما شاهدت جثمانه؟
- شعرت بحزن عميق. الموت حق وكل انسان سينتهي. لكن الموت هو الذي يفرق بين الانسان والاخر. الذي يموت وذكره طيب هو الذي يبقى. اما الحياة فيتساوى فيها كل الناس.
بم اختلف الرئيس الاسد؟
- الموت هو الفصل الحق. الموت الذي يقول من هو العظيم. حافظ الاسد عظيم في اعماله وبالخط الذي رسمه لسورية. كانت سورية ورقة يتلاعبون بها الشرق والغرب. اما الآن فاصبحت دولة محورية هي التي تقرر كيف تكون اللعبة. حوّل الرئيس الراحل سورية من دولة هامشية الى دولة محورية في المنطقة. كانوا يتصارعون على السلطة، ويقولون ان هؤلاء النواب محسوبون على اميركا واولئك على الهاشميين او مصر. بعدما تسلم الرئيس حافظ السلطة لم يعد احد محسوباً على احد. اصبحوا كلهم محسوبين على سورية، وبالتالي خلق من سورية قاعدة صلبة يعني لا يستطيع احد ان يتجاوزها في اتخاذ القرارات. حاول الاميركيون كثيراً ان يسحبوا الورقة فلم يستطيعوا، لذلك من هنا اقول ان الرئيس حافظ الاسد كان رجلاً عظيماً في اعماله وفي اقواله ايضاً.
قيل انه كان مقرراً ان يستلم العقيد مناف وزارة الدفاع بعد تقاعدك؟
- لا، هذا لم يكن ابداً. هو الآن في الحرس الجمهوري برتبة عقيد. يستلم مناصبه خطوة اولى وراء خطوة. المستقبل هو الذي يؤهله لهذا الشيء، لكن لم يكن هناك أي اتفاق مع سيادة الرئيس حافظ الاسد. مناف يريد ان ينسج عباءته بيده.
كيف ترون عباءة العقيد مناف في المستقبل؟
- لا نستطيع ان نتكلم عنه الآن. المستقبل معروف ايضاً. هو طموح ومحبوب من رفاقه، ومحبوب من قبل الرئيس الاسد ايضاً.
قيل ايضاً انه طرح عليك ان تكون نائباً للرئيس؟
- بعدما اديت واجبي في قيادة القوات المسلحة سنستمر في اللجنة الحزبية. انا رئيس اللجنة الحزبية في القوات المسلحة حتى المؤتمر المقبل. احب منصب رئاسة اللجنة الحزبية للقوات المسلحة بحيث استطيع كل شهر ان التقي الضباط الذين هم قادة الفرق وقادة القوى. بعد المؤتمر اكون قد اديت الرسالة تماماً.
المؤتمر في حزيران العام 2005؟
- نعم.
ما هو دور هذه اللجنة الحزبية؟
- اللجنة الحزبية هي الاساس في القوات المسلحة.
هي نفسها التي تأسست في القاهرة قبل 40 سنة؟
- لا تلك كانت فقط من سبعة ضباط وهي لجنة صغيرة. لكن الان اللجنة الحزبية هي التي تقود العمل الحزبي في القوات المسلحة، وهي مؤلفة من امناء الفروع الحزبيين، وامناء الفروع هم قادة الفرق.
امناء الفروع في الجيش؟
- نعم في الجيش. قادة القوى، قادة المناطق، قادة الفرق، قادة القيادة. هؤلاء هم المسؤولون.
اذاً لم يكن مطروحاً ان تكون نائباً للرئيس؟
- لا. ابداً.
بصراحة، قيل ان تقاعدكم يعني خروج واحد من "الحرس القديم"؟
- في الحقيقة يشرفني ان اكون من "الحرس القديم". كان الرئيس حافظ الاسد يقول لي: انت احد اعمدة النظام بل انت حارس النظام. وكان يقول لأعضاء القيادة: اذا تسلم أي واحد منكم المسؤولية لا يظن نفسه انه اهم عندي من مصطفى طلاس. يبقى "ابو فراس" حارس النظام. يعني لم يكن يسمح لأحد ان يتجاوز علي. وهذه الحقيقة. انا احب رفاقي اعضاء القيادة وكلهم يحبونني.
ما سر هذه العلاقة؟
- لم اؤذ انساناً في حياتي. افعل الخير. ما من أحد طلب مني شيئاً لم ألبّه.
ما مدى صحة انك كنت توقع بأكثر من لون او توقع على الطلبات وتعطي توجيهات بعدم تنفيذها؟
- كان يحاصرني اناس امام باب منزلي بطلباتهم، فقلت لعصام ناصيف خير بيك مدير مكتبي: لا تمشِ. الاشياء القانونية تنفذ وانتهى الكلام. فالذي يكون خارج القانون "يفتّ خارج الصحن". لن نكون معه، نحن مع اصحاب الطلبات القانونية.
ما هو العمل الانساني الذي لا تنساه؟
- بالنسبة لي، كما قلت لك اشعر بالرضى الغامر عندما اساعد الناس. في احدى المرات كنا متوجهين بالطائرة الى حلب وحدث عطل في المحرك.
متى؟
- قبل نحو عشرين عاماً تقريباً. توقف المحرك لأن مساعد الطيار لم يسخن الجناح الخاص بالطائرة. بعد خمس دقائق عطل المحرك اليساري وكان معي ماهر العتمة وهو مهندس طيران. كان الكل قلقاً وخائفاً، لكنني كنت اتحدث ببرودة اعصاب. وقلت: لا تخافوا لن يحصل شيء للطائرة. طلبت من الطيار ان يهبط في اقرب مطار شراعياً. كان اقرب مطار لنا مطار حماه. وقلت لهم انني ساعدت في حياتي خمسة آلاف فقير وعينتهم في وظائف. صحيح ان وظيفة الدولة لا تغني، لكن على الاقل تبعد شبح الفقر.
قلت ان رب العالمين لم يوفني الدين الخاص بي. فعندما يوفيني الدين او يأخذ امانتي لست بحزين. لم اكمل كلامي حتى فتح المحرك اليساري فعاش الجميع في جو من احلى ما يمكن، وهبطنا بسلام في مطار حماه.
اجمل شيء مساعدة خمسة آلاف فقير؟
- بل مساعدة انسان فقير. كان والدي دائماً يوصيني بالقول: يا مصطفى عليك بمساعدة الفقراء، الغني قادر ان يصل الى المكان الذي يريده بفضل الامكانات المادية التي معه. الفقير لا يوجد لديه غير الله، والله انتدبك لمساعدة الفقراء.
بعد تقاعدك زرت قبل ايام في الرستن مسقط رأسك؟
- كنت أزور الرستن تقريباً مرة كل شهرين. لكن هذه المرة كانت هناك دعوة غداء من ابن اختي، وسررت لانني شاهدت كل افراد العائلة تقريباً. وشاهدت طبعاً الاصدقاء.
تكريم؟
- في الحقيقة عملي يكرمني وحده، ويكفي ان الرئيس الاسد كرمني. بعدما كرمني الرئيس ومنحني وسام امية لم يعد هناك تكريم اخر. والاهم تبقى محبة الناس. قالوا لي في الرستن: نريد ان نراك مرة اخرى فقلت لهم اهلاً وسهلاً.
نعود الى الحديث عن موضوع "الحرس القديم". هل تعتقدون بأن هناك "حرساً قديماً" و"حرساً جديداً" في سورية؟
- بصراحة "الحرس القديم" عندهم من الافكار التقدمية اكثر من "الحرس الجديد".
مثلا؟
- يعني انا ونائب الرئيس عبدالحليم خدام عندنا افكار سابقة ل"الحرس الجديد". كل ما يطرح، نطرح افكاراً متقدمة عنهم واكثر منهم.
مثلاً؟ في ما يتعلق بالاصلاح الاقتصادي.
- في كل شيء نحن سابقون ل"الحرس الجديد".
اذاً، هناك "حرس قديم" و"حرس جديد"؟
- ليس لهذه التسمية مرتسمات. اذا كان هناك "حرس قديم" يعني انني وعبدالحليم خدام المقصودان لانني تجاوزنا السبعين من العمر. لكن كما قلت لك اننا في كل قيادة وكل وزارة وكل الاماكن نطرح افكاراً متقدمة عن الجديد.
في بداية العام 1999 مدد الرئيس الراحل لك سن التقاعد من 67 الى 70 سنة، وفي ايار مايو العام 2002 مدد الرئيس بشار لك سنتين، ومع ذلك فوجئ الناس بتقاعدك المقرر. هناك من تحدث عن مرضك او صراع على السلطة؟
- في الحقيقة لا يوجد صراع على السلطة. وليس هناك شيء من هذا القبيل. نحن متفقون مع الرئيس حافظ ومع الرئيس بشار. لا يوجد أي شيء. بالعكس يوجد ود مقيم لا يمكن ان تزيله الايام. ومن هذا المنطلق انا راض عن خدماتي في القوات المسلحة وبالتالي راض عن مسيرتي. و52 سنة في القوات المسلحة كافية. لذلك انا مرتاح الضمير. مرتاح، مرتاح، مرتاح.
هناك اعتقاد بأن مؤتمر الحزب المقبل سيكون نقلة نوعية في التاريخ السياسي؟
- طبعاً. المؤتمر سيجلب افكاراً جديدة لان نحن صار لنا 50 سنة. في الحقيقة الرئيس الاسد يحمل افكاراً جيدة من اجل تحديث الحزب وتطويره، لا نستطيع ان نتكلم عنها الى حين المؤتمر.
سورية صارت بعد احتلال العراق بين "فكي كماشة": في الجنوب احتلال اسرائيلي، وفي الشرق احتلال اميركي؟
- نحن في سورية نشعر بأسى عميق لاحتلال العراق من قبل اميركا. ليست هناك عشيرة عراقية الا ولها امتداد في سورية والعكس صحيح. هناك مزيج بيننا وبين العراقيين غير متوافر في أي بلد اخر. لذلك نحن كسوريين تأذينا اكثر وحزنا اكثر.
لماذا؟
- قيل ان السوريين متعصبون للقومية العربية لاننا الشعب الاكثر تجزئة. فبلاد الشام مجزأة. نحن لا نريد ان نكون هكذا. نريد العراق ان يكون معنا، لكن اتفاقية سايكس بيكو قسمتنا. وجاء صدام لكي يعمل بارادة الاميركيين.
بارادة واشنطن؟
- نصحوه انك اذا اردت ان تأتي في اتجاه سورية فان حافظ الأسد سيقودك الى فلسطين، واذا وقفت مع فلسطين كسبت كراهية الصهيونية العالمية وكراهية الاميركيين. اما اذا بقيت في العراق فتحكم العراق بقوة. وللاسف سمع النصيحة وراح يخطط ويعزف على انغام احتلال الكويت بحيث ان السفيرة الاميركية السابقة ابريل غلاسبي هي التي وضعت له قشرة الموز. كيف يمكن ان يحتل الكويت ونحن في عصر الديموقراطية؟
هل تعتقد ان اميركا ستنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط بدءاً من العراق؟
- لا، نحن لا نعتقد ذلك لأن الديموقراطية حالة شعبية يجب ان تأتي من الشعب لا ان تنزل من فوق. ليس الحكام هم الذين يأتون بالديموقراطية الى شعبهم، بل هو الذي يأتي بالديموقراطية. لذلك نحن نأمل بالشعب العراقي ان يطلع بالديموقراطية وليس الاميركيين.
بعض "المحافظين الجدد" يريد نشر الديموقراطية من العراق الى سورية؟
- اولاً عندنا ديموقراطية ولسنا في حاجة الى نصائحهم. ثانياً، كما قلت الديموقراطية في العراق يجب ان تأتي من الشعب وليس من الحاكم لان الحاكم الاجنبي يريد الديموقراطية على مزاجه. ديموقراطية بعد ماحصل في سجن ابو غريب؟ وماذا عمل الاميركيون. ما حصل في سجن ابو غريب لا يمكن ان يعطي الديموقراطية ابداً.
كيف تأذت سورية استراتيجياً من احتلال العراق؟
- ليس سورية، بل الامة العربية كلها. العراق هو عمقنا الاستراتيجي ونحن عمقه الاستراتيجي.
على رغم الخلافات التي كانت قائمة؟
- الخلافات القائمة؟ الشعب العراقي شعبنا وليس من الممكن ان نختلف معه. العراق هو سورية وسورية هي العراق. خلال تحرير الكويت كان العراقيون يسألون عن الجيش السوري بحيث صار لدينا 11 ألف اسير. كانوا يريدون سورية لانهم يعرفون ان سورية هي امهم. لذلك توجد محبة خاصة بيننا وبين العراقيين مهما كان الحكام.
كيف ترى العراق بعد خمس سنوات؟
- آمل بعد خمس سنوات ان يكون قد تحرر من الحكم الاميركي المباشر وبالتالي استعاد سيادته ليأخذ دوره في المنظومة العربية.
وكيف ترون سورية بعد خمس سنوات؟
- سورية بعد خمس سنوات ستكون افضل بالتأكيد.
هل ترون جرعة اكبر من الاصلاح السياسي والديموقراطية؟
- طبعاً، واقع الاصلاح السياسي سيكون افضل.الاصلاح الاقتصادي سيكون افضل. الامور ستكون احسن على جميع المستويات.
قبل تقاعدك التقيت وفداً كردياً، وقيل ان اشكالات ستحل؟
- ننظر الى الاكراد باعتبارهم من نسيج المجتمع السوري. نحن نتعامل مع الاقليات معاملتنا لابناء الاكثرية. ليست لدينا تفرقة بين عربي وكردي. الكردي الذي يعيش بيننا اصبح منا وفينا. لذلك نحن لا ننظر الى المسألة النظرة التي يراها الاخرون. هناك مجموعة من الاكراد هم سوريون تحق لهم الجنسية ووعدهم الرئيس بشار بالجنسية.
ما هو عددهم؟
- نحو 20 الفاً. وعدهم الرئيس بالجنسية لانهم فعلاً سوريون لكن غير مسجلين.
والاخرون؟
- جاء إلينا من العراق وتركيا عشرات الآلاف. لا يمكن ان نتبنى هذا الشيء. قلنا لهم صراحة: السوري يأخذ جنسية، وغير السوري لا يأخذها.
اختلفت ردود الفعل على "قانون محاسبة سورية" بين اعتباره "ظالماً" من الحكومة و"مضحكاً" من البرلمان، ما هو تعليقك؟
- نحن مع وزير الخارجية فاروق الشرع ومع الحوار. يتخذ الكونغرس الاميركي احياناً قرارات تخدم مصلحة اسرائيل ولا تخدم مصلحة اميركا. هذا القرار يخدم مصلحة اسرائيل. لكن نحن مع الحوار. مع الاسف يطلبون طلبات ليس من الممكن لاحد ان ينفذها لهم. وزير الخارجية كولن باول يريد من الرئيس بشار ان يطرد كل الفلسطينيين. كيف ولماذا نطرد الفلسطينيين الموجودين عندنا؟ وهل قامت الدولة الفلسطينية؟ اذا قامت الدولة الفلسطينية هم يعودون الى اهلهم في شكل طبيعي. لكن يريدنا باول بحجة مكافحة الارهاب ان نطرد الفلسطينيين. اذا لماذا لا يتكلم عن اليهود وعن الاسرائيليين كيف يقومون بالتدمير. حتى الان الاعلام الاميركي صامت والمسؤولون الاميركيون صامتون. اميركا تكيل بمكيالين ونحن ضد هذا الشيء. نريد اميركا ان تمثل وجه العدالة المطلقة باعتبارها القوة الاعظم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.