ترك انشقاق العميد في الحرس الجمهوري وأحد قياديي النظام السوري العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق اللواء مصطفى طلاس، أثراً إيجابياً في حلفاء المعارضة السورية، حيث يعتبر طلاس من الدائرة المقربة الضيقة للنظام الذي عرف عنه صلابة نواته، وهو ما انعكس على ضباط الأمن بغضب عارم أفرغوه في منزل العميد المنشق ونهبوا محتوياتها. وقال مصدر في المعارضة السورية في المنفى إن العميد مناف مصطفى طلاس في طريقه إلى باريس، وهو ما أكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. ويوجد أفراد من أسرة طلاس في العاصمة الفرنسية. وأوضح مصدر قريب من السلطات السورية أن زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه، أرملة الملياردير وتاجر السلاح السعودي أكرم عجه، موجودتان في باريس. وإذا ألقى طلاس بثقله خلف المعارضة سيكون أقرب فرد من الدائرة المقربة من الرئيس السوري يغير ولاءه وينقلب على الأسد خلال الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ 16 شهراً. ودرس طلاس بالكلية الحربية مع الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاماً. وشغل والده مصطفى طلاس منصب وزير الدفاع في عهد حافظ الأسد والد بشار لمدة 30 عاماً. ويمثل طلاس الغالبية السنية في النخبة السياسية ودائرة الضباط التي يهيمن عليها العلويون الذين ينتمي إليهم الأسد، وخروجه على أصدقائه ربما يعكس تآكل التأييد للرئيس السوري بين السنة الأثرياء الذين تباطؤوا في الانضمام إلى الانتفاضة التي قادها أقرانهم السنة الفقراء. وغادر والده وشقيقه وهو رجل أعمال بارز سوريا منذ الانتفاضة. وقال ناشطون من المعارضة إن طلاس سيعلن قريباً تخليه عن الأسد بسبب الغضب المتنامي من مقتل المدنيين. وقال شاهد في دمشق، طلب عدم نشر اسمه خوفاً من أجهزة الأمن، إن منزل طلاس في العاصمة السورية نهب على أيدي ضباط الأمن أول أمس بعد تقارير عن فراره. وأضاف: «أخذوا كل شيء». قرار موجع وستسعد حكومات غربية - تتلهف على سقوط الأسد، لكنها لا ترغب في القيام بدور مباشر مثل حملة القصف التي نفذها حلف شمال الأطلسي التي ساعدت على إسقاط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي- ببوادر الانشقاق في أهل الثقة في الدائرة المقربة من الأسد. وقال دبلوماسي غربي: «انشقاقه بالغ الأهمية، لأنه يظهر أن الدائرة المقربة بدأت تتفسخ». وقال الدبلوماسي الغربي الذي عرف طلاس في دمشق. حيث كان الضابط وزوجته يعيشان حياة مترفة، وكان مهتماً بالفنون: «مناف لا يعطي الانطباع بأنه شبيح. لكن كان له أهميته في الجيش». وفي واشنطن قال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه: «العميد طلاس اسم كبير وقراره التخلي عن الأسد موجع، حتى رغم أنه لم يكن مفاجئاً». وأضاف: «بدا طلاس مؤخراً على خلاف (مع السلطة) له شخصية جذابة إذا انضم للمعارضة، فهذا قد يكون له أهمية». الطلاق مع النظام وقال مصدر آخر في دمشق إن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير ومارس الماضيين، عندما رفضت قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل. وأشار المصدر إلى أن ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته إلى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر يوليو من كل سنة. ويتولى أحد أبناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة «كتيبة الفاروق» التابعة للجيش السوري الحر. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»: «إذا تأكد انشقاق مناف طلاس، سيشكل ذلك ضربة قاسية للنظام والمقربين منه». ابن الرستن يتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة، والتي تعتبر معقلاً للجيش السوري الحر. وكان صديق طفولة لبشار الأسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين. وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا أنه أقصي من مهامه منذ حوالى السنة، بعد أن فقد النظام ثقته به. وقال المصدر القريب من السلطات إن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا (جنوب)، لم تحقق نجاحاً. وأضاف أنه تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر، وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره.