قال الرئيس الجديد لمجلس الحكم العراقي غازي العجيل الياور الذي قتل سلفه عزالدين سليم الاثنين في انفجار سيارة ملغومة ان اعضاء المجلس الذين عينتهم الولاياتالمتحدة يحتاجون الى حماية افضل وانهم تركوا عرضة لأي هجوم. وصرح بأن الادارة الاميركية في العراق قلصت برنامج تدريب أمني خاص بأعضاء المجلس في كانون الثاني يناير الماضي، ولم تقدم ما يلزم من عتاد مثل الدروع الواقية من الرصاص لحراسهم الشخصيين. وأوضح الياور: "نريد حماية أفضل مثل توفير سيارات مدرعة اكثر. نريد مواقع أفضل نعيش فيها يمكن التنقل منها بسهولة الى عملنا من دون الاحساس بالخوف على أمننا". وتابع: "غالبية اعضاء المجلس تملك سيارات عادية. هذه السيارات اكثر عرضة للخطر". وقتل عز الدين سليم الذي كان يتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الحكم في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة فيما كان موكب سيارات اعضاء المجلس في طريقة الى "المنطقة الخضراء" الخاضعة لحراسة مشددة حيث مقر سلطات الاحتلال الاميركي. وفي ايلول سبتمبر الماضي اغتال مسلحون عقيلة الهاشمي التي كانت واحدة من ثلاث نساء في المجلس. ويقول مسؤولون في الجيش الاميركي ان هجوم الاثنين يحمل بصمات تنظيم "القاعدة". وبث موقع على الانترنت مزاعم لجماعة عراقية تدعى "جماعة المقاومة العربية - كتائب الرشيد" تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجوم. وجرت في بغداد أمس، مراسم تشييع عزالدين سليم، وحمل ستة من عناصر الدفاع المدني العراقي نعشه الذي لف بالعلم العراقي، الى داخل قاعة مجلس الحكم الانتقالي، بينما وقف اعضاء مجلس الحكم يتقدمهم الياور ورئيس سلطة الاحتلال في العراق بول بريمر. وشارك في مراسم التشييع أيضاً الأخضر الإبراهيمي مبعوث الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان الى العراق. وقالت صحف عراقية ان جثمان عزالدين سليم سينقل جواً من بغداد الى مسقط رأسه في محافظة البصرة 550 كلم جنوببغداد ثاني المدن العراقية. وأكد ناطق باسم سلطة الاحتلال ان سليم رفض حماية قوات الاحتلال. وأعلن دان سينور للصحافيين في بغداد ان سليم استدعى افراد عشيرته لضمان حمايته، ولم يكن أي منهم تلقى تدريبات. وأوضح ان التحالف عرض منذ تشكيل مجلس الحكم الانتقالي قبل عشرة أشهر، تعيين حراس شخصيين للأعضاء الخمسة والعشرين في المجلس وتزويدهم سترات واقية من الرصاص وتدريب حراسهم لفترة ستة اسابيع. وقال سينور ان عدداً من اعضاء المجلس رفضوا الاقتراح. وأكد أن أمن أعضاء المجلس "أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. ولهذا السبب عرضنا عليهم مساعدة مالية وحماية وسيارات واسلحة وتدريبات. لكن مع الأسف، لم يشارك أي من حراسه الشخصيين في برامج التدريب". وقال: "يجري تشكيل جهاز حماية مهني لحراسة اعضاء الحكومة العراقية سيكون مشابهاً في مفهومه لأجهزة الاستخبارات الاميركية". موقف مقتدى الصدر واعتبر مساعد للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان اغتيال سليم "مؤامرة"، مميزاً بين سليم وسائر اعضاء مجلس الحكم الذي ينتقده الصدر باستمرار. وأعرب الشيخ رائد الكاظمي: "نأسف لموته بالذات رغم موقفنا من مجلس الحكم الانتقالي". واضاف: "مقتله مؤامرة في اطار تصفية الشخصيات التي تريد الحفاظ على امن العراق واستقراره"، من دون ان يوضح من يقف وراء المؤامرة. وأضاف الكاظمي: "دخوله مجلس الحكم شكل مفاجأة لنا لأنه كان شخصية فكرية تسعى للحفاظ على ابناء العراق". وأكد الاعظمي ان عزالدين سليم اعلن "بشجاعة" في تصريح بعد تعيينه رئيساً للمجلس مطلع الشهر الماضي "ان لا علاقة له بمذكرة اعتقال السيد مقتدى الصدر، موضحاً أن المسألة جنائية ولا دخل لقوات الاحتلال بها". وحمل آية الله العظمى كاظم حسين الحائري سلطة الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة مسؤولية مقتل سليم، واستنكر عمليات التعذيب التي تعرض لها معتقلون عراقيون. وتناول الحائري في بيان صدر عن مكتبه في النجف اغتيال سليم بقوله: "نحمل قوات الاحتلال هذا الانفلات الامني المتعمد الذي كلف الكثير". وأكد "ان لا علاج لغياب الأمن إلا باعادة السيادة كاملة لاصحابها الشرعيين وخروج المحتلين". وأشار آية الله العظمى المقيم في ايران الى "تزامن مشبوه" بين "الهجوم الشرس على المدن المقدسة النجف وكربلاء واستهداف السياسيين المخلصين". وقال: "يترك ذلك علامات استفهام عدة". وكان الحائري من تلامذة محمد صادق الصدر وهو حالياً الاب الروحي لنجله مقتدى.