تابع رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي النائب وليد جنبلاط جولته على كبار المسؤولين وعدد من قادة الاحزاب في محاولة لاستنهاض الوضع السياسي من ناحية والى اخراج البلد من حال الجمود، مبدياً عدم ارتياحه الى ما آلت اليه جلسات مجلس الوزراء، في ظل استمرار الخلاف بين الرئيسين على أمور أساسية يفترض التغلب عليها من خلال ايجاد قواسم مشتركة. وفي هذا السياق، زار جنبلاط مساء امس رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، واللقاء هو الاول بينهما منذ اشهر عدة، ويعتبر إشارة جدّية من بري وجنبلاط الى انهما تجاوزا كل أشكال التوتر التي سادت علاقتهما في السابق مبديين استعدادهما - بحسب المقربين منهما - لطي صفحة الخلافات والعمل معاً الى جانب الآخرين ليكون في مقدور لبنان مواجهة كل التحديات المحيطة به، بالتنسيق مع سورية في ظل الأوضاع الدقيقة والصعبة في العراق والأراضي العربية المحتلة. وشارك في اللقاء وزير الثقافة غازي العريضي والنائب أكرم شهيب ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي ورئيس المكتب السياسي في "امل" الوزير ايوب حميد. وبعد اللقاء قال جنبلاط: "تحصل الخلافات احياناً بين ابناء الصف الواحد، لكن لاحظنا جميعاً ان بعضاً من كلام المعارضة يستهدف "الطائف"، وبعض التسريبات عن التعديلات الدستورية اصبحت تستهدف كل الانجاز المشترك الذي حققناه مع الرئيس بري والقوى الوطنية مع دعم الرئيس لحود"، وأضاف: ان "كل هذا يستهدف "الطائف" والسلم الاهلي والعلاقة مع سورية والمقاومة في مرحلة سياسية دقيقة جداً تحت اطار ما يسمى الهجمة الأميركية لتعميم الديمواقراطية. هذا الشعار الاميريكي الذي يهدف الى طعن المقاومة وضرب العلاقة مع سورية وترسيخ الاحتلال في العراق وتشريعه في ظل صمت عربي هائل". وتابع: "لذلك شددنا نحن وبري على الثوابت الوطنية"، داعياً الى "الحد الادنى من الانسجام في الحكومة وتصحيح الوضع الاقتصادي". وأكد "اننا في المحطات الرئيسة لن نتخلى عن هذا الانجاز الوطني والقومي الذي حققناه مع بري سوياً من بحمدون الى 6 شباط". وأكد جنبلاط بعد لقائه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله "ان هدف الحزب التقدمي الاشتراكي في الانتخابات البلدية المقبلة هو رعاية الوفاق حيث أمكن وان الحزب يسعى الى الحفاظ على التوجهين السياسي والانمائي في نسج التحالفات". وعن تصويت كتلته على الموازنة أوضح ان "لا يمكن ان نطعن بأنفسنا على اعتبار ان الحزب التقدمي ممثل بثلاثة وزراء في الحكومة، صحيح ان الموازنة هزيلة، لكن هذا يرتبط بكيفية تفعيل عمل الحكومة والخروج من الانضباط الداخلي في الحكومة وتأمين الطائف، عندئذ يمكن ان نواجه، سهلة المواجهة". ووجّه جنبلاط رسالة الى رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق مسعود البرزاني "الذي يعتبر ان ما جرى في الفلوجة عمل وحشي"، قائلاً: "بالتأكيد، ربما نستنكر التنكيل لكن الحرب هي حرب، أذكّر السيد البرزاني ان الذين نكّلوا بهم هم مرتزقة وكل صحف العالم تقول ان اليوم هناك عشرات الآلاف من المرتزقة في العراق يقومون بانتهاك الحرمات واعتقال العلماء واغتيال العلماء العراقيين والتصفيات، وأذكّر، ان الواقع الكردي العراقي لا بد ان يلتحق بكل الشعب العراقي في الانتفاضة، واذا كان البعض منهم لا يزال على مرارة النظام السابق فهو انتهى، صدام في السجن والسلاح الذي استعمله في حلبجة كان سلاحاً أميركياً غربياً، الطريق طويل لكن هذا هو الطريق الوحيد لإزالة الاحتلال في العراق وفلسطين". ولفتت مصادر مقربة من جنبلاط الى ان التحرّك الذي يقوم به لا يهدف الى وساطة من أجل تبريد الأجواء بين الرؤساء الثلاثة أو الى تسوية الخلاف بين لحود والحريري على المدارس والمسلخ في بيروت، انما لشعوره بخطورة المرحلة. وأضافت ان جنبلاط يحرص على إعادة لملمة الصف الداخلي وترتيب أوضاع البيت الواحد التي لا يجوز ان تستمر في ظل الاخطار التي تهدد لبنان وسورية، ويدعو الى ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه عدم اعطاء المعارضة في الداخل ذريعة للانقضاض على الوضع، مبدياً عدم ارتياحه حيال ما يسود الشارع المسيحي وبالتالي قلقه ازاء احتمال تجدد المناكفات. ويشدد على الانفتاح على البطريرك الماروني نصرالله صفير والتعاون معه لما له من دور فاعل في استيعاب الاجواء الراهنة وتنفيس حال الاحتقان.