كان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إقامة طويلة في مبنى البرلمان أمس، اذ لم يسبق ان امتدت زياراته للمجلس هذا الوقت. وهو بدأها بتناول قهوته الصباحية مع رئيس المجلس نبيه بري في حضور رئيس الحكومة رفيق الحريري والنائب محسن دلول، واتفق معه على عقد لقاء مطوّل فور عودته من السفر. ثم اخذ جنبلاط يجول في أروقة المجلس، الى ان صادفه الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي النائب عاصم قانصوه الذي اندفع نحوه وقبله على خده، داعياً إياه الى عقد لقاء مصارحة بعدما تمت المصالحة بينهما. وسئل جنبلاط عن اجواء اجتماعه مع بري وعن رأيه في قبلات قانصوه، أجاب: "لا أعتقد ان هناك مشكلة مع رئيس المجلس وكنت تبادلت معه الاتصال، وقصدت ليل أول من أمس ان اجلس بالقرب منه اثناء الجلسة النيابية. أبديت وجهة نظري، وبري هو رئيس المجلس ومن حق أي نائب ان يعبر عن رأيه ولا أظن ان ذلك يتسبب بمشكلة". وبالنسبة الى قانصوه، قال مبتسماً: "ما حصل اعتبره من الماضي، ولم يكن مضطراً إلى قول ما قاله في تشرين الثاني نوفمبر الماضي عندما رد علي في جلسة الثقة. على كل حال لا مشكلة مع أبو جاسم..." رداً على مطالبة جنبلاط في حينه بالبحث في اعادة الانتشار السوري. وابدى جنبلاط للصحافيين ارتياحه إلى إعادة انتشار الجيش السوري في الجبل وبيروت، مؤكداً "اني لم أطالب على الاطلاق بسحبه من لبنان وكنت قلت ان لا مانع لدي من ان يتمركز في المختارة اذا اقتضت الضرورات الاستراتيجية". وتوقف جنبلاط مطولاً أمام السجال، والمتعلق ب"سنترالات دولية" مخالفة للقانون وتحرم خزينة الدولة ملايين الدولارات. وقال: "بالأمس أُعلنت حال الاستنفار بين قرية بريح وبيت الدين لاقفال سنترال يؤمن الاتصالات بينهما، بينما نشهد اليوم "مسلسلاً" لم يتوقف عن وجود سنترالات تعمل لمصلحة اطراف عرفت من هم، لكنني لا أرغب في الدخول في أسماء". وأضاف: "أنا لم أقتنع بدفاع وزير الاتصالات جان لوي قرداحي، خصوصاً بعدما اقفلنا سنترالاً متواضعاً في قرية شوفية نعمل على عودة أهلها، ولم نتمكن من وضع اليد على "عصابات" تشغِّل سنترالات دولية لحسابها الخاص. ولا أدري هل يتم الأمر بمعرفة بعض من هم في الدولة؟". ومازح جنبلاط الصحافيين بقوله: "كنا في السابق نتحدث عن وجود جزر أمنية لا تستطيع الدولة لظروف ما دخولها. اليوم أصبحت لدينا "جزر اتصالاتية"، لا ندري هل نحن قادرون على التغلب عليها؟". وابلغ جنبلاط الصحافيين أنه صرف النظر عن اقتراح قانون لانماء مناطق في الجبل لان "حزب الله" اعتبر ان مجرد التقدم بهذا الاقتراح يعني انه بالتنسيق مع الحريري تمهيداً لإلغاء كل الاقتراحات المطالبة بتخصيص اموال اضافية للمناطق في الموازنة. ورأى ان كثرة هذه الاقتراحات تعكس الفوضى في تفريع الانماء والاعمار لغياب وزارة التصميم. وسئل جنبلاط عن زيارته طهران، فقال: "دعاني الحريري لأكون معه في تهنئة الرئيس السيد محمد خاتمي وانتظرت ثلاثة أيام للحصول على سمة دخول... كان اللقاء مع الرئيس الايراني سريعاً وخفيفاً نظيفاً، وكنت التقيته للمرة الأولى قبل خمس سنوات ولديّ دعوة لزيارة طهران في ايلول سبتمبر المقبل سألبيها". وأمل من الآخرين "عدم التحسس من زيارته طهران مع الحريري". وسأل: "هل من مشكلة تدفع البعض حزب الله الى الظن ان الهدف "تركيب" محاور سياسية، وان كنت لا أنكر ولا أتنكر لعلاقتي الجيدة مع رئيس الحكومة؟". وعاد جنبلاط الى الحديث عن المناخ السياسي السائد على صعيد الحوار بين القوى المعترضة والحكم، مبدياً ارتياحه إلى البيان الذي صدر أخيراً عن "المنبر الديموقراطي" والذي اعتبر ان اعادة الانتشار ايجابية. وقال جنبلاط: "اعتقد ان رئيس الجمهورية اميل لحود سيلتقط الفرصة ولن يفوتها وسيدعو أركانه إلى حوار في بعبدا".