انصرف الفرقاء اللبنانيون الى تقويم ما توافر لديهم من معطيات عن نتائج القمة السعودية – السورية في شأن الوضع اللبناني خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما تتوقع الأوساط السياسية المعنية بتأليف الحكومة الجديدة أن تشهد بداية الأسبوع المقبل استئناف الاتصالات حول عملية التأليف بالإفادة من دعم القمة لقيام حكومة الوحدة الوطنية وفق البيانين السعودي والسوري الصادرين إثر انتهائها، ووفق ما أبلغه الرئيس السوري بشار الأسد للرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اتصاله به أول من أمس. واجتمع الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليل أول من أمس مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وبحثا في نتائج القمة وجهود تأليف الحكومة الجديدة والعلاقة بين الحزبين، في ثاني اجتماع بينهما منذ الانتخابات النيابية، بعد استعادة العلاقة بينهما إثر زهاء 3 سنوات من الخصومة والانقطاع منذ العام 2006، لإزالة رواسب المرحلة السابقة، لا سيما منها تداعيات الصدامات المسلحة في 7 أيار (مايو) من العام 2008. وشدد بيان صدر عن إعلام «حزب الله» على أن نصرالله وجنبلاط الذي حضر معه اللقاء نجله تيمور والنائب أكرم شهيب، «تناولا القمة السعودية – السورية، وتلاقيا عند إيجابية هذا اللقاء الكبير، وأهمية الانفتاح العربي – العربي وضرورة تكريسه حالة عامة لتجاوز أزمات أمتنا الإسلامية والعربية». ورحب نصرالله وجنبلاط «بأي مبادرة لتشكيل الحكومة اللبنانية وآخرها الدعوات السورية – السعودية المشتركة لتجاوز الأزمة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية». واتفق الطرفان، وفق البيان، على «ضرورة تذليل العقبات التي تحول دون قيام هذه الحكومة في أسرع وقت». وصدر بيان منفصل عن «حزب الله» رحب بالقمة السعودية – السورية «وما صدر عنها من نتائج إيجابية لتعزيز مسار تنقية الأجواء العربية والدفع بنهج التقارب العربي – العربي قدماً نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بما يخدم قضايا العرب والمسلمين ويؤثر إيجاباً على لبنان واللبنانيين». ودعا الحزب الى «بذل المزيد من الجهود في إطار العمل العربي المشترك خدمة لقضايا الأمة»، معتبراً أن «الخيار الوحيد لمواجهة التهديدات الصهيونية هو بتعزيز عوامل الوحدة والتضامن العربي ودعم خيارات الشعوب وحقوقها في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والمقدسات». وفي ظل التكتم على ما دار في اللقاء بين نصرالله وجنبلاط، قالت مصادر مطلعة انهما تبادلا وجهات النظر حول تقويمهما للوضع الإقليمي في ضوء القمة السعودية – السورية وأن «حزب الله» أبدى ارتياحه الى نتائج القمة. أما في ما يخص الوضع الداخلي اللبناني فاعتبرا أن القمة تنعكس إيجاباً لجهة الإسراع في تأليف الحكومة. وذكرت المصادر أن الجانبين متفقان على صيغة الحكومة على أساس 15 وزيراً للأكثرية و10 وزراء للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية. وأوضحت المصادر أن حركة الاتصالات من أجل قيام الحكومة ستنشط، وأن المرحلة التي قطعها الرئيس المكلف سعد الحريري في استشاراته مع الكتل النيابية ولقاءاته مع زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون قرّبت المسافات بين الفرقاء، ودعوة القمة السعودية - السورية الى تشكيل الحكومة ستسهل أيضاً تسريع إنجازها وتبقى التفاصيل من مسؤولية اللبنانيين. وأشارت المصادر الى أن «حزب الله» يعتبر قيام حكومة الوحدة الوطنية حماية للبلد وللمقاومة في هذه المرحلة. وأكدت أن نصرالله وجنبلاط أجريا مراجعة للخطوات المتخذة بين «حزب الله» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» لإنهاء ذيول المرحلة السابقة وأحداث 7 أيار، عبر التواصل المستمر بين القياديين فيهما وانتهيا الى أن العلاقة عادت الى طبيعتها في عدد من الأماكن والمناطق، وأن هناك عملاً هادئاً وبعيداً من الأضواء سيستمر في مناطق ومواقع أخرى لإزالة رواسب مرحلة الصراع والخلاف السابقة. وكان رئيس البرلمان نبيه بري غادر بيروت أمس الى قطر لإجراء محادثات مع المسؤولين فيها على أن ينتقل الى دولة الإمارات العربية المتحدة لإجراء محادثات حول أوضاع المبعدين منها، في ظل معلومات عن التوصل الى حلول في شأن هؤلاء.