افادت شبكة "بي بي سي" امس، ان الاستخبارات البريطانية والأميركية احبطت مخططاً لشن اعتداء ارهابي في بريطانيا بمادة كيماوية مميتة، اعده مؤيدون ل"القاعدة" ارادوا استهداف مدنيين. وجاء ذلك في وقت تعمل الاجهزة في دول اوروبية أخرى على تفكيك خلايا ارهابية بعد اعتداءات مدريد في 11 آذار مارس الماضي. وركزت الاجهزة الفرنسية تحقيقاتها على 6 من اصل 13 اعتقلتهم اول من امس، بتهمة تشكيل خلية على صلة ب"الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة"، في غياب اي دليل الى أنهم كانوا يعدون لاعتداء في فرنسا. وعلم ان الستة هم اربعة فرنسيين من أصل مغربي ومغربيان، وتلقوا تدريبات في معسكرات في أفغانستان. أحبطت الاستخبارات البريطانية والأميركية مخطط اعتداء في بريطانيا يشتبه في انه كان سينفذ بمتفجرات وبمادة أوسيميوم تيتروكسيد الكيماوية. وذكرت شبكة "بي بي سي" التي أوردت النبأ أن اعتداء مماثلاً يعتبر تأثيره مميتاً إذا ارتكب في مكان مغلق، في حين ان هذه المادة تؤثر في البشرة والنظر والرئة. ويشتبه في أن المتورطين هم من مؤيدي "القاعدة" أرادوا استهداف مدنيين بريطانيين في لندن. وجاءت العملية بعد رصد اتصال بين المخططين المشتبه بهم الذين فشلوا في الحصول على المواد الكيماوية، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. ووضعت القوات الأمنية البريطانية في حال تأهب منذ اعتداءات مدريد في 11 آذار مارس الماضي. ورأى مفوض الشرطة السير جون ستيفنز انه لا يمكن تجنب وقوع هجوم ارهابي في البلاد، فيما حاول وزير الداخلية ديفيد بلانكيت التخفيف من أهمية التصريح هذا. وقال الخبير في مجال البيئة والسموم البيولوجية أليستير هاي من جامعة ليدز إن "الأوسيميوم تيتروكسيد هو وسيلة نادرة الاستخدام ويمكنه سريعاً التسبب في تفجير"، غير أنه لفت إلى صعوبة الحصول على هذه المادة من المتخصصين الكيماويين، وهي لا تعتبر مكوناً ل"قنبلة قذرة مثالية". وأضاف أن خطورة استخدام هذه المادة تضر بالبيئة في شكل كبير وتنقية هواء مكان انفجارها من السموم يعتبر في غاية الصعوبة. فرنسا الى ذلك، واصلت الاستخبارات الفرنسية أمس، التحقيق مع المعتقلين الإسلاميين ال13 بالتركيز على 6 منهم يعتقد انهم شكلوا خلية على صلة ب"الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة"، في غياب أي دليل يشير حتى الآن الى أنهم كانوا يعدون لاعتداء على الأراضي الفرنسية. وعلم ان الستة الذين اعتقلوا خلال مداهمات أجريت في ثلاث من ضواحي باريس فجر اول من أمس، كانوا اخضعوا لمراقبة الاستخبارات الفرنسية منذ نحو ستة أشهر، بناء لمعلومات من أجهزة الأمن المغربية. ومن بين المعتقلين الستة اربعة فرنسيين من أصل مغربي ومغربيين، وتلقوا جميعاً تدريبات في معسكرات في أفغانستان، في حين أن هناك مذكرات اعتقال صادرة بحق أربعة منهم في إطار تفجيرات الدار البيضاء سنة 2003. نفيا وبن يعيش وأشارت معلومات صحافية فرنسية الى أن الستة المعتقلين، كانوا على صلة في وقت من الأوقات في أفغانستان مع شخصين ورد اسماهما في إطار قضية تفجيرات الدار البيضاء وهما نور الدين نفيا وصلاح الدين بن يعيش. والانطباع السائد حتى الآن لدى المحققين هو أن هؤلاء المعتقلين شكلوا خلية دعم لوجيستية تتولى تزويد الجماعة بأوراق ثبوتية مزورة وأموال، وليس الإعداد لاعتداء في فرنسا. ويعد أحد المعتقلين الستة مصطفى بعوشي 29 عاماً بمثابة العقل المدبر للخلية، في حين أن شقيقه حسن 23 عاماً كان لفت انتباه الشرطة، كونه يعمل في شركة متخصصة بنقل القطع النقدية، وادعى في آذار الماضي انه احتجز من قبل ثلاثة من اللصوص أرغموه على سلب محتويات ستة أجهزة لتوزيع العملة في منطقة سان دونيه ضاحية باريس وبلغت قيمتها 5،1 مليون يورو. اسبانيا تواصل فك لغز الاعتداءات الارهابية وفي اسبانيا لا تزال السلطات الامنية تشدد اجراءاتها الامنية على حدود البلاد وتكثف عملياتها في الداخل متعاونة مع عدد من اجهزة الامن العربية والغربية، في محاولة لفك لغز من الصعب ترجمة معانيه: "ماذا يهدف هؤلاء المتطرفون من اعمالهم الارهابية اذا كان الحزب الاشتراكي واضحاً في مواقفه المعارضة لحرب العراق؟". واكدت امس مصادر طبية وقضائية ان اشلاء الجثة التي عثر عليها مساء الاثنين الماضي تعود الى شخص سادس لم تتمكن بعد من تحديد هويته. وتحددت هوية اربعة فقط حتى الآن هم اضافة الى سرحان بن عبد المجيد فخيت التونسي الذي يعتبر الدماغ المفكر لاعتداءات مدريد، جمال احميدان اليمني وعبدالنبي كنجه عبدالله وانور رفعت الاصري. وتأكدت هوية هذا الاخير بسبب وجود بطاقة اقامته بقرب جسده الممزق. واشارت هذه المصادر الى ان كل الموجودين في المنزل كانوا مزنرين بالمتفجرات لكن حزاماً واحداً انفجر. واضافت انهم اجروا اتصالات هاتفية بتونس والمغرب وبداخل اسبانيا قبل تفجير انفسهم وهي في صدد التحقيق في هذه الاتصالات التي رصدتها كاملة. ولا تستبعد امكان العثور على منزل آخر في مدريد كانوا يستعملونه. وفي الوقت الذي ما زال الاطفائيون ينزعون الركام بدقة واتقان من داخل المنزل الذي تفجر، فقد عثروا على بندقيتين حربيتين. ولن يتمكن اكثر من 30 عائلة من العودة الى منازلهم، التي وصلت اليها اشلاء الجثث المتناثرة بفعل الانفجار، قبل ان يقرر الخبراء مصير البناية التي ربما لن يكون ممكناً ترميمها. أما وضع البنايات المجاورة افضل. وعُرف امس ان الفيديو الذي اعلنت فيه "جماعة انصار القاعدة في اوروبا" مسؤوليتها عن اعتداءات مدريد قد تم تسجيله في المنزل نفسه الواقع في محلة موراتا دي تاخونيا 34 كلم من مدريد حيث تم ايضاً تعبئة الحقائب بالمتفجرات. اما بالنسبة للمغربي الذي اعتقل الجمعة او السبت المعتقل رقم 25 عندما كان يحاول التسلل الى مدينة سبته الواقعة في شمال افريقيا والذي كانت صدرت بحقه مذكرة بحث وتحر بسبب علاقته باعتداءات مدريد، فسيبدأ القاضي خوان ديل اولمو التحقيق معه اليوم الاربعاء. كما ان المدعية العامة اولغا سانتشيس، طلبت من هذا القاضي اصدار مذكرات بحث وتحر بحق عدة اشخاص لم تتمكن من العثور على مكان اقامتهم، علماً ان الشرطة تبحث عن ثلاثة متطرفين منذ يوم السبت الماضي عامر العزيز وربيع عثمان وشخص ثالث لا يبدو اسمه عربياً: صانل سجيكيريكا تتهمهم بارتباطهم بعلاقة مع بعض المسؤولين عن اعتداءات 11 آذار في مدريد. وتحقق الشرطة اذا كان هناك من متعاونين آخرين من الاسبان غير خوسيه مانويل سواريس سهلوا لهم الصواعق المتعددة الانواع كما باعهم الاول المتفجرات. وتجدر الاشارة الى ان التظاهرات التي خرجت ليل الاثنين في ليغانيس شارك فيها نحو 25 ألف شخص، على رأسهم سياسيون بينهم من ستكون نائبة لرئيس الوزراء في الحكومة المقبلة تريسا فرنانديث دي فيغا ولم يشارك فيها احد من الحزب الشعبي لأن بعض اليافطات كانت تحمل شعارات ضد الحرب على العراق وتطالب باعادة القوات الى اسبانيا. ونظم هذا الحزب الذي توجد حكومته في مرحلة تصريف الاعمال تظاهرة امس ضد الارهاب.