سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السوداني النلفي "لن يلقى محاكمة عادلة" في نيويورك ... ودبلن تحقق في "واجهات" ل"القاعدة". اعتقالات في إيطاليا وألمانيا وملاحقة مصري في فرنسا : اتصال مباشر ببن لادن ... وحديث عن "هجوم وشيك"
روما، مدريد، لندن، نيويورك - "الحياة"، رويترز، ا ب - نفّذت السلطات الإيطالية والألمانية أمس حملة اعتقالات شملت عدداً من الناشطين الإسلاميين المُشتبه في علاقتهم بتنظيم "القاعدة"، في حين أُفيد ان السلطات الإيرلندية التي اعتقلت أول من أمس ثلاثة ليبيين وجزائرياً، تشتبه في ان منظمات إسلامية ناشطة في دبلن إنما هي "واجهات" لتنظيم أسامة بن لادن. وأكد وزير الداخلية الأيطالي كلاوديو سكايولا أمس ان حكومة بلاده تدرس "خطوات تحول دون تمكّن المنظمات الإرهابية من توجيه ضربات". وأشار الى ان "هذه القرارات لا تمثّل حال طوارئ أو قوانين استثنائية، بل تدخل في صميم القرارات والإتفاقات المقرّة على الصعيد الأوروبي". وأكد أنباء عن اعتقال مجموعة من الشبان من جنسيات شرق أوسطية وشمال أفريقية. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين في السلطة القضائية الايطالية ان الشرطة الايطالية والالمانية اعتقلت أمس ثلاثة من الاسلاميين المتشددين المشتبه في صلتهم بأسامة بن لادن. وابلغ المسؤولون "رويترز" ان الشرطة تلاحق مشتبهاً رابعاً في فرنسا في اطار "حملة منسقة" بين الدول الثلاث ضد مجموعة من مواطني شمال افريقيا يُعتقد بانهم تحدثوا عن الهجمات المسلحة مع بن لادن هاتفياً. وصرحوا بان الاتهام سيوجه الى الاربعة والى معتقل خامس محتجز في سجن قرب ميلانو، عاصمة المال الايطالية، بتهمة تهريب اسلحة ومتفجرات والاشتباه في "صلات اجرامية". وذكروا ان المعتقلين في ايطاليا تونسيان، هما محمد بن عودة ورياض جيلاسي، وان الرجل الذي اعتقلته الشرطة الالمانية ليبي يدعى الاسد بن حنين في ميونيخ بينما تلاحق الشرطة الفرنسية مصرياً. وقالوا ان اعتقالات أمس جاءت نتيجة التحقيقات التي يجريها القاضي ستيفانو دامبروسو في قضية مقامة ضد خمسة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى جماعة إسلامية ذات صلة ببن لادن. واعتقلت الشرطة الايطالية في نيسان ابريل الماضي الخمسة وجميعهم تونسيون في غارة جرت فجراً. وقالت السلطات بعدها انها ضربت "مركز اعصاب" جماعة اسلامية عازمة على شن هجمات في شتى انحاء اوروبا لها صلة مباشرة بمعسكرات تدريب الاسلاميين في افغانستان. وأوضحت الشرطة الايطالية ان الخمسة اعضاء في خلية تضم عشرة افراد تعمل من بلدة بوستو ارسيزيو على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال غرب ميلانو. ويعتقد بان المجموعة التي اعتقلت في نيسان ابريل لها صلة بمجموعة كانت تخطط لهجوم في ميدان رئيسي في ستراسبورغ خلال احتفالات عيد الميلاد العام الماضي. ويُعتقد بان الرجل الذي اعتقل في المانيا هو زعيم المجموعة التي اعتقلت أمس. وجاء في أمر الاعتقال الذي وقع في 50 صفحة انه اجرى اتصالات مباشرة مع بن لادن بما في ذلك اتصالات هاتفية في الفترة ما بين اذار مارس ونيسان ابريل سجلها محققون وتخللتها اشارات الى اسلحة مخبأة في كهوف افغانية. وفي بعض تلك المكالمات دار الحديث عن هجوم وشيك. وقال مسؤول من السلطة القضائية الايطالية ل "رويترز" ان احد تلك الاحاديث المسجلة جاء فيه: "سيحدث قريباً شيء مهم". وصرح مسؤولون من السلطة القضائية انه يُعتقد ان المصري الذي تلاحقه السلطات في فرنسا تنقل بين ايطالياوفرنسا، كما يُعتقد ايضاً انه يوجد في فرنسا معمل للتجارب الكيماوية لاغراض عسكرية. وقالت السلطات القضائية في نيسان ابريل الماضي ان الخلية القريبة من ميلانو تعمل كمركز لتجنيد الاسلاميين المتطوعين الراغبين في التدريب وان اعضاء الخلية تدربوا في معسكرات بن لادن في افغانستان. وذكرت القناة التلفزيونية الإيطالية الأولى أمس ان الموقوفين الجدد في ميلانو خمسة أشخاص "من أصول عربية". ووجهت نيابة ميلانو إلى المعتقلين سلسلة من الإتهامات تتراوح بين الإنتماء إلى تنظيمات إجرامية وحيازة وثائق مزوّرة والمتاجرة بالأسلحة والمواد الكيماوية الهجومية. وتقول مصادر النياية في ميلانو ان التحقيقات الخاصة بالمعتقلين تقود إلى شبكة مرتبطة ببن لادن. ووقّع وكيل النيابة لوكا بيستوريللي وثائق الحبس الإحترازي لستة أشخاص قُبض على إثنين منهم في ميلانو فيما يجري البحث عن إثنين آخرين في أوروبا وشخص خامس لم يتحدد مكان إقامته أو وجوده. أما الشخص السادس فقد اعتُقل خلال عمليات تحرٍ عادية وكانت في حوزته وثائق مزوّرة. وأفادت مصادر صحافية إيطالية ان الملف الخاص بالقضية الجديدة يشير إلى اكتشاف علاقة بين الموقوفين والمجموعة التي تطلق على نفسها اسم "مجموعة المقاتلين التونسيين" التي أسسها في بريطانيا التونسي س. بن حسين وط. معروف الأخير اعتُقل في إسبانيا بعدما كانت الشرطة السرية "الديغوس" الإيطالية تبحث عنه في ميلانو. وتشير المصادر ذاتها إلى علاقة لشخصين آخرين هما المصري مصطفى كامل والفلسطيني عمر محمود بهذا الملف. وتؤكد ان المهمة الأساسية ل "مجموعة المقاتلين التونسيين" كانت تتلخص بإعادة ربط العلاقة مع المقاتلين الإسلاميين القدامى وكسب متطوعين جدد لإرسالهم إلى معسكرات تدريب في أفغانستان يديرها ويموّلها بن لادن. وتعتبر نيابة ميلانو ان مهمة "الخلية الإيطالية كانت تتلخص بالعمل تحت واجهات قانونية في المظهر وضمان المخابئ الضرورية والوثائق المزوّرة للمنتمين الجدد إضافة إلى المساهمة في عمليات التجنيد الجديدة وتوفير الأسلحة". واعتقلت شرطة الحدود الإيطالية في منطقة غوريتسيا على الحدود الإيطالية - السلوفينية شخصاً 25 عاماً عُثر لدى تفتيش سيارته من نوع سيتروين على "رشاشات كلاشنيكوف وذخيرة حية ومتفجرات". وأكدت الشرطة إن الرجل أبرز وثائق فرنسية مزوّرة، وان التحقيق معه يُركّز على معرفة هل "الأسلحة التي يحملها متوجهة إلى مجموعات إرهابية أم الى عصابات إجرامية". إسبانيا تُلاحق يمنياً وفي مدريد، تبحث الشرطة الإسبانية والحرس المدني عن مجموعة من ثمانية أشخاص بناء على طلب من السلطات الأميركية. ويعتبر مكتب التحقيق الفيديرالي "اف. بي. آي" ان بين الثمانية من له علاقة مباشرة باعتداءي نيويورك وواشنطن، وان وجودهم في إسبانيا تزامن مع وجود محمد عطا أحد "الطيارين الانتحاريين" فيها، لكن غير واضح إذا كان حصل أي اتصال بينهم. وتضم المجموعة المُلاحقة يمنياً 29 عاماً تصفه أجهزة الأمن بأنه "خطير للغاية"، إضافة الى زعيم الرابطة الإسلامية في الشيشان سوري ومسؤول عن "مخيمات تدريب" في أفغانستان. ولم ينف وزير الداخلية الإسباني ماريانو راخوي نبأ عن تشديد الرقابة على 200 عربي، لكنه قال ان الحكومة غير مقتنعة باحتمال قيام مؤيدي بن لادن بعمليات إرهابية في إسبانيا. وأُفيد ان تقريراً أمنياً سرياً أعدته أجهزة إسبانية بالتعاون مع الاستخبارات المغربية أشار الى لقاءات نظّمتها مؤسسات إسلامية بينها ما هو أصولي النزعة، في مدينة سبتة الإسبانية في شمال المغرب، وشارك فيها علماء دين من أفغانستان وايران والمغرب. ويستبعد التقرير أي علاقة للمؤسسات الإسلامية بانفجارات نيويورك وواشنطن، ويشير الى ان العلماء الأربعين الذين جاؤوا من المغرب يدينون العنف. "واجهات" ل"القاعدة" وفي دبلن، أفادت وكالة "اسوشيتد برس" ان الاعتقالات التي نفّذتها السلطات الايرلندية أول من أمس وشملت ثلاثة ليبيين وجزائرياً، مرتبطة بشبهات حول جمع تبرعات وتقديم دعم لوجسيتي الى جماعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة". وأبلغ رئيس الوزراء بيرتي أهارين النواب أول من أمس ان الشرطة أبلغته ب"تقرير سرّي" عن الغارات التي نفّذتها على خمسة منازل في وضح النهار في دبلن. وأضاف: "لا أعرف هل ستوجّه اتهامات، لكن الشرطة كانت تراقب مجموعة من الأشخاص منذ فترة طويلة". ونقلت الوكالة عن محققين انهم صادروا حوالي13 الف دولار نقداً وكمية من الوثائق، بينها معاملات حسابية، وانهم يُحققون في الحسابات المصرفية المختلفة للمعتقلين الأربعة. وقالت ان أحد الليبيين الموقوفين 39 عاماً يدير هيئتين خيريتين إسلاميتين هما "إسلاميك ريليف" الإغاثة الإسلامية و"بلسيد ريليف" الإغاثة المباركة، وان المحققين يعتقدون بانهما ربما "واجهات" لتنظيم "القاعدة". وهذا الرجل يحمل الجنسية الايرلندية ويعيش في ايرلندا منذ 20 سنة، واعتُقل في ضاحية بالينتير قرب دبلن. أما الجزائري الموقوف 26 عاماً فهو طالب لجوء يعيش في ايرلندا منذ سنتين. واوقف الليبيان الآخران 24 عاماً و31 عاماً، وهما طالبا لجوء، في منطقة تالاغات الفقيرة جنوب شرقي دبلن. وذكرت "اسوشيتد برس" ان أحد أقرباء أحد هذين الليبيين اعتُقل الاسبوع الماضي في هولندا في إطار حملة عالمية ضد الناشطين في الجماعات الإسلامية المتشددة. محاكمة النلفي وفي نيويورك، اعلن محامي السوداني محمد سليمان النلفي، المتهم بالتورط في مؤامرة خطط لها تنظيم بن لادن لمهاجمة اميركيين، انه لا يعتقد ان موكله يمكن ان يلقى محاكمة عادلة في نيويورك في الوقت الحاضر وانه يحتفظ بحقه في السعي الى تغيير مكان المحاكمة. وكانت محاكمة النلفي ورجل آخر يشتبه في ارتباطه ببن لادن اُرجئت الى موعد غير محدد بسبب اعتداء 11 ايلول سبتمبر الذي دمر مركز التجارة العالمية في نيويورك. ووجهت الى النلفي، الذي كان يفترض ان يمثل امام المحكمة الشهر المقبل، تهمة تشكيل وقيادة جماعة سودانية تتبع مباديء تنظيم "القاعدة" ومساعدة بن لادن لانشاء مشروع استثماري في السودان. وخلال جلسة مخصصة للنظر في الوضع القانوني للنلفي عقدت في محكمة مانهاتن الفيديرالية، ابلغ محاميه جون جاكوبز القاضي ليونارد ساند انه متردد في طلب تغيير مكان المحاكمة في الوقت الحاضر، والتمس تأجيل تحديد موعد جديد للمحاكمة. وأُرجئت الجلسة اثر ذلك الى 13 الشهر المقبل. وابلغ جاكوبز المراسلين بعد انتهاء الجلسة انه لا يعتقد بان موكله يمكن ان يلقى محاكمة عادلة في نيويورك حالياً لان الهجمات الانتحارية التي راح ضحيتها اكثر من 5 الاف شخص حدثت الشهر الماضي فحسب. ورداً على سؤال هل سيسعى في النهاية الى تغيير المكان، قال ان "هذا احد الخيارات. وسنحتفظ بحقنا في القيام بذلك". واضاف انه "اذا كانت المحاكمة ستجري في الاشهر الستة المقبلة فاننا سنفعل ذلك". وعقدت جلسة الاستماع وسط اجراءات امنية مشددة لم يسبق لها مثيل بحسب مسؤولين في المحكمة. ومن المقرر ان يمثل امام محكمة مانهاتن الفيدرالية الاسبوع المقبل اربعة رجال دينوا في مؤامرة لقتل اميركيين تضمنت عمليتي تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتانزانيا في 1998. وعلى رغم ان النلفي لم يتهم بدور في تفجير السفارتين فانه دين بالضلوع في المؤامرة الاكبر التي شملت الاعتداءات في شرق افريقيا. وتدعي لائحة الاتهام ان احد مساعدي بن لادن اصدر اوامر الى النلفي في 1998 بتشكيل جماعة سودانية اُستخدمت لتجنيد مواطنين سودانيين. وقام النلفي في 1990 و 1991 بتحري إمكان نقل بن لادن وتنظيمه من افغانستان وباكستان الى السودان. وتقول لائحة الاتهام ان بن لادن نقل مقره الى السودان في 1991 وبدأ سلسلة مشاريع تجارية هناك. وزُعم ان النلفي ساعد على انشاء احد هذه المشاريع، "استثمارات طابا". وتأجل البدء بمحاكمته لانه جُلب الى نيويورك اثناء محاكمة المتهمين الاربعة الاوائل. وعُزل متهم آخر، ممدوح محمود سليم، عن المتهمين الاربعة الاخرين بعدما زُعم انه هاجم احد حراس السجن في مانهاتن بغرز مشط ذي نهاية حادة في عين الحارس. وقال الادعاء ان سليم كان مسؤولاً كبيراً في تنظيم "القاعدة". وكان من المقرر ان تبدأ محاكمته بتهمة الاعتداء على الحارس الشهر الماضي لكنها أُرجئت الى موعد غير محدد.