صوت الناخبون الاندونيسيون امس، لاختيار اعضاء البرلمان، في اطار انتخابات قد تؤدي الى عودة قوية لحزب الديكتاتور السابق سوهارتو بعد ستة اعوام على سقوطه. وشكلت الانتخابات اختباراً مهماً لشعبية الرئيسة ميغاواتي سوكارنو بوتري التي انتخبت رئيسة للبلاد في تموز يوليو 2001 بعد اقالة الرئيس عبدالرحمن وحيد. وتستعد ميغاواتي التي تقول انها صديقة "الشعب الفقير" للترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تموز يوليو المقبل، والتي ستتم للمرة الاولى، عبر الاقتراع العام المباشر. وشارك مرشحون من 24 حزباً في الانتخابات. لكن الرهان الرئيسي كان المعركة بين الحزب الديموقراطي الاندونيسي بزعامة ميغاواتي وحزب "غولكار" التابع لسوهارتو. ويؤدي انتصار "غولكار" الى اضعاف موقف ميغاواتي. وفي عام 1999، فاز حزب "غولكار" ب22 في المئة من الاصوات، في مقابل 34 في المئة لحزب ميغاواتي. وهذه السنة، اعطت استطلاعات الرأي الافضلية لحزب "غولكار" الذي يمكنه ان يأمل في التقدم على الحزب الديموقراطي من دون ان يحصل على الغالبية المطلقة. وكان حزب "غولكار" الذي يهدف الى الحصول على 30 في المئة من الاصوات، ينوي الاستفادة من اجواء خيبة الامل المنتشرة في البلاد. ولم تغير عملية الانتقال الى الديموقراطية ظروف عيش عشرات الملايين من الاندونيسيين. وثمة اربعون مليون عاطل عن العمل او يعملون بدوام جزئي في اندونيسيا. ونصف السكان يعيشون بأقل من دولار يومياً، بعيدين كل البعد عن النخبة السياسية الحاكمة في جاكرتا التي ينظر اليها على انها فاسدة ومتعنتة. وقال زعيم "غولكار" اكبر تانيونغ وهو وزير سابق في عهد سوهارتو: "نحن غولكار الجديد... نحن ندعم الاصلاحات ونعارض الفساد. الناس لا يرون اي تغيير في حياتهم وهم يتألمون". تراجع الاسلاميين وغابت قضية مكافحة الارهاب عن الحملة على رغم تعرض بالي احد معاقل ميغاواتي لصدمة كبيرة سببها انفجاران نفذهما انتحاريون من شبكة الجماعة الاسلامية المرتبطة ب"القاعدة"، اسفرا عن مقتل 202 قتيل غالبيتهم من السياح الاجانب في تشرين الاول اكتوبر 2002. لكن الاحزاب الاسلامية الصغيرة عمدت، خشية تخويف الناخبين، الى وضع مطالبتها بتطبيق الشريعة جانباً. ويفيد محللون ان هذه الاحزاب التي حصلت على 14 في المئة من الاصوات في 1999 لن تحقق تقدماً كبيراً. وأدلت ميغاواتي بصوتها في مركز اقتراع قرب منزلها في منطقة منتنغ في العاصمة جاكرتا. ولم تتحدث الى وسائل الاعلام الا انها ابتسمت ورفعت أصبعها الذي ظهرت عليه اثار الحبر في اشارة الى انها ادلت بصوتها. وفي المنطقة نفسها ادلى سوهارتو 82 عاماً بصوته قرب منزله برفقة ابنته التي تتزعم احد الاحزاب المشاركة في الانتخابات والتي ظهر معها في احد الاعلانات التلفزيونية في حملتها الانتخابية. وسار سوهارتو من دون مساعدة احد لكنه اتكأ على عصا.