اشاد الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر امس بالانتقال الرائع الى الديموقراطية في اندونسيا حيث ادلى امس ملايين الناخبين في هدوء بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد بعد ستة اعوام على سقوط الديكتاتور سوهارتو. ويقود الرئيس الامريكي الاسبق وفدا من مركز كارتر للاشراف على هذه الانتخابات التي تجرى للمرة الاولى بالاقتراع المباشر. وقال كارتر (79 عاما) هذه عملية انتقال رائعة من نظام تسلطي الى نظام ديموقراطي بكل ما للكلمة من معنى خلال ستة اعوام فقط، ومن الضروري توجيه التهنئة الى الشعب الاندونيسي.واضاف انه تأثر بعمليات التصويت الجيدة التنظيم. وقال نثق تمام الثقة بهذه العملية. ويشرف على الانتخابات حوالى 570 مراقبا اجنبيا و160 الف موظف محلي. وقد ادلى سوهارتو (83 عاما) الذي حكم اندونيسيا بقبضة من حديد حتى ارغامه على الاستقالة في 1998، بصوته في حي منتنغ الراقي بجاكرتا. وافلت حتى الآن من القضاء الذي يلاحقه بتهم الفساد بسبب حالته الصحية المتردية. وفيما ينتظر الاندونيسيون نتائج الانتخابات يلتفت الكثيرون الى المرأة التي اثارت اعجابهم على مدى العقد الماضي فق مثلت ميجاواتي سوكارنوبوتري عنصرا اساسيا في الحياة السياسية الاندونيسية الا انها قد تصبح علامة تاريخية فارقة لو خسرت في الانتخابات الرئاسية التي جرت امس وكان يتوقع قبل أشهر ان تفوز بها. وحسب التوقعات فأن فرص ميجاواتي /57 عاما/ في التغلب على منافسها سوسيلو بامبانج يودهويونو وزير الامن السابق غريب الاطوار محدودة حتى مع احتمال خوض جولة اعادة تفوز فيها على الجنرال موضع الاحترام. واذا لم يفز احد المتنافسين الخمسة في الانتخابات بنسبة تزيد عن 50 في المئة فستجرى جولة اعادة بين الحاصلين على اعلى الاصوات في سبتمبر ايلول. وبصرف النظر عما سيحدث فان تراجع ميجاواتي من كونها اكثر السياسيين شعبية في اندونيسيا التي حظت بها لاسباب منها كونها ابنة المؤسس سوكارنو يثير دهشة الكثيرين.واذا ما خسرت فان البعض يعتقد انها قد تبتعد عن الحياة السياسية. وقال جيفري وينترس الخبير في الشؤون الاندونيسية في جامعة نورثويسترن بشيكاجو ظني انه اذا لم تخض ميجاواتي جولة ثانية او اذا ما خسرت في الجولة الثانية فانه من المحتمل ان تنهي مسيرتها السياسية. وتابع اعتقد ان اول رد فعل لها سيكون عدم التصديق. جاءت الحملات الانتخابية للرئيسة الحالية ضعيفة ولم تثر كثيرا من الاهتمام. وفي كلمة ادلت بها لانصارها في مدينة سيمارانج بجاوة بذلت ميجاواتي جهدا كبيرا لاختيار الكلمات المناسبة في الوقت الذي ينجح فيه منافسها رجل الدين هاشم موزادي في اثارة الجمهور بخطبه النارية. وخلال نقاش تلفزيوني الاسبوع الماضي مع احد منافسيها على الرئاسة بدت ميجاواتي غير مرتاحة وقرأت كثيرا من اجاباتها من ملاحظات مكتوبة معدة مسبقة. لقد ساعدت الظروف ميجاواتي في الوصول الى مقعد الرئاسة لتتولى المنصب الذي شغله والدها في منتصف الستينات. وكان البرلمان الاندونيسي اقال الرئيس عبد الرحمن واحد لعدم الكفاءة في 2001 وكانت ميجاواتي تشغل منصب نائب الرئيس فتولت زمام الامور بدلا منه بصورة الية. والمفارقة ان الرجل الذي اطاح بوالدها من السلطة في الستينات الدكتاتور السابق سوهارتو كان هو الذي ساعد في صعود نجمها بمحاولات متعثرة لعرقلة مسيرتها السياسية في 1995 و1996. وتقاعد سوهارتو في 1998. ويشيد كثيرون بميجاواتي وبائتلافها الحاكم لنجاحهم في استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي لاندونيسيا. وقد نالت ميجاواتي تقديرا دوليا عندما حضرت الاحتفالات الدولية في تيمور الشرقية عام 2002 للاحتفال باستقلالها رسميا عن اندونيسيا. الا ان معارضين يقولون انها لم تبذل جهدا كبيرا لاستئصال الفساد المستشري في البلاد او لزيادة دخل المواطنين.كما ان ميجاواتي فوضت ايضا بعض كبار وزرائها في القيام بكثير من العمل فيما يتعلق بشرح السياسات للشعب.وعزز ذلك من صورتها كزعيمة عازفة عن الناس. والتزمت ميجاواتي الصمت كثيرا فيما يتعلق بقضايا كبيرة تواجه اضخم دولة اسلامية في العالم من حيث تعداد السكان. وهي لم تقل كلمة واحدة يوم تفقدت الملاهي الليلية في بالي بعد يوم واحد من تفجيرها في عملية اوقعت 202 قتيلا. وحاولت ميجاواتي تبديد هذه الصورة خلال الانتخابات فأخذت تزور المرضى في المستشفيات والتجار في الاسواق. وقبل اشهر قليلة اعتقد كثيرون ان ميجاواتي ستكون هي المرشح الأوفر حظا. الا انها اصطدمت مع يودهويونو بشان طموحاته الانتخابية ما دفعه الى ترك منصبه. ومنذ ذلك الحين وشعبية وزير الامن السابق في صعود بعدما طرح نفسه كقيادة حازمة نظيفة. لجنة المراقبة الدولية برئاسة كارتر اقصى اليمين