هاجمت وزيرة شؤون المغتربين السورية الدكتورة بثينة شعبان في لندن امس السياسات الاميركية والاسرائيلية في الشرق الاوسط، ووجهت انتقاداً خاصاً الى واشنطن لرفضها شجب الهجوم الارهابي الذي وقع أخيراً في دمشق. وقالت شعبان في محاضرة القتها أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية شاتام هاوس بعنوان "الشرق الأوسط: مصدر المشكلة"، ان هذا العمل الارهابي لم يكن الاول الذي يقع ضد سورية، مضيفة: "أجد صعوبة في أن أتفهم أسباب احجام أميركا عن اعتبار ما جرى عملا ارهابياً". وانتقدت ايضاً سياسة الحكومة البريطانية تجاه الشرق الاوسط، موضحة ان لندن تشددت في موقفها ازاء ما تريده من سورية، وقالت ان السياسة البريطانية لا تعبر عن اجماع الآراء داخل الاتحاد الاوروبي بالنسبة الى الشرق الاوسط والعراق. وحضت في هذا المجال على ضرورة قيام أوروبا بدور مهم للعمل على حل شامل للنزاع العربي الاسرائيلي، خصوصاً ان المنطقة مشتعلة الآن. وأكدت ان سورية تواجه التهديدات نفسها التي يواجهها العالم من الارهاب الدولي، مشددة على الحاجة الى تضافر المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب لأن العالم كله معرض للخطر. وتحدثت الوزيرة السورية عن تجاهل الغرب للحقائق الاساسية للنزاع العربي الاسرائيلي الذي هو مصدر المشكلة، وحذرت من مخاطر دعم الادارة الاميركية لسياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وموافقة الرئيس جورج بوش معه على الغاء كامل حقوق الفلسطينيين والاقرار بأن المستوطنات حقيقة واقعة، وكذلك اغفال المبادئ الدولية المستقرة حول حدود عام 1967، علاوة على تجاهل مبادئ مؤتمر مدريد للسلام. ووصفت هذا الموقف الاميركي بأنه "كارثي" بالنسبة الى وجهة نظر العرب، كما شنت هجوما واسعا على مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تعتبره بمثابة "قضية طيبة لكن من خلال نيات سيئة" بالحديث عن الاصلاح. وشددت على ان مفتاح المشاكل في الشرق الاوسط هو النزاع العربي الاسرائيلي وحل القضية الفلسطينية على نحو عادل، لكنها أوضحت ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي لأنه مصدر التوتر في المنطقة "ولن يكون أحد آمناً في المنطقة اذا ما استمر الاحتلال والعنف ضد الفلسطينيين". في المقابل، قالت ان سورية تقوم بعملية اصلاح جادة في مجالات عدة و"لن ننام الى أن تحل المشاكل الاخرى ونسعى ايضاً الى تحسين المناخ السياسي في المنطقة، وليس هناك أحد يعنى بالاصلاح الاقتصادي حالياً أكثر منا". وتطرقت شعبان خلال ردها على اسئلة الحاضرين الى المبادرة العربية للسلام التي اطلقت في قمة بيروت العربية عام 2002 والتي تؤكد استعداد العرب للسلام مع انسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967 واقرار العدالة والشرعية الدولية. وقالت الوزيرة السورية ان اميركا واسرائيل لا تسمحان حتى بالحديث الآن عن هذه المبادرة العربية المشتركة، مؤكدة ان الشخص الرئيسي الذي لا يهتم بالسلام هو شارون. وابدت استعداد سورية للسلام على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية ومبادئ مؤتمر مدريد. وبالنسبة الى العراق، انتقدت الوزيرة السورية بشدة العمليات العسكرية الاميركية ضد الفلوجة وغيرها، قائلة ان السياسة الاميركية تجاه المنطقة "مشوشة ومضطربة" وادت الى زيادة التوتر وأعمال العنف. وعن الأكراد في سورية، قالت انهم مواطنون سوريون، وان دمشق تفخر بأن الطوائف والاثنيات العرقية تتمتع بالمساواة منذ آلاف السنين. وتحدثت كذلك عن السياسات الاسرائيلية في فلسطين التي تؤدي الى الحاق المهانة والإذلال بالفلسطينيين وتدمير منازلهم وقتل أطفالهم ونسائهم واقتلاع اشجار الزيتون أكثر من 200 ألف شجرة وكذلك عمليات الفصل العنصري واغتيال الزعماء الفلسطينيين.