سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارضون في بيروت يتركون الباب مفتوحاً لتوحيد جهودهم بلائحة من دون رئيس لبلدية بيروت ... وسلام يقبل ب "الممكن". نسيب لحود والعونيون يتهمون السلطة بالضغط علىهم وتغيير مرشحين سنة في لائحة الحريري "يكرس مبدأ التشاور"
اخذت المعارك الانتخابية البلدية المنتظرة بعد غد الأحد في جبل لبنان تتفاعل سياسياً بين المعارضة والسلطة. وكان البارز ما اعلن امس على لسان عدد من اركان المعارضة عن توقيفات في المتن الشمالي ما اعاد هذه المنطقة الى الأضواء، وهي التي كانت محط الأنظار في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، نظراً الى انها تشهد تقليدياً مواجهة بين آل المر الموالين لرئيس الجمهورية اميل لحود والمعارضة ممثلة بالنائب نسيب لحود رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" المتحالف مع الرئيس السابق امين الجميل وقوى حزبية في "لقاء قرنة شهوان". وينتظر ان تنعكس هذه التفاعلات مزيداً من التأزم في عدد من المناطق مع العد العكسي لعمليات الاقتراع. لكن جديد الأمس في المنافسات البلدية هو إعلان اللائحة المدعومة من رئيس الحكومة رفيق الحريري في بيروت ولائحة اخرى معارضة له مدعومة من اليسار والعونيين وقوى بيروتية مستقلة. وقالت مصادر سياسية مطلعة ل"الحياة" ان ضم ثلاثة مرشحين جدد من السنّة الى لائحة الحريري، التي تكرّس استبعاد الكتائب منها، خفف من الاحتقان السياسي خصوصاً بين رئيس الحكومة والنائب السابق تمام سلام على رغم ان هؤلاء لا يمثلون الأخير بالضرورة. وذكرت هذه المصادر ان تغيير بعض الأسماء في اللائحة "كرّس مبدأ التشاور من جانب الحريري مع اطراف اخرى ومع الأحزاب الحليفة لدمشق في النشاط الانتخابي، بدلاً من ان يتولى منفرداً تشكيل اللائحة. وإذا كان الاستحقاق البلدي نموذجاً مصغراً عن الاستحقاق الانتخابي النيابي فإنه مؤشر الى ما يفترض ان تكون عليه الانتخابات العامة في العام 2005". انتقد رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب نسيب لحود "عودة السلطة الى ممارساتها المعهودة لدى كل استحقاق، في الضغط على المواطنين والناخبين وإرهابهم من اجل تحريف نتائج الانتخابات لمصلحة اتباعها"، وقال: "بعد نقل الأصوات بالجملة طوال السنتين الماضيتين وخصوصاً الأرمن من خارج المتن إليه ومن داخله بين بلداته وذلك لخلق هندسة انتخابية ملائمة لمرشحي السلطة اقدمت القوى الأمنية ليل اول من امس على توقيف مختار مزهر ومجدوب عقل نهرا بتهمة ملفقة تتعلق بشراء الأصوات". مشيراً الى ان سبب توقيفه هو انه من ابرز المتصدين لعملية نقل النفوس". وحذر لحود السلطة من المضي في هذه الممارسات وطالبها ب"إطلاق نهرا ورفاقه فوراً". وتحدث التيار الوطني الحر التابع للعماد ميشال عون عن "قيام الأجهزة بحملات توقيف طاولت، الى جانب المختار نهرا، اميل بو سابا شقيق المرشح سامي بو سابا على لائحة المعارضة في منطقة بصاليم، إضافة الى سليمان سليمان". وتلقى وزير الداخلية الياس المر اول شكوى في خصوص الانتخابات من لائحة "جونيه الغد" المدعومة من النائبين جورج افرام ومنصور غانم البون، تتهم مدير مصلحة مياه كسروان انطوان فهد بالتدخل في الانتخابات البلدية لمصلحة اللائحة المنافسة وتسخير مقدرات مصلحة المياه في هذا المجال من خلال استغلال وظيفته والقيام بجولات انتخابية على منازل المشتركين في المصلحة فارضاً بالتهديد والإغراء التأييد للائحة انتخابية معينة. وكان المر الذي جال ليل اول من امس على محافظة جبل لبنان لتفقد التدابير الأمنية فيها اكد ان "القانون سيطبق على الجميع" وأن "أبواب الدرك مفتوحة لأي شكوى ضد من يمارس ضغوطاً او تهديدات". وقالت مصادر تعليقاً على اتهام النائب لحود السلطة بالضغط على مناصريه ان الأخير "محرج لأن الأجهزة الأمنية ضبطت بعض انصاره وهم يرشون بعض الناخبين بالمال". وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، انهار التوافق بين "حزب الله" وحركة "امل"، إذ اعلن تحالف "أمل" والنائب السابق صلاح الحركة ورياض رعد لائحة منافسة للائحة تحالف "حزب الله" والنائب باسم السبع في الغبيري. وكان تحالف قوى المعارضة اقام مهرجاناً انتخابياً - شعبياً لدعم لائحته البلدية في منطقة الجديدة - البوشرية - السد لائحة الشباب والتغيير، وطلب العماد ميشال عون في اتصال هاتفي من باريس من المعارضة ان تبقى يداً واحدة لأنها تدافع عن الوطن وليس عن مصالح خاصة. لائحتا بيروت وفي بيروت، ولدت أمس لائحتان للانتخابات البلدية: الأولى مكتملة من 24 عضواً برئاسة الرئيس الحالي للبلدية عبدالمنعم العريس وبرعاية مباشرة من رئيس الحكومة رفيق الحريري، اطلق عليها اسم "وحدة بيروت" ولم تختلف عن اللائحة التي رعاها في الانتخابات السابقة من حيث التركيبة السياسية سوى بخروج ممثل حزب الكتائب منها وسحب "القوات اللبنانية" جعجع ممثلها، بينما حملت الثانية شعار "الكرامة والتغيير" برئاسة خالد الداعوق وضمت 14 عضواً، ما يعني ان الفرصة ما زالت قائمة أمام التعاون مع عضو المجلس البلدي عبدالحميد فاخوري لا سيما ان الاتصالات جارية بين الطرفين وفي حال تعثرها سيكون للأخير موقف يعلنه في حينه. وكادت ولادة اللائحة الأولى تتعثر بعد مفاوضات ماراثونية بين الحريري والأحزاب الخمسة القومي و"حزب الله" والبعث والطاشناق والكتائب لم تصل الى حلحلة بسبب إصرار الأحزاب على تمثيل الكتائب في مقابل تمسك الحريري برفضه. اضافة الى التباين الحاصل حيال تسمية ثلاثة مرشحين من الطائفة السنية من اصل ثمانية. لكن لم يكن للحريري والأحزاب مصلحة في وصول المفاوضات الى طريق مسدود، خصوصاً ان الطرفين راهنا على دور توفيقي لدمشق للوصول الى توافق. وخرج الدخان الأبيض من قريطم بعد منتصف ليل اول من امس، في نهاية اجتماع مطول عقد بين الحريري ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة، أعقبته اجتماعات بين الأول وعدد من قادة الأحزاب الخمسة. الدور السوري وأكدت مصادر المجتمعين ان غزالة لعب دوراً اساسياً في انقاذ الائتلاف على رغم ان بعض خصوم الحريري اعتبروا انه بعيد المنال. وقالت ل"الحياة" ان جميع الأطراف اضطرت في النهاية الى التسليم بالمسعى السوري الذي عمل على تضييق نقاط الخلاف لتحقيق التوازن في المجلس البلدي الذي يتوزع مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وكان هم غزالة قطع الطريق على احتمال حصول خلل في التوازن الطائفي فأبدت الأطراف تجاوباً وأعيد الاعتبار لتمثيل النائب السابق تمام سلام من دون العودة الى نقطة الصفر في اعادة تركيب اللائحة فاستبدل كل من عمار حوري، محمد خير القاضي، احمد مختار خالد بكل من الدكتور حسان حلاق ورياض العلايلي وسعدالدين الوزان، رغبة في إحداث تغيير في التمثيل السني بعد تغيير في مرشحي الطوائف والقوى الأخرى شمل تسعة اعضاء. وأوضحت المصادر ان استطلاعات الرأي اشارت الى وجوب إحداث تغيير يلبي تطلعات الشباب. وكانت الأحزاب عقدت اجتماعاً طارئاً لتقويم الاتصالات واستمعت خلاله الى مداخلة لرئيس حزب الكتائب الوزير كريم بقرادوني شكر فيها تضامن الأحزاب مع تمثيل الحزب، متمنياً الا تجعل من عدم تمثيله عقدة، معلناً انسحابه من المعركة. وقال رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني ان المكتب السياسي للحزب قرر سحب ممثله في المجلس البلدي برنار جرباقة واعتبار ممثلي الاحزاب التي قامت بالمبادرة التوافقية كممثلين للحزب في الانتخابات البلدية. وأشار الى ان هذا القرار جاء "لتجنيب العاصمة معركة انتخابية والحفاظ على التوازن في بيروت بين المسيحيين والمسلمين وداخل الطوائف نفسها"، لافتاً الى ان مبادرة التوافق لقيت تفهماً وتأييداً من الرئيس سليم الحص والنائب السابق تمام سلام لكنها اصطدمت بموقف الرئيس رفيق الحريري الذي كانت له شروط على هذا التوافق. وأضاف ان الحريري وافق على جزء من المبادرة ورفض الجزء المتعلق بتمثيل حزب الكتائب. وقال ان "الاحزاب كانت مستعدة لخوض المعركة الانتخابية الى جانبنا لو أردنا ذلك". والتقت الاحزاب الحريري مؤكدة له استعدادها لدعم الائتلاف ومتمنية لو ان عقدة تمثيل الكتائب حلت من خلال اعطاء دور للأحزاب في ايجاد مخرج بتسمية مرشح غير ممثل الحزب الدكتور برنار جرباقة، يكون مقرباً من الحزب. وشرح الحريري أسباب وضعه فيتو على تمثيل الكتائب، ومنها "عرقلته المشاريع المخصصة لبيروت"، مؤكداً انه مع تعزيز دور الاحزاب وان لا فيتو على نشاطها او إشراكها في الائتلاف وانه مع التنوع في المجلس البلدي. وأكد ممثلو الاحزاب الأربعة ان بقرادوني أبلغهم انسحاب الحزب. وكذلك زار وفد الاحزاب النائب السابق تمام سلام الذي قال ان "هذا التوافق مقبول لكنه ليس الأفضل والأحسن". واعتبر "انه توافق ضمن الممكن". وعن دعمه عبدالحميد فاخوري قال: "أصبحت ملزماً في هذا المسعى الوفاقي وبما ينتج عنه". وأكد سلام دور الحريري ومكانته، وقال "ان مسؤوليته كبيرة في العاصمة". وضمت لائحة "وحدة بيروت" التي اعلنت في نقابة الصحافة 24 عضواً برئاسة رئيس البلدية الحالي عبدالمنعم العريس سني وبينهم 9 جدد من ضمنهم الثلاثة السنة الذين رأى المراقبون في ضمهم للائحة عنصر توافق مع سلام وغيره. كما ضمت ممثلين عن "حزب الله" وحركة "أمل" والاحزاب الأرمنية والتقدمي الاشتراكي اضافة الى انصار الحريري. لائحة المعارضة وعلى صعيد الاتصالات الجارية بين لائحة الداعوق المدعومة من الحزب الشيوعي، والتيار الوطني الحر العماد ميشال عون وحركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم وبين فاخوري، قالت مصادر من الطرفين ان الاجتماعات لم تتوقف وان هناك فرصة لتوحيد المعارضة في لائحة واحدة. وأكد فاخوري ل"الحياة" انه مع توحيد المعارضة شرط ان تعكس تمثيلاً حقيقياً في بيروت. وقال ان الاتصالات ستتكثف بعد اعلان اللائحة المدعومة من الحريري. الا ان مصادر في ندوة العمل الوطني التي ينتمي اليها فاخوري كشفت ل"الحياة" ان هناك عقدة تتعلق بمن يترأس اللائحة في حال تم التوصل الى توافق فالندوة تحبذ اسناد الرئاسة الى فاخوري، مشيرة الى ان لا مشكلة أبداً مع الداعوق بل في اصرار واكيم على ان تبقى الرئاسة من نصيب الداعوق. الا ان مصادر اخرى ذكرت ان المخرج، في حال تقرر خوض المعركة في لائحة واحدة، يكون في اعلانها بلا رئيس وأن يكون لها ناطق رسمي. وضمت اللائحة 14 مرشحاً من أصل 24 عضواً. وقال الداعوق ان "العمل البلدي يؤسس للعمل السياسي لأن مادته المباشرة اقامة التوازن بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة". ودعا الى "وقف استئثار السلطة المركزية بقرار المجلس البلدي المنتخب ووقف تنازل المجالس البلدية عن مسؤولياتها تجاه السلطة وتجاه ادواتها المحظية بدءاً بسوليدير ومروراً بسوكلين". وشدد على تطبيق التنظيم المدني وتحرير الاملاك العامة من التعديات كافة ورسم صيغ تعامل واضحة مع سوليدير تحسيناً لانخراط مشروعها ضمن المدينة حفاظاً على المسؤوليات العامة للبلدية وعلى حقوقها. وفي المواقف من المعركة الانتخابية في جبل لبنان اكد الوزير طلال ارسلان بعد لقائه متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة "ان الانتخابات في الشويفات ستجرى بطريقة ديموقراطية، والمهم هو التوازن في كل مكان بدءاً من بيروت". وقال: "لا يوجد لدينا اي تشنج في شأن ما حصل في الشويفات، لقد حصلت بعض المناوشات البسيطة وقد تجاوزناها". وشدد البطريرك الماروني نصرالله صفير على "ضرورة اجراء الانتخابات في جو من الديموقراطية بعيداً من المناكفات والصراعات والخلافات". ولفت صفير بعد لقائه وزير الاتصالات جان لوي قرداحي على رأس وفد من اعضاء لائحة جبيل الى "ضرورة عمل المجلس البلدي للمنتخبين جميعاً لا ان يكون طرفاً ضد الآخر". وقال: "يجب ان تكون هذه الانتخابات مناسبة للتغيير وتوحيد الناس". ووجه المركز الكاثوليكي للاعلام نداء الى اللبنانيين ذكرهم فيه بروحية الممارسة الانتخابية وأخلاقيتها في ضوء الارشاد الرسولي. ودعا الدولة الى ان "توفر للمواطنين امكان تأدية واجبهم الانتخابي في جو من الحرية والديموقراطية". اقليم الخروب: معارك طاحنة وفي منطقة اقليم الخروب في الشوف، تكاد كل القرى تشهد معارك طاحنة بين الاحزاب والعائلات التي انقسم معظمها بين لائحتين او أكثر. فبلدة برجا التي يبلغ عدد ناخبيها 11 ألفاً، تؤدي الاحزاب في معركتها الانتخابية دوراً بارزاً اذ ينحصر التنافس فيها بين لائحتين مكتملتين ومرشحين منفردين لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد الواحدة. والمعركة الاساسية فيها تدور بين تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً بالنائب علاء الدين ترو، والحزب الشيوعي ممثلاً بأمينه العام خالد حدادة وتيار "المستقبل" التابع لرئيس الحكومة رفيق الحريري من خلال لائحة "التوافق البرجاوي" في مقابل لائحة "الاصلاح والتنمية" برئاسة "الجماعة الاسلامية" التي حققت فوزاً ساحقاً في الانتخابات السابقة. لكن وضعها هذه المرة مختلف، اذ يرد بعض ابناء البلدة فوز "الجماعة" سابقاً الى اسباب عدة ابرزها عدم افادة اهالي البلدة من صندوق المهجرين وتسمية ترو مرشحين من دون التشاور مع معظم العائلات وتأييده قانون الزواج المدني الاختياري. أما هذه المرة فالعائلات منقسمة بين القوى الحزبية وهذا ما يوفر للائحتين شعبية كبيرة خصوصاً انهما تضمان مرشحين فرزتهم عائلاتهم بالتنسيق مع الاحزاب اضافة الى عودة واضحة ل"الشيوعي" الى برجا بعدما انتخب ابنها حدادة اميناً عاماً له. لكن المشكلة التي تواجه "التوافق البرجاوي" عدم اتفاق الحلفاء على تسمية الرئيس فتركوا الامر الى ما بعد الانتخابات بينما بقي في لائحة الجماعة الرئيس الحالي سلام سعد رئيساً. ويتوقع معظم ابناء البلدة حصول خروق كثيرة اذ يرجحون ان يؤدي المثقفون دور "بيضة القبان". أما بلدة شحيم، فالتحالفات فيها متناقضة تماماً، اذ يتحالف "التقدمي" و"المستقبل" ممثلاً بالنائب محمد الحجار و"الجماعة" في مواجهة لائحة من القوى السياسية. لكن دور الاحزاب في شحيم اقل شأناً من دور العائلات التي انقسمت في ما بينها كثيراً، خصوصاً انها حاولت فرز مرشحيها الى اللائحة الاساسية لكن من لم يقع الاختيار عليه من ابنائها ذهب الى اللائحة الاخرى او بقي منفرداً حتى بلغ عدد المرشحين المنفردين 46 بينهم 14 من عائلة واحدة. وهذا ما أدى الى عدم اعلان لوائح. وهذا ما ينسحب على معظم القرى وخصوصاً المختلطة ومنها الجية وجون حيث لا تزال المفاوضات قائمة حتى اللحظة بين القوى المسيحية والاسلامية ومنها "حزب الله" و"حركة أمل" على تشكيل لوائح متنافسة.