كان أحمد الجلبي المنفي المفضل لدى وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون قبل الحرب على العراق الأكثر حماسة لادعاءات ادارة الرئيس جورج بوش بأن صدام حسين يجلس على كمية هائلة من اسلحة غير تقليدية، كما ان الكثير من المقربين من وزير الدفاع رأوه القائد المستقبلي للعراق: وبعد مرور عام أصبح الجلبي مشكلة بالنسبة الى البيت الأبيض ينتقد بوش بقساوة، وينتقد الأممالمتحدة. وأعلن الجلبي بكل وضوح رفضه دور المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي الذي يثني عليه بوش. وقال الجلبي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأحد الماضي: "الابراهيمي جزائري مع اجندة قومية" عربية". وأضاف: "انه شخصية مثيرة للجدال في العراق". وتابع ان على المبعوث الخاص أن يكون "حساساً أكثر للوقائع العراقية". وكان الجلبي أثار حفيظة عدد من القادة العسكريين الأميركيين، بمن فيهم الجنرال جون أبي زيد، لتصديه القوي لتخفيف سياسة استئصال البعثيين. ويبدو تبديل رأي الادارة بالجلبي مهماً لأنه كان دوماً يسبب الخلاف داخل الادارة. وكان المسؤولون في وزارة الخارجية منزعجين منه قبل الحرب وفضلوا عدم تسليمه حملة استئصال البعثيين. ويرى منتقدو الجلبي، خصوصاً وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" انه انتهازي يفتقد قاعدة سياسية في العراق بعد سنوات غربته الطويلة. وما زال مسؤولون رفيعو المستوى في "البنتاغون" مثل الوزير دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفوفتز يساندونه اما في الحكومة الجديدة أو في حكومة منتخبة مستقبلاً. ولكن مسؤولاً في الدفاع نفى أول من أمس أي تأييد للجلبي أو أي سياسي عراقي آخر، قائلاً ان ذلك الآن مسؤولية الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر والابراهيمي. وأضاف ان وزارة الدفاع تدرس استمرارها في دفع 340 ألف دولار شهرياً لحزب الجلبي "المؤتمر الوطني العراقي". وقال وزير الخارجية كولن باول أول من أمس رداً على سؤال عن محاولة الادارة الأميركية إبعاد الجلبي من الحكومة الجديدة، ان المحادثات مع الابراهيمي مازالت جارية ومن المبكر التكهن بتشكيلة الحكومة الجديدة.