سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال رئيس الأركان العراقي وأزمة باريس - واشنطن الى محطة جديدة . حل وسط لمأزق العقوبات وتمسك باستئصال البعثيين وموسكو تلوح مجدداً بورقة العقود والديون
في محاولة لكسب التأييد الفرنسي والروسي لمشروع القرار الاميركي في مجلس الامن، أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في رومانيا امس ان واشنطن مستعدة للبحث في فكرة "تعليق العقوبات" المفروضة على العراق والتي تؤيدها باريسوموسكو "بدلاً من رفعها كلياً". واعلن المستشار الالماني غيرهارد شرودر في حديث الى شبكة التلفزيون الالماني "اي ار دي" امس تأييده رفع العقوبات "في اسرع وقت ممكن". راجع ص 3 و4 وربطت موسكو بين تصويتها لمصلحة القرار وتسوية ديونها المستحقة على العراق، والحفاظ على العقود التي وقعتها مع النظام العراقي السابق. واعلن المندوب الفرنسي لدى مجلس الامن ان من المبكر اتخاذ قرار لمصلحة المشروع الاميركي او ضده، فيما عاد التوتر ليخيّم على العلاقات بين باريسوواشنطن بعدما قدمت فرنسا شكوى الى الكونغرس ضد مروجي "الاخبار الملفقة" عنها في وسائل الاعلام الاميركي، متهمة صقور ادارة الرئيس جورج بوش بأنهم وراء هذه الحملة. وفيما اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان البنتاغون يدرس حجم القوات التي يحتاجها للحفاظ على الامن في العراق، اكد الحاكم الاداري بول بريمر في بغداد انه سيسعى الى "استئصال البعثيين" من الادارات والوظائف العامة. واعلن في بغداد اعتقال رئيس الاركان السابق ابراهيم عبدالستار محمد التكريتي، الوارد اسمه على لائحة المطلوبين ال55 من رموز النظام العراقي السابق. واعربت الاممالمتحدة عن مخاوفها من اضاعة الادلة على انتهاكات النظام السابق لحقوق الانسان اذا لم تتخذ اجراءات فورية لصونها، خصوصاً المقابر الجماعية، وطالبت بالسماح لخبراء دوليين بدخول المواقع. وقال باول للصحافيين في الطائرة التي اقلته الى برلين: "نسعى الى رفع العقوبات" المفروضة على العراق، معتبراً ان هذا الهدف "قابل للتحقيق" لكنه اشار الى ان واشنطن تريد اجماع الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن على هذا الامر. واضاف: "نريد الحصول على قرار بغالبية 15 صوتاً مقابل صفر كما فعلنا بالنسبة الى القرار 1441" لنزع اسلحة العراق. ويختلف تصريح باول الى حد ما عما قاله في صوفيا، حيث اعلن ان الولاياتالمتحدة مستعدة للبحث في "تعليق العقوبات" و"ان كانت ترغب في رفعها نهائياً". وزاد ان "فكرة تعليق العقوبات بدلاً من رفعها اقترحها عدد من اعضاء مجلس الامن". وكان مسؤول اميركي بارز في وزارة الخارجية طلب عدم كشف اسمه قال ان "هدف باول هو تفهم قلق الالمان قدر الامكان". وأضاف: "سيكون هناك جهد واضح جداً للتحدث ايضاً عن مسائل تتعلق بالعراق"، خصوصاً "المشروع الاميركي لتشكيل قوة استقرار ودور الحلف الاطلسي". وفي موسكو، صرح نائب وزير الخارجية جورجي ماميدوف امس بأن روسيا تسعى الى ضمانات لاحترام مصالحها في الثروة النفطية العراقية والحصول على ديونها الضخمة المترتبة على العراق. وزاد ان العقود الروسية لشراء النفط العراقي والديون الروسية على العراق والمقدرة ب8 بلايين دولار، كانت الموضوع الرئيسي للمحادثات بين باول والمسؤولين الروس. واضاف: "بحثنا في مسألة الديون والعقود، وهذه مسألة قانونية وليست ايديولوجية". ونبّه الى ان مصير مشروع القرار الاميركي يعتمد عليها. وكان باول اقر عقب محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره ايغور ايفانوف بأنه لا تزال هناك "قضايا عالقة" بين الجانبين، بما فيها اصرار موسكو على السماح بعودة المفتشين الى العراق، للتأكد من خلوه من اسلحة الدمار الشامل قبل رفع العقوبات. لكنه اعرب عن تفاؤله بالتوصل الى تسوية، وقال انه يسعى الى "تخفيف مخاوف" روسيا. وفي بغداد أعلن الحاكم المدني الاميركي بول بريمر امس في اول مؤتمر صحافي له انه "سيتم استئصال البعث والبعثيين" من العراق. وقال: "نحن مصممون على ألا يعود البعثيون او الصداميون الى العراق". وكانت القوات الاميركية اعلنت انها لا تمانع في عودة بعض البعثيين الى وظائفهم اذا لم يكونوا متورطين بأعمال اجرامية، واذا كان هناك قبول شعبي لهم، لكن التنظيمات العراقية لم تخف امتعاضها من هذا "التساهل". وقال بريمر ان "البعثيين الذين يستغلون سلطتهم لقمع الشعب العراقي سيسحبون من الادارة"، وأقر بوجود "مشكلة كبيرة" هي تأمين الخدمات الاساسية.