وصل كبار المستشارين المدنيين والعسكريين الأمريكيين لشؤون العراق أمس الاحد الى الدوحة المحطة الاولى من جولة في المنطقة ستتركز على خطة اعادة الاعمار واحلال الديموقراطية في العراق بعد الحرب. فقد وصل رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز برفقة بول بريمر الحاكم المدني الاعلى في العراق المعين حديثا. وقال مايرز للصحفيين على متن الطائرة التي اقلته الى قطر انه سيتم خفض حجم الجيش العراقي عما كان عليه في عهد نظام صدام حسين الا ان عدده سيكون كافيا للدفاع عن البلاد من الاخطار الخارجية. واضاف مايرز الذي كان يتحدث على متن طائرة الشحن "اير فورس سي-17" التي اقلته من واشنطن الى قطر، ان الحرس الجمهوري وغيره من الوحدات الخاصة التي كانت لها علاقة وثيقة مع حزب البعث لن يكون له دور في العراق بعد الحرب مضيفا ان تلك الوحدات "ستختفي". واشار الى ان بعض عناصر الجيش العراقي النظامي الذين قاتلوا قوات التحالف قد ينضمون الى الجيش الجديد. وتابع ان قسما من سلاح الجو العراقي الذي نجا من الحرب سيعاد تشكيله مشيرا من جهة اخرى الى ان البلاد بحاجة الى خفرسواحل للقيام بدوريات في المياه الاقليمية. وسيتلقي مايرز في قطر مع المسؤولين القطريين وسيقوم بتحية القوات الامريكية المتواجدة هناك. ويعمل مايرز كبيرا للمستشارين العسكريين للرئيس الامريكي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد غير انه ليس عضوا في القيادة التي تتولى القيام بعمليات عسكرية. وسيتولى بريمر، الذي كان مسؤولا سابقا في وزارة الخارجية الامريكية وخبيرا في شؤون الارهاب، منصب الحاكم المدني الاعلى في العراق وهو منصب اعلى من الذي يتولاه الجنرال المتقاعد جاي جارنر الذي كان اعلى مسؤول مدني امريكي في العراق حتى الان ليبدأ مهمة تبدو صعبة وطويلة تتركز على الاشراف على اعادة اعمار العراق وبناء نظام ديموقراطي. وبعد الدوحة سيتوجه بريمر الى الكويتوالعراق. وبعد شهر من سقوط نظام صدام وصل بريمر(61عاما) الى المنطقة ليكون "الحاكم" الحقيقي الجديد للعراق. واكد البيت الابيض ان هذا الدبلوماسي السابق المتخصص بمكافحة الارهاب والازمات وتربطه علاقات صداقة متينة مع الجمهوريين سيكون "المبعوث الخاص لقوات التحالف بالعراق". واوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) كريس ايسليب ان بريمر "سيكون على رأس القيادة" في العراق، وفي منصب اعلى من جاي جارنر رئيس مكتب اعادة الاعمار والمساعدة الانسانية في العراق . وقالت الادارة الأمريكية ان بريمر سيشرف ايضا على عمل المبعوث الخاص لبوش لافغانستان والعراق زلماي خليل زاد الذي سيبقى مكلفا الاتصالات مع العراقيين المرشحين لتشكيل حكومة بعد انتهاء مدة الادارة المؤقتة. ولخص البيت الابيض مهام بريمر عند اعلان تعيينه الثلاثاء بالقول انه "سيشرف بصفته موفدا رئاسيا على جهود اعادة الاعمار التي تقوم بها قوات التحالف والعملية التي تهدف الى السماح للشعب العراقي ببناء المؤسسات والهيئات الحكومية التي ستتولى قيادته في المستقبل". وبتعيينها رجلا امضى الجزء الاكبر من حياته المهنية في العمل الدبلوماسي تعترف واشنطن بان وجود مدني بدلا من ضابط سابق سيلقى قبولا اكبر من قبل العراقيين والدول التي يمكنها تقديم المساعدة في عملية اعادة اعمار العراق. وقد اعترف رامسفيلد الجمعة بان عملية اعادة اعمار العراق واحلال الحرية ستكون صعبة. واضاف "نحتاج الى الوقت والصبر عملية الانتقال من نظام الاستبداد والقمع الى نظام اكثر حرية بالغة الصعوبة". وتابع ان الولاياتالمتحدة مستعدة للبقاء اكثر من عام في العراق"والابقاء على قوات فيه طالما احتاج الامر الى ذلك لاقامة وسط آمن".