عقد أمس وزيرا الخارجية الفرنسي ميرشيل بارنيي والألماني يوشكا فيشر اجتماعاً مع مبعوث الاممالمتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي في فندق بريستول الباريسي. وكشفت مصادر فرنسية مطلعة للحياة ان الاجتماع كان جلسة اسئلة من الوزيرين عن تصور الابراهيمي للأوضاع في العراق. وقال مصدر مطلع على الاجتماع ان الوزيرين لاحظا تحفظاً في موقف الابراهيمي نتيجة حساسية الوضع، وانه سيأخذ كل الوقت الذي يراه مناسباً لتقديم تقريره الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان. ولم تكشف المصادر فحوى ما قاله الابراهيمي للوزيرين، لكن مصادر فرنسية مطلعة على موقف باريس أوضحت ان هناك مخاوف فرنسية من ان تستخدم الادارة الاميركية الاممالمتحدة ومبعوثها الى العراق لتغطية بقائها في العراق بعد 30 حزيران يونيو المقبل، موعد نقل السلطة. وأوضحت المصادر انه على رغم تقدير فرنسا الابراهيمي ومهمته، الا انها تتخوف من الضغوط الاميركية التي تمارس على الاممالمتحدة وانان ومبعوثه الى العراق. وتابعت ان فرنسا امام معضلة تتمثل في انها تتمنى أن تتولى المنظمة الدولية المسار الانتقالي السياسي في العراق، لكنها في الوقت ذاته لا تريد ان يكون دور المنظمة تغطية لسيناريو كتبه آخرون. وترى المصادر انه على رغم تدهور الاوضاع الامنية في العراق والكوارث التي يشهدها البلد يومياً فإن الانطباع الفرنسي هو ان الولاياتالمتحدة لم تتخذ قرار تسليم المسار الانتقالي الى الاممالمتحدة. وتقول المصادر ان فرنسا تواجه مفارقة إذ انها والولاياتالمتحدة تضعان الابراهيمي في الخط الأمامي كي يبحث عن مسار وحل سياسي، لكن فرنسا لا تعرف بوضوح هل توافق الادارة الاميركية على دور أساسي للامم المتحدة وعودة سيادة فعلية وحقيقية للعراق، لذلك أبدت فرنسا حذراً شديداً إزاء الضغوط الاميركية المكثفة على الاممالمتحدة. وتوقعت مصادر مطلعة ان يبقى الابراهيمي في أوروبا حتى نهاية الاسبوع، على ان يعود مجدداً الى فرنسا. وترى باريس ان الأهم الآن هو معرفة كيف ستعين الحكومة العراقية التي ستتسلم السيادة في العراق نهاية 30 حزيران، في حين ان الكل يتعلق بهذا التاريخ كي تكون هناك قطيعة مع الاحتلال. لكنها تعلم انه لن تكون قطيعة فعلية في الواقع، لذلك ترى صعوبة الوضع. وتعتبر المصادر ان ليس هناك تناقض بين طرح الابراهيمي في شأن مؤتمر وطني وطرح فرنسا لمؤتمر وطني. وتتابع ان فرنسا طرحت عقد مؤتمر دولي ثم طورت الفكرة الى طرح مؤتمر دولي قبل 30 حزيران من أجل مساعدة الابراهيمي والأممالمتحدة في الاسراع وتنظيم المرحلة الانتقالية في شكل جيد. وبات الموقف الفرنسي يعطي الاولوية لتنظيم مؤتمر وطني باشراف الأممالمتحدة على غرار ما حصل في افغانستان لاعطاء شرعية اكبر وتمثيل أوسع للحكومة العراقية الجديدة، خصوصاً ان الابراهيمي كانت له خبرة في افغانستان. لكن المصادر الفرنسية تعتبر أن مهمة الابراهيمي في العراق كان لها هدف محدود هو تحديد الظروف التي يمكن تشكيل حكومة انتقالية في اطارها. واعتبرت المصادر ان مهمته لم تكن متعلقة بتحديد دور الاممالمتحدة لما بعد 30 حزيران.