أوضح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان امس ان البعثة التي قرر ارسالها الى العراق ستعمل مع العراقيين للتأكد اذا كانت الانتخابات ممكنة في البلاد، والبدائل في حال تبين انها غير ممكنة. جاء ذلك رداً على سؤال ل"الحياة" خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده انان مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك اثر لقائهما على غداء عمل في قصر الاليزيه. وتمنى انان ان تتسنى للبعثة فرصة للقاء اكبر عدد من العراقيين والتحدث اليهم، وان يساهم وجود هذه البعثة وجهودها في مساعدة العراقيين على التوصل الى اتفاق لتسريع تسلمهم السلطة. وعبر عن قناعته بأن توصل العراقيين الى مثل هذا الاتفاق سيرسي مساراً شرعياً تكون نتائجه مقبولة من الجميع، محذراً من ان عكس ذلك "يعني ان مخاطر الصراع والانقسامات ستستمر". وقال شيراك، من جهته، ان انان لن يرسل حالياً مبعوثاً خاصاً الى العراق، أما إذا اتخذ مثل هذا القرار فسيكون موضع تأييد فرنسي. وذكرت مصادر الرئاسة الفرنسية انه لن يكون لباريس أي دور عسكري أو سواه في العراق، طالما لم يحن موعد انسحاب قوات التحالف واستعادة العراقيين سيادتهم في 30 حزيران يونيو المقبل. وناقش انان مع شيراك الوضع العراقي وموضوع تعيين الأخضر الابراهيمي مبعوثاً خاصاً له، وموضوع البعثة التقنية التي ستتوجه الى العراق فور توفر الظروف الأمنية. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الادارة الاميركية حاولت اقناع انان بتعيين الابراهيمي مبعوثاً خاصاً له وارساله الى العراق، املاً بزج المنظمة الدولية في المرحلة الحالية، لكن الأمين العام لم يستجب هذه الرغبة. وقالت انه فضل ارسال بعثة لدراسة الوضع على الأرض وبحث امكان تنظيم انتخابات. واضافت ان الادارة الاميركية عادت وطلبت من انان ان يتولى الابراهيمي رئاسة البعثة الفنية، لكن الأخير وايضاً الأمين العام فضلا الاكتفاء أولاً بالبعثة الفنية، ومن ثم اتخاذ القرار الملائم. الى ذلك أ ف ب، اعرب الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي أية الله علي السيستاني عن أمله بأن لا تمارس ضغوط على البعثة الدولية التي ستزور العراق لدرس امكان اجراء انتخابات لاختيار جمعية وطنية انتقالية. وقال الكربلائي: "نأمل بأن تكون هذه اللجنة غير خاضعة للتأثيرات الخارجية والضغوط التي ربما تمارس عليها من بعض الجهات التي لا تتماشى هذه الآلية مع طموحاتها ومصالحها". وأضاف انه "لا بد ان تعكس هذه اللجنة الواقع والمرجو من الاممالمتحدة في ان تكون منظمة حيادية تقف الى جانب الشعوب لتقرير مصيرها". وتابع: "نأمل من هذه اللجنة بأن تكون لها الرغبة الجادة والصادقة في الوقوف الى جانب الشعب العراقي للخروج من أزمته، بعدما اصبح واضحاً لاميركا وللعالم أن ارادة الشعب واختياره مع ما اختارته المرجعية الدينية بالاعتماد على الانتخابات في تحديد المستقبل السياسي للعراق". ودعا المسؤول الشيعي الى ان "يكون هناك تقويم موضوعي للنتائج التي تصل اليها اللجنة في تقويم الحقائق داخل العراق"، مشيراً الى ان "المعطيات التي توصلت اليها المرجعية الدينية من خلال دراسة تقارير الخبراء تؤكد امكان اجراء هذه الانتخابات". ورأى الكربلائي انه "في حال توصلت هذه اللجنة الى استحالة اجراء الانتخابات فإن المرجعية الدينية ستطالب ببديل عن مبدأ التعيين لأن هناك بدائل عدة قريبة من الانتخابات من أجل ان يتوافر الغطاء الشرعي للقيادة السياسية المقبلة للعراق".