أعلن مجلس الحكم الانتقالي العراقي انه سيطلب من مجلس الأمن التصويت على قرار في شأن نقل السلطة الذي اتفق عليه السبت مع قوات التحالف. وأعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان أن المنظمة الدولية تدرس "بعناية فائقة" هذا الاتفاق قبل تقرير ما اذا كان في امكانها القيام بدور في تنفيذه. وفيما أكدت واشنطن انها تريد دوراً للامم المتحدة في مشروع نقل السلطة في العراق، أشار أنان الى انه يستعد لدور سياسي جديد محتمل للامم المتحدة في العراق، علماً أن الاتفاق لم يشر الى أي دور للمنظمة الدولية، وكشف انه سيعين قريباً مبعوثاً خاصاً له هناك. أعلن مجلس الحكم الانتقالي العراقي انه سيطلب من مجلس الأمن التصويت على قرار في شأن نقل السلطة الذي اتفق عليه السبت مع الحاكم المدني الأميركي بول بريمر. وقال محمود علي عثمان عضو مجلس الحكم: "سنبعث برسالة الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة كوفي انان لنطلب التصويت على قرار جديد في مجلس الامن يدعم الاتفاق ويؤيد روزنامة" نقل السلطات. وينص الاتفاق على تشكيل "جمعية وطنية انتقالية" ينتخبها 18 مجلساً محليا قبل نهاية أيار مايو، وتشكل الجمعية حكومة انتقالية قبل نهاية حزيران يونيو 2004، وتحل في التاريخ نفسه سلطة التحالف الموقتة ومجلس الحكم الانتقالي، على ان تجري انتخابات عامة قبل منتصف 2005. ويضع المجلس المنتخب مشروع دستور يطرح على الاستفتاء العام. لكن الاتفاق لم يشر الى اي دور خاص للامم المتحدة. وصرح انان الاثنين بأن الاممالمتحدة تدرس "بعناية فائقة" هذا الاتفاق قبل تقرير ما اذا كان في امكانها القيام بدور في تنفيذه. وأشار الى انه يستعد لدور سياسي جديد محتمل للامم المتحدة في العراق. وكشف انه سيعين قريباً مبعوثاً خاصاً له هناك. وأضاف انه لم يتخذ قراراً بعد في شأن اعادة ارسال طاقم سياسي من الاممالمتحدة مرة ثانية الى العراق بعد تفجير مقر المنظمة الدولية في بغداد، على رغم المحادثات التي جرت مطلع الاسبوع مع القادة العراقيين ووزير الخارجية الاميركي كولن باول. وكان انان سحب موظفي الاممالمتحدة من بغداد بعد التفجير الذي استهدف مقرها في العاصمة العراقية في 19 آب اغسطس واسفر عن مقتل 22، بينهم مبعوثه الخاص سيرجيو فييرا دي ميلو. وقال انه سيعين خلفا له "في مستقبل قريب". وقال انان للصحافيين، لدى عودته الى نيويورك عقب جولة استغرقت عشرة ايام في اميركا اللاتينية "نحن نمعن النظر في عملياتنا، وما يمكننا القيام به خارج العراق، واي نوع من العمليات عبر الحدود يمكننا القيام به، والظروف التي تسمح لنا وكيف نعمل داخل العراق". وأضاف انه تحدث مطلع الاسبوع مع كل من السير جيريمي غرينستوك المبعوث البريطاني الخاص الى العراق اضافة الى رئيس مجلس الحكم العراقي لهذا الشهر جلال طالباني. واشار الى ان طالباني ابلغه أن مجلس الحكم "سيحتاج مساعدة الاممالمتحدة ومشورتها في تطبيق القرارات الجديدة التي اتخذت"، وان وزير الخارجية الاميركي توقع دورا مهما للامم المتحدة. واضاف انان "اشرنا دائما الى اننا مستعدون لان نلعب دورنا لكن يتعين ان يكون الوضع الامني مواتياً. واذا تحسن الموقف سنكون مستعدين للرجوع. لكن لسنا بحاجة لان نكون في العراق مئة في المئة لنبذل ما في وسعنا او نقدم المساعدة. ولذلك نحن ننظر الى ما نستطيع القيام به من الخارج وعبر الحدود وفي نهاية المطاف ما نستطيع القيام به في الداخل". ومنذ ان اعلنت الولاياتالمتحدة ومجلس الحكم الاسبوع الماضي رغبتهما في تشكيل حكومة عراقية موقتة في حزيران المقبل يتعرض انان لضغوط كي تتولى المنظمة الدولية مهمة سياسية في العراق. وتوالت النداءات المطالبة بعودة الاممالمتحدة الى العراق في الايام الماضية بدءاً من وزير الخارجية الاميركي والرئيس الايطالي كارلو ازيليو شيامبي، ومن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان. وقال باول: "اجريت اتصالاً بالامين العام كوفي انان لمناقشة الدور الذي تستطيع الاممالمتحدة الاضطلاع به ولنطلب منها تعيين مندوب جديد للعراق". واضاف "نريد للامم المتحدة ان تلعب دوراً. وذلك جزء من خطتنا". وبحث نائب مستشارة الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي أول من أمس قضية العراق بالتفصيل مع انان ومسؤولين آخرين بالاممالمتحدة اضافة الى عدد من السفراء البارزين بمجلس الامن. وقال مسؤول في الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية ربما تتعاون في تنظيم مؤتمر يعقد خارج العراق على غرار ما حدث في بون بالنسبة الى افغانستان قبل عامين لاختيار حكومة موقتة واضفاء الشرعية الدولية عليها. واشار المسؤول الى ان المرجع الشيعي الكبير آية الله على السيستاني رفض التحدث مع المسؤولين الاميركيين الا انه تحدث بالفعل مع دي ميلو بوصفه مبعوثاً للامم المتحدة. ورحب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بالخطة الاميركية للاسراع بنقل السلطة الى العراقيين، ووصفها بأنها "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح". واضاف بعد محادثات في واشنطن مع نظيره الاميركي: "ما يمكننا القيام به لايجاد تحرك ايجابي وتعزيز الشرعية لهذه العملية الخاصة بنقل السيادة يجب ان نفعله". ويظهر رد فعل فيشر تباعدا في ما يبدو عن الموقف الفرنسي بخصوص الجدول الزمني لنقل السلطة، اذ اعتبر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان الجدول الحالي "بطيء للغاية ومتأخر جداً". ورداً على سؤال عما اذا كان لالمانيا والولاياتالمتحدة موقف مشترك من الاقتراح الفرنسي بنقل السلطة بشكل اسرع للعراقيين، قال فيشر انه ليس وسيطا لحساب فرنسا.