أحكم الجيش الاميركي أمس سيطرته على الكوت جنوببغداد، فيما أعلن "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقفاً لاطلاق النار لمدة ثلاثة ايام بمناسبة "زيارة الاربعين". أعلن الشيخ حمزة الطائي قائد قوات "جيش المهدي" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس وقفاً لاطلاق النار من جانب قواته ضد القوات البولندية والبلغارية المتمركزة في المدينة لمدة ثلاثة ايام "لتوفير الأجواء الأمنية للزوار بمناسبة زيارة الاربعين". وقال الطائي في كربلاء 110 كلم جنوببغداد : "نعلن وقف العمليات العسكرية ضد القوات البولندية والبلغارية المتمركزة في كربلاء حتى انتهاء زيارة الاربعين ... بناء على المناشدات من الجهات الدينية والسياسية في كربلاء ونتيجة لتواصل توافد آلاف الزائرين الى المحافظة لتوفير الاجواء الامنية لهم". وأوضح ان "هذا الوقف يأتي ايضا من اجل افساح المجال امام الحل السياسي والوساطات بيننا وبين قوات الاحتلال وتنفيذ مطالبنا القاضية بانسحاب قوات الاحتلال خارج مدينة كربلاء ووضع قوات الشرطة تحت تصرف الحوزة الدينية". وأضاف الطائي ان "وقف العمليات العسكرية سيبقى سارياً شرط الا تدخل القوات المحتلة الى شوارع مدينة كربلاء وقرب العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وكذلك قرب الجماعات المسلحة التي توزعت في مدخل طرق كربلاء للحفاظ على امن الزائرين وسلامتهم". وكانت سلطة "التحالف" أعربت عن خشيتها من ان يغتنم الاردني ابو مصعب الزرقاوي، الذي يشتبه الاميركيون بأنه يقف وراء الاعتداءات في العراق، فرصة توافد الزوار على العتبات الشيعية في كربلاء لارتكاب اعتداءات. وصرح دان سينور الناطق باسم "التحالف" في مؤتمر صحافي "ان الاحداث التي ستجري خلال الايام المقبلة مع مناسبة اربعينية الحسين قد تتيح فرصة جيدة للزرقاوي نظراً الى سوابقه واستراتيجيته". ودعا الى اخذ تصريحات السفير بول بريمر الذي حذر من خطر اعتداءات بهذه المناسبة الشيعية "على محمل الجد". وكان بريمر أصدر بياناً الجمعة دعا فيه "كل الاطراف الى اليقظة والانتباه خلال الاربعينية". وأسفر هجومان الشهر الماضي في بغداد وكربلاء أثناء الاحتفال بذكرى عاشوراء عن مقتل 171 شيعياً. واتهمت واشنطن الزرقاوي بتدبير الهجومين في محاولة لاشعال حرب أهلية. وانحسرت اعداد زوار العتبات المقدسة في كل من كربلاء والنجف في ذكرى اربعينية الامام الحسين التي تصادف اليوم الأحد اذ فضل معظم الزوار مغادرة المدينتين المقدستين بعد اداء الزيارة تحسباً من وقوع عمليات تفجير. وتقول سلطات التحالف" ان نحو مليون من الزوار الشيعة موجودون الآن في كربلاء وحولها للمشاركة في هذه المناسبة، لكن شوارع المدينة لا تشهد حتى الآن تجمعات ضخمة. وكان يتوقع تجمع حوالى 3 أو 4 ملايين شخص في كربلاء بهذه المناسبة. وأحكم الجيش الاميركي أمس سيطرته على الكوت 180 كيلومترا جنوببغداد حيث اعلن مصدر طبي مقتل سبعة عراقيين في عمليات قصف شنتها الطائرات الاميركية على المدينة ليل الجمعة - السبت. واتخذت القوات الاميركية من مبنى مديرية شرطة الكوت في وسط المدينة مقراً لها، كما وضعت جنودها في مقرات الشرطة ومبنى دائرة البريد والاتصالات ومبنى المحافظة، ووضعت اسلاكا شائكة وحواجز ترابية حولها. وقصفت المقاتلات الاميركية ليل الجمعة - السبت عدداً من المواقع حول المدينة وخصوصا منطقة دور المعلمين. وقال الطبيب قادر فاضل عرار مدير مستشفى العباس الكوت سابقاً ان "القصف ادى الى مقتل سبعة عراقيين مدنيين وجرح ستة آخرين بينهم نساء واطفال". واضاف ان "الحصيلة النهائية بلغت 16 قتيلاً و26 جريحاً منذ بدء المواجهات قبل اربعة ايام" بين انصار الزعيم مقتدى الصدر والقوات الاميركية. وقال مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن اسمه ان "القوات الاميركية اعتقلت بعد دخولها مدينة الكوت عدداً من عناصر الشرطة لتلكؤها في اداء الواجبات المناطة بها في المدينة للتحقيق معهم". إلى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الهولندية أمس ان وحدتها في العراق اعتقلت ليل الخميس - الجمعة اربعة مسلحين كانوا داخل سيارة قرب معسكر تابع لهذه الوحدة الهولندية في محافظة المثنى جنوب.