تظاهر آلاف من الشيعة قبل صلاة الجمعة في بغداد أمس، منددين بالدستور الموقت الذي أقره مجلس الحكم. وشبّه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر هذا الدستور ب"وعد بلفور الذي باع فلسطين"، وقال: "نحن في طريقنا الى بيع العراق". كما شكك أحد ممثلي المرجع الشيعي آية علي السيستاني بشرعية الدستور الموقت معتبراً انه "مهزلة تاريخية" راجع ص 2 و3. وفيما أحاط المسلحون الشيعة والسنة بالمساجد لحماية المصلين في أجواء احتقان سياسي قال الناطق باسم "الحزب الاسلامي" ان "هناك أطرافاً عمدت الى اغتيال أئمة من أهل السنة، عقب مجزرتي بغداد وكربلاء لاستدراج الطائفة الى صدام مع الشيعة". وأعلن أحد أئمة الشيعة في كربلاء أن تدخل القوات البلغارية أضاع فرصة على الشرطة العراقية لاعتقال "أبي مصعب الزرقاوي"، الذي تعتقد واشنطن انه قيادي بارز في تنظيم "القاعدة". الى ذلك رفضت تركيا التوقيع على اتفاق عدم اعتداء مع العراق عرضه عليها المبعوث الاميركي رون نيومان، مشددة على أن العلاقات بين أنقرةوبغداد يجب أن تضمنها اتفاقات اقتصادية وسياسية. وجدد مقتدى الصدر انتقاده قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي وقعه مجلس الحكم بالاجماع الاثنين الماضي، على رغم تحفظات 12 عضواً شيعياً عنه. وشبّه في خطبة الجمعة أمس امام آلاف المصلين في مسجد الكوفة 150 كلم جنوببغداد ب"وعد بلفور الذي باع فلسطين. ونحن في طريقنا لبيع العراق والاسلام"، واصفاً ذلك بأنه "علامة سيئة". وفي النجف، قال الشيخ صدر الدين القبانجي ممثل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية خلال خطبة الجمعة: "هناك نقاط ضعف في قانون ادارة الدولة اهمها قضية الشرعية. فمن اين يستمد هذا القانون شرعيته لأنه لم يتم التصويت عليه لا من الجمهور ولا من الفقهاء. وهذا ما شددت عليه المرجعية الدينية؟". واوضح ان "بعضهم يحاول ان يفرض رأياً معيناً ويشكل هذا القانون نقطة تحول، اذ ينص على عدم جواز تعديل مواده في اي حال من الاحوال. وهذا مكمن الخطر". واعتبر ان "قيام ثلاث محافظات بإلغاء أصوات الغالبية يهدد وحدة البلاد". وتساءل: "كيف يستطيع مليون ناخب امتلاك حق النقض على 14 مليون شخص؟"، مشيراً الى ان "هذا الأمر لا ترضى به المرجعية الدينية". واكد احمد الصافي ممثل آية الله السيستاني في كربلاء خلال صلاة الجمعة ان "قانون ادارة الدولة ليس بقانون، بل مهزلة تاريخية ومأساة خطيرة". وخاطب اعضاء مجلس الحكم: "كفاكم ضحكاً على الذقون، وكفاكم تجاهلاً لمصالح هذا الشعب من اجل مصالح دنيوية". وأضاف ان "الشعب العراقي يقف اليوم وقفة تختلف عن السابق. انه يزن الامور بميزان العدل". وكان آلاف الشيعة تجمعوا قبل صلاة الجمعة في ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية للتعبير عن رفضهم قانون ادارة الدولة، مطلقين شعارات تندد به وتطالب باجراء تعديلات عليه. وقال الشيخ علي الساعدي، عضو "جماعة الفضلاء" عضو المجلس الفقهي ل"حزب الفضيلة"، ان "هذا التجمع يأتي استجابة لدعوة آية الله الشيخ علي اليعقوبي للتنديد والاحتجاج على قانون ادارة الدولة". وأضاف ان القانون الذي وقعه اعضاء مجلس الحكم الاثنين الماضي "تجاهل حقوق ابناء هذا الشعب، وضيّع وطنيته ومزق وحدته"، ولفت الى انه يتضمن "مخالفة لروح التشريع الاسلامي، ومواد وفقرات تضر بالمجتمع العراقي المسلم وتهدد وحدته". في بغداد قال الدكتور حاتم الحسني، العضو المناوب في مجلس الحكم عن الدكتور محسن عبدالحميد، والناطق باسم "الحزب الاسلامي العراقي": "هناك أطراف كثيرة تتدخل. وشهدت الأيام الماضية عقب حادثتي كربلاء والكاظمية عمليات اغتيال استهدفت أئمة أهل السنة". وأشار الى أن الاعتداءات شملت "جامع فندي الكبيسي في حي الشرطة الخامسة في بغداد، حيث اغتيل إمام المسجد. وتعرض الشيخ وليد العزاوي، في جامع القباء في الشعب لمحاولة اغتيال وهو يرقد الآن في المستشفى، واغتيل الشيخ شوكت غالب العاني، إمام جامع منطقة عامرية الفلوجة. وتعرض جامع "الحاجة بدرية" في حي أور، لهجوم بالقنابل ما أدى الى اصابة عدد من المصلين بجروح خطيرة". وفي كربلاء، قال أحمد الصافي ان الشرطة أحكمت الحصار على الزرقاوي الذي تتهمه واشنطن بمحاولة اشعال فتيل حرب أهلية بين السنة والشيعة. وأضاف ان الحادث وقع على بعد حوالى 50 كيلومتراً من كربلاء قبل اسبوعين من الهجمات التي تعرض لها الشيعة في آذار مارس وخلفت ما لا يقل عن 181 قتيلاً. وأضاف الصافي ان قوات الاحتلال والقوات العراقية اتخذت احتياطات أمنية وألقي القبض على سبعة من أعضاء "القاعدة" وفي حوزتهم مخدرات وقذائف هاون وكثير من المتفجرات. وزاد ان الزرقاوي كان يبعد عن ذلك الموقع كيلومتراً وانطلقت ثلاث دوريات للشرطة للقبض عليه إلا أن القوات البلغارية لم تسمح لها بملاحقته.