أفادت تقارير اعلامية أمس ان الشرطة الاسبانية تعتقد بأن لقاء رتبه تنظيم "القاعدة" في تركيا بين نهاية 2002 ومطلع 2003 بين اثنين من المشتبه فيهما الرئيسيين في تفجيرات مدريد الشهر الماضي أعطى الضوء الأخضر لشن هجوم كبير في اسبانيا. فيما استجوبت الشرطة للمرة الثالثة مشتبهاً فيه مغربياً في اطار التحقيق حول الاعتداءات في العاصمة الاسبانية. وأوضحت صحيفة "إل موندو" ان مسؤولاً كبيراً في "القاعدة" رتب لعقد لقاء في تركيا من أجل تجنيد أشخاص لشن الاعتداء بين التونسي سرحان بن عبدالمجيد فاخت والمغربي عامر عزيزي المطلوب منذ أيلول سبتمبر الماضي بتهم الضلوع في التحضير لاعتداءات 11 ايلول في نيويورك وواشنطن عبر ترتيب لقاء بين اليمني رمزي بن الشيبة والمصري محمد عطا قائد "خلية هامبورغ" التي نفذت الاعتداءات. كما يشتبه بتورطه في تفجيرات بالي الاندونيسية عام 2002 وتفجيرات الدار البيضاء العام الماضي. وأكدت مصادر امنية ل"الحياة" ان فاخت طلب من عزيزي تجنيد أشخاص من "الجماعة الاسلامية المقاتلة" وأن الأخير رد بأن معظم هؤلاء موجودون في غوانتانامو او معروفون من قبل الشرطة. لكنه نصح فاخت بالاتصال بالمغربي جمال زوغام في مدريد. وزوغام هو من بين ستّة معتقلين متهمين بالتورط في اعتداءات مدريد. وكان فاخت من بين سبعة مشتبه فيهم فجروا أنفسهم السبت الماضي في شقتهم جنوبمدريد عندما طوقتهم الشرطة. وعثر في الشقة على شريط فيديو يهدد اسبانيا بمزيد من الهجمات اذا لم تسحب قواتها من العراق وأفغانستان. في غضون ذلك، استجوبت الشرطة الاسبانية للمرة الثالثة المغربي اوغار فؤاد المرابط في اطار التحقيق حول الاعتداءات في العاصمة الاسبانية. وسيوضع المرابط في تصرف القضاء في الايام المقبلة. واستجوب هذا الطالب في الالكترونيات الذي كان يتقاسم شقة مع أحد المنفذين المفترضين لاعتداءات مدريد، السوري باسل غليون، مرتين واخلي سبيله. من جهة أخرى، افاد مصدر أمني فرنسي اتهاماً وجّه الى اسلامي تركي الجنسية يدعى اتيلا ترك ليل الخميس - الجمعة في باريس في اطار التحقيق الفرنسي حول اعتداءات الدار البيضاء. وينتمي ترك الى مجموعة من 13 شخصاً اودعوا قيد الحبس الاحترازي اثر توقيفهم خلال عملية دهم شنت الاحد والاثنين الماضيين في منطقة باريس واستهدفت "الجماعة الاسلامية المقاتلة" المغربية. ومن بين هؤلاء اخلي سبيل سبعة الثلثاء والخميس على ان يمثل الخمسة الباقون امام قضاة التحقيق المتخصصين في مكافحة الارهاب. ويخضع ثلاثة من السبعة لمذكرة توقيف دولية اصدرها المغرب في اطار التحقيق حول اعتداءات 11 ايار مايو 2003 في الدار البيضاء. ويشتبه في ان الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية تقف وراء اعتداءات الدار البيضاء كما وجهت ايضاً اليها اصابع الاتهام في اعتداءات مدريد. ويعتبر المحققون ان اتيلا ترك المتهم بالمشاركة "في عصابة اجرامية على علاقة بعملية ارهابية" كان مكلفاً بالجانب اللوجستي. ويعير المحققون اهتماماً خاصاً بكونه تركياً لأن اجهزة الاستخبارات الاوروبية تبينت ان تركيا على غرار بريطانيا بالنسبة لجماعات اسلامية متشددة اخرى، استخدمت كنقطة عبور لارسال ناشطين من "الجماعة الاسلامية المقاتلة" الى معسكرات افغانستان. وكان ترك عندما قبض عليه الاحد في مطار رواسي متوجهاً الى تركيا. واعلن مصدر امني ان العملية الفرنسية ليس لها "مبدئياً علاقة باعتداءات مدريد".