كشفت مصادر أمنية مغربية أن سلطات المملكة أبلغت نظيرتها الإسبانية منذ اعتداءات الدار البيضاء أن المشتبه به الرئيسي في اعتداءات مدريد "يشكل خطراً أمنياً كبيراً"،. وجرى التحقيق في ملفه من دون مراقبته "للانشغال بملاحقة إرهابيين محتملين آخرين"، الأمر الذي طرح تساؤلات حول مدى فاعلية أجهزة الاستخبارات في جهودها لمكافحة الإرهاب. ولا يزال مسؤولو مكافحة الإرهاب الإسبان غير متأكدين من ماهية دور زوغام في اعتداءات مدريد. وقال اثنان من الناجين انهما شاهداه على متن أحد القطارات. وكانت السلطات المغربية لاحظت وجوده على أراضي البلاد قبل أسبوع واحد على اعتداءات الدار البيضاء، كما لفتت المصادر إلى صلات وثيقة له مع المشتبه الرئيس في الاعتداء عبدالعزيز بن عياش. وتقول مصادر أخرى إن زوغام كان مقرباً أيضا من صلاح الدين شقيق بن عياش المعروف باسم أبو مغين. وكان عبدالعزيز اعتقل في حزيران يونيو في جنوب إسبانيا واتهمه قاضي التحقيق الإسباني بالتاسار غارثون بالانتماء إلى خلية القاعدة. وقصد شقيقه بدوره إسبانيا واعتقل في المغرب واتهم بالتآمر لتفجير مصفاة نفط فرنسية. واستجوب زوغام بناء على طلب السلطات الفرنسية التي كانت تحقق في إفادة بيار ريشار روبير الجهادي الفرنسي ذي العلاقة بالأخوين بن عياش. وأشارت وثائق إلى أن بين الأرقام واحداً لعماد الدين بركات يركس المتهم بقيادة خلية "القاعدة" الإسبانية وبالمشاركة في هجمات 11 ايلول سبتمبر. وترى الاستخبارات أن زوغام التقى محمد فزازي المرشد الروحي للسلفية الجهادية المتهمة في تفجيرات الدار البيضاء. وإلى جانب العواصم الثلاث، تحقق لندن حالياً في ما إذا كان زوغام على علاقة بأصوليين على أراضيها وتنظر في ما إذا كان على علاقة بأبي قتادة الذي يدعي بأنه سفير أسامة بن لادن في أوروبا. وتتوقع لندن العثور على معلومات تربط زوغام بأصوليين جزائريين أعضاء سابقين في الجماعة الإسلامية المسلحة التي نفذت الاعتداء على مترو أنفاق باريس قبل 9 سنوات. وتقول الاستخبارات أن زوغام التقى في جامع مدريد عام 1998 دافيد كورتاييه الذي سيحاكم في باريس لعلاقته بجماعات إرهابية وتجنيده مقاتلين للارتزاق في أفغانستان في التسعينات. وكان كورتاييه انتقل مع أخيه جيروم للعيش في لندن بشقة مع زكريا الموسوي المعتقل حالياً لإدراج اسمه ضمن لائحة المشاركين المفترضين في هجمات 11 أيلول. وأرسلت لندن فريقاً يضم ثلاثة ضباط إلى مدريد لمساعدة إسبانيا في تحقيقاتها. وأعلن وزير الداخلية الاسباني أنخيل اثيبيس عن وضع "خطة لتعزيز الامن" في إسبانيا من ثلاثة اهداف. عودة إلى "إيتا"؟ من جهتهم، كشف خبراء المتفجرات الإسبان أن الديناميت المستخدم في التفجيرات صنع في شباط فبراير الماضي في مصنع "اتحاد المتفجرات الإسباني" في بارامو دي ماسا في بورغوس الباسكية، ما يعيد فرضية تورط حركة "إيتا" إلى الأضواء. ويقول المحققون ان ما سهل عملية تعقب مكان تصنيع الديناميت الجيلاتيني غوما 2 ايكو هو انحسار استخدامه بالمناجم، مع الإشارة إلى أن مفعوله شبيه بالبلاستيلين ولا يصنع الا بناء على الطلب. من جهته، تعرّف قاضي التحقيق الإسباني بالتاسار غارثون إلى الملثم الذي تبنى الهجوم باعتبار أنه سبق واستجوبه، ورفضت السلطات الكشف عن هويته. كما طلب تجديد احتجاز الجزائري علي عمروس لمدة 48 ساعة لطلب معلومات أمنية عنه. وكان عمروس اعتقل قبل شهرين لتهديدات ارهابية. ويتفق الوضع الجديد مع تصريح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، الذي أكد "قناعته" بضلوع "ايتا" في اعتداءات مدريد. إذ قال: "التقنية متطورة، ثم اختيار الوقت وتزامن الهجمات. ثم الآثار الاسلامية المنسية هنا وهناك تبدو مشبوهة للغاية".