سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال سوداني في كربلاء وإحباط تفجير في البصرة وأبي زيد لن يسمح بميليشيا للشيعة . الأميركيون يبدلون استراتيجيتهم في العراق و"المقاومة" تؤكد مقتل الزرقاوي قبل سنة
بدّلت قوات الاحتلال الأميركي في العراق أولوياتها، لتركز على "المتطرفين قبل أنصار النظام السابق"، فيما أصر قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جون ابي زيد على رفض مطالبات بتشكيل ميليشيا شيعية، لتفادي تكرار مجزرتي كربلاء وبغداد. وكرر أن هدف تفجيرات الثلثاء الدامي التي تزامنت مع احياء ذكرى عاشوراء، كان إثارة حرب أهلية بين السنّة والشيعة، في حين اعتقل سوداني في كربلاء، وقتل ثلاثة عراقيين وجرح خمسة في هجوم بالقذائف في جنوب غربي العاصمة، وأحبطت محاولة تفجير بسيارة مفخخة في البصرة. واللافت أمس، إلى إعلان جنرال أميركي أن تورط الأجانب في الهجمات لا يتجاوز نسبة عشرة في المئة، هو تأكيد 12 تنظيماً وصفت بأنها من تنظيمات المقاومة، أن الأردني "أبا مصعب الزرقاوي" الذي تشتبه واشنطن في كونه قيادياً بارزاً في "القاعدة"، ضالعاً بتدبير المجزرتين، قتل قبل سنة، في غارات أميركية على جبال السليمانية شمال العراق. راجع ص2 و3 وأشارت التنظيمات في بيان أفادت وكالة "اسوشييتد برس" أمس، انه وزع في الفلوجة، إلى أن القوات الأميركية قتلت الزرقاوي أثناء قصفها معسكراً لجماعة "أنصار الإسلام" في جبال السليمانية، قبل سقوط بغداد في نيسان ابريل الماضي. ولم تحدد المنظمات تاريخ مقتله، لكنها أشارت إلى أنه "لم يتمكن من الهرب بسبب القدم الاصطناعية التي ركبت في رجله" اليسرى. واعتبرت أن "الوثيقة" التي سربتها السلطات الأميركية باسم الزرقاوي أخيراً "مزورة لتبرير النظرية الأميركية لحرب أهلية" في البلد. وشكك أحد أقارب الزرقاوي في الأردن في رواية مقتله، مؤكداً ل"الحياة" أن أسرته التي فقدت والدته أم صايل الأحد الماضي، لم تسمع بمقتله. إلى ذلك، تحدث الجنرال أبي زيد أمس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، وكرر أن هدف تفجيرات الثلثاء هو إثارة فتنة وحرب أهلية في العراق. وعارض تشكيل ميليشيا شيعية لمنع هجمات مماثلة، لأن ذلك "سيكون عاملاً لزعزعة الاستقرار، وانشاء ميليشيا على أساس عرقي سيوحي بأن أهدافها ليست دفاعية". وأعلن قائد القوات الأميركية في منطقة بغداد أن القوات الأميركية ستركز عملياتها على المتطرفين وليس على أنصار النظام السابق. وقال الجنرال مارتن ديمبسي إن العملية التي اطلق عليها "ايرون بروميس" الوعد الحديد ستنطلق في 16 آذار مارس بدلاً من عملية "آيرون غريب" القبضة الحديد التي كانت تستهدف مقاتلي حزب "البعث" وأنصار الرئيس المخلوع صدام حسين. وزاد: "تغير تشخيصنا للعدو، وسنهاجم المتطرفين أكثر من أنصار النظام السابق". وأكد القضاء على ثماني خلايا من أصل 14 لبعثيين سابقين، كانت تنشط في بغداد بعد سقوط صدام، مشيراً إلى "فرار قادة الخلايا الست الأخرى"، وتراجع عدد الهجمات في بغداد، لكنه اعترف بأن خطر الاعتداءات "المثيرة ارتفع على الأرجح". كما اعترف بأن المقاتلين الأجانب متورطون بنسبة عشرة في المئة من الهجمات، وبأن "معظمها يخص شبكات منظمة جداً مثل شبكة الزرقاوي". وتحدث ديمبسي عن مجزرتي كربلاء وبغداد، مشيراً إلى أنهما نفذتا "في الدقيقة ذاتها، ما يدل على مستوى نادر من التنسيق". وأفيد عن حال ذعر سادت في كربلاء ظهر أمس، وعن اطلاق نار، ثم أوضحت الشرطة العراقية أنها مصدر هذه الطلقات خلال اعتقالها سودانياً. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الضابط عمار عبدالأمير أن الشرطة كانت تراقب السوداني منذ بضعة أيام، وهو يحمل جهازاً لاسلكياً، موضحاً أنه اعتقل في مسجد العباس. كما اوقفت الشرطة خمسة عراقيين كانوا في سيارة مفخخة في البصرة. وفيما أعلن رئيس مجلس الحكم محمد بحر العلوم ان عدد القتلى في بغداد وكربلاء بلغ 171، أفادت وزارة الصحة ان الحصيلة بلغت 182 قتيلاً و350 جريحاً. وأعلنت إيران مقتل 49 وجرح 115 من رعاياها في كربلاء. وقتل شرطي عراقي وجرح اثنان برصاص استهدف دورية للشرطة في كركوك، بينما جرح خمسة عراقيين في هجمات بالصواريخ والأسلحة الرشاشة على مركز للشرطة في الموصل. وأعلنت القوات الأميركية اصابة أحد جنودها في بعقوبة واعتقال زعيم "خلية إرهابية". وفي إطار ردود الفعل على مجزرتي الثلثاء الدامي في كربلاء وبغداد، دانت السعودية أمس ما تعرضت له المدينتان من "أحداث دموية، أدت إلى ازهاق أرواح بريئة من أبناء الشعب العراقي الشقيق". وجاء في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية ان المملكة "تدعو الله القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته". وفي روما أ ب، عقد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني مؤتمراً صحافياً، شدد خلاله الأول على إمكان التمسك بموعد 30 حزيران يونيو لنقل السلطة إلى العراقيين، على رغم تفجيرات الثلثاء. ورأى أن "الإرهاب" يجب أن يحفز جهود "التحالف" لإكمال العملية السياسية، بينما قال برلوسكوني: "العراق اليوم بلد يشهد تقدماً باتجاه الديموقراطية والحياة الطبيعية". واستبعد بلير المخاوف التي تربط التفجيرات بمحاولات إثارة حرب أهلية، معتبراً أن "الغالبية الساحقة، سواء الأكراد في الشمال، أو الشيعة في الجنوب، والسنّة في الوسط، تريد العمل معاً".