قتل 9 أشخاص وجرح أكثر من 50 في عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت مركزاً للشرطة العراقية في كركوك شمال العراق صباح أمس. واغتال مجهولون شقيق مسؤول امني في سامراء. واتهم الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر "القاعدة" و"انصار الاسلام" بالوقوف وراء اعمال العنف في العراق. تعرض مركز للشرطة العراقية في كركوك صباح أمس الى عملية انتحارية بسيارة مفخخة أسفرت عن مقتل 9 واصابة أكثر من 50. وقال رجل الشرطة سامان علي: "أخذنا على حين غرة. لم نتمكن حتى من اطلاق رصاصة واحدة" على السيارة التي انفجرت عند تبديل الحرس. وتضاربت الروايات حول كيفية حصول التفجير وعدد الخسائر. ففي حين قال مسؤول في الشرطة ان مهاجماً انتحارياً فجر السيارة التي كان يقودها في مركز للشرطة في حي رحيم آوة للاكراد في المدينة ما أدى الى مقتل 13 شخصاً، ذكر الملازم في الشرطة محمد مرتضى ان شخصين اقتحما مركز الشرطة بسيارة بيضاء من طراز "اولدزموبيل" وقاما بتفجيرها. وأوضح العقيد عادل زين العابدين ابراهيم ان التفجير حصل لحظة تبديل الحرس. واضاف ان الشرطة أوقفت شخصين قرب مكان الانفجار لاستجوابهما، موضحاً ان عناصرها يبحثون حالياً عن سيارتين مشتبه فيهما واحدة من طراز "أوبل" والاخرى "مرسيدس". ودمر الانفجار مركز الشرطة و15 سيارة، فيما انتشرت اشلاء بشرية على الرصيف المجاور. واعلن مدير مستشفى ازادي في كركوك هاشم محمد ان تسعة اشخاص قتلوا، بينهم سبعة من عناصر الشرطة والانتحاريان، واصيب 46 آخرون بجروح في العملية. وقال مدير شرطة كركوك تورهان يوسف ان "عدد الجرحى 46 بينهم 35 من رجال الشرطة و11 مدنياً بينهم فتاتان في التاسعة والحادية عشرة". ودعا يوسف السكان الى التزام الحذر لان هناك معلومات عن "خمس سيارات اخرى مفخخة" في المدينة. وناشد التلفزيون المحلي السكان التوجه الى المستشفيات للتبرع بالدم. وتشهد كركوك، حيث يعيش عرب واكراد وتركمان، هجمات شبه يومية ضد مراكز القوى الامنية العراقية التي تعمل مع سلطة "التحالف" الموقتة. يذكر ان عملية انتحارية مزدوجة في اربيل اوقعت في أول أيام عيد الأضحى مطلع الشهر الحالي اكثر من 100 قتيل. الى ذلك، اغتال مجهولون أمس عنصراً من قوات الدفاع المدني في سامراء 125 كلم شمال بغداد هو شقيق المسؤول عن هذه القوات في المدينة. واعلن عبدالتوفيق مدير مستشفى سامراء ان "مجهولين فتحوا النار على عثمان عزيز محمد بينما كان في مركز عمله في احدى محطات السيارات في المدينة". والقتيل هو شقيق قائد قوات الدفاع المدني في المدينة العقيد احسان عزيز محمد. وأقفلت القوات الاميركية الطرقات المؤدية الى مكان الحادث. بريمر يتهم "القاعدة" و"انصار الاسلام" واتهم الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر تنظيمي "القاعدة" و"انصار الاسلام" بالوقوف وراء الاعتداءات التي وقعت في الاشهر الثلاثة الماضية في العراق "لعرقلة الخطة الاميركة لنقل السلطة الى العراقيين" مع حلول 30 حزيران يونيو المقبل. وصرح بريمر للصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في بغداد: "من الواضح اننا شهدنا في الشهور الثلاثة الماضية تصعيداً في الاعتداءات الانتحارية التي يقوم بها ارهابيون محترفون من عناصر القاعدة وانصار الاسلام". وقال بريمر، الذي بحث في هذا الموضوع مع رامسفيلد، ان هذه الهجمات تهدف الى عرقلة الخطط الاميركية لاعطاء المزيد من المسؤوليات للقوات العراقية. واضاف ان "اسلوب العمليات واحد. ويقضي بأن يستهدف الارهابيون قوات الامن التي تشكل، كما جاء في رسالة الزرقاوي، أحد اهدافهم الرئيسية". وكان يشير بذلك الى رسالة عثر عليها لابي مصعب الزرقاوي الذي يشتبه في انه على صلة بتنظيم "القاعدة" تتضمن الخطوط العريضة لاستراتيجية تهدف الى اشعال حرب اهلية بين السنة والشيعة قبل نقل السلطة. وقال بريمر: "انه الزرقاوي يريد منع العراقيين من تولي مسؤولية أمنهم. وهي نقل المسؤولية من أهدافنا الرئيسية". ويقر المسؤولون العسكريون الاميركيون بأن العراقيين ليسوا مدربين ولا مسلحين بما يكفي للقيام بمهماتهم، وسيظلون في حاجة للمساعدة الاميركية حتى بعد 30 حزيران. وقال بريمر: "لن يكون باستطاعتهم التعامل مع التهديد الامني بعد 30 حزيران"، مضيفاً ان "التحالف الحالي سيتحول آنذاك من سلطة احتلال الى شريك، وسنكون مدعوين من الحكومة العراقية للمساعدة في ضمان أمنها". من جهة أخرى، اتهم سكان مدينة سوق الشيوخ، احدى مدن محافظة الناصرية، القوات الايطالية بالتهاون في حفظ الامن خصوصاً على الطرق الخارجية حيث بدأ الوضع يتدهور تدريجاً وانتشرت أعمال السلب والنهب بالاضافة الى السطو المسلح على الدور السكنية وتفجير المحال التجارية. يذكر ان قافلة ايرانية تضم 42 زائراً ايرانياً تعرضت إلى عملية سلب جماعية من قطاع الطرق أول من أمس الاحد على طريق الناصرية - السماوة، أثناء توجهها لزيارة العتبات المقدسة في محافظتي كربلاء والنجف. واستولت العصابة على أكثر من 50 ألف دولار من الزوار الإيرانيين وصادرت كل أمتعتهم بعدما اقتادتهم إلى منطقة صحراوية تبعد عشرة كيلو مترات عن الطريق العام.