أطلق الجيش الاميركي عملية جديدة في بغداد بالتعاون مع قوات الجيش العراقي بهدف مصادرة السلاح من المواطنين، والقبض على المشبوهين تمهيداً للانسحاب منها. وستطبق هذه الخطة، التي سميت "الوعد الحديد" قريباً في الفلوجة التي ينتظر أن تفرض عليها القوات الاميركية حصاراً يستمر شهراً. وقتل اربعة عراقيين، بينهم ثلاثة اطفال، في قصف صاروخي في بغداد، وقتل عراقي وجرح سبعة آخرين في هجمات متفرقة في الموصل. وتعرضت القوات الاميركية في الفلوجة والرمادي لهجمات من دون ان تسفر عن خسائر. باشرت القوات الأميركية، بالتعاون مع قوات الجيش العراقي، عمليات دهم في احياء كثيرة من بغداد، ضمن خطة وقائية هدفها تقليل نسبة الأخطار في العاصمة، قبل اكتمال انسحاب القوات الأميركية بعد شهر، وتجمعها في ثماني حاميات خارج بغداد، تمهيداً لتسليم أمن العاصمة للقوات العراقية من شرطة وجيش. وتهدف هذه الخطة، التي سميت عملية "الوعد الحديد" وستمتد إلى مدن عدة، إلى مصادرة السلاح من المواطنين، والقبض على المشبوهين الذين يعتقد بوجود علاقات تربطهم بالمسلحين الذين يشنون هجمات مناهضة ضد الأميركيين. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة" ان هذه الخطة ستطبق قريباً في الفلوجة التي ينتظر أن تفرض عليها القوات الاميركية حصاراً وطوقاً أمنياً يمنع الدخول اليها أو الخروج منها إلا بإذن، لكسر شوكة الجماعات المناهضة للأميركيين، بعدما تجمعت معلومات أمنية لدى القوات الاميركية أكثر دقة عن طبيعة المهاجمين. وذكرت أن الطوق الامني المتوقع سيستمر نحو شهر، على غرار ما حدث في مدن عدة بينها الرمادي والخالدية والقائم. وكان قائد القوات الاميركية في منطقة بغداد الجنرال مارتن ديمبسي اعلن في الرابع من الشهر الجاري اطلاق عملية "آيرون بروميس" التي حلت محل عملية "آيرون غرب" القبضة الحديد التي استهدفت مقاتلين من اعضاء حزب "البعث" السابق وانصار الرئيس المعتقل صدام حسين. واعلن الجنرال ديمبسي آنذاك ان "صورتنا عن العدو تبدلت"، مشيراً الى ان قواته ستستهدف المتطرفين وليس انصار النظام البائد. مقتل 3 أطفال في بغداد وأعلن ضابط في الجيش الاميركي ان اربعة عراقيين، بينهم ثلاثة اطفال، قتلوا لدى سقوط قذائف صاروخية ليل الثلثاء - الاربعاء في بغداد. وأوضح ان "ثلاث قذائف صاروخية اطلقت من خارج المدينة، سقطت واحدة في جنوبها وثانية في شمالها والثالثة في الوسط". واضاف ان "اربعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال قتلوا في هذه الهجمات واصيب خمسة آخرون بجروح". وكانت وكالة الانباء الالمانية ذكرت، نقلاً عن شهود، ان صاروخاً سقط في حي أبو خير جنوببغداد أسفر عن مقتل طفل 3 سنوات وشقيقته 8 سنوات وأصيبت والدتهما بجروح خطيرة. وقال شهود ان صاروخاً اميركياً أصاب المنزل في حين اتهم آخرون "متشددين اسلاميين" الى ذلك، اكد الرائد في الدفاع المدني العراقي ابراهيم عبدالله جاسم ان عراقياً قتل واصيب سبعة آخرون في هجومين منفصلين ضد عناصر الدفاع المدني في الموصل 400 كلم شمال بغداد. وأوضح ان "عراقياً قتل وجرح اربعة آخرون يعملون في قوات الدفاع المدني عندما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور اربع سيارات تابعة للدفاع المدني على الطريق العام في حي الاقتصادي غرب الموصل". وأضاف: "اعتقل اربعة اشخاص يشتبه بأنهم كانوا على مقربة من الطريق لحظة الانفجار". ومن جانب آخر ، اكد الرائد مجبل عبدالله حمادي من الدفاع المدني ان "ثلاثة عراقيين اصيبوا بجروح ليل الثلثاء - الاربعاء اثر سقوط قذيفة هاون على مقر الدفاع المدني في حي الحدباء في الموصل". واعلن الجيش الاميركي في بيان أمس ان امرأة تحمل رشاشاً من نوع "كلاشنيكوف" اصيبت برصاص الحراس العراقيين لدى محاولتها التسلل الثلثاء الى مستودع للذخيرة في الرمادي مئة كلم غرب بغداد ونقلت الى المستشفى. واضاف ان امرأة اخرى اعتقلت في موقع الحادث وهي قيد الاستجواب. من جهة أخرى، أفاد البيان ان وحدات اميركية نجت الثلثاء من هجوم بالقنابل اليدوية في المنطقة ذاتها. وأضاف ان الجنود وجدوا لدى تمشيط موقع الهجوم امرأة ميتة، سلمت جثتها الى الشرطة العراقية. وفي بغداد اصيب ثلاثة جنود اميركيين أمس في انفجار عبوة ناسفة. وادى الانفجار الذي وقع على طريق فرعي في منطقة ابو غريب غرب العاصمة الى تدمير آلية اميركية من نوع "همر". وفي الوقت نفسه تعرض مطار بغداد الى هجوم بالقذائف الصاروخية شوهدت بعده اعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة. وفي الفلوجة تعرض موقع القوات الأميركية في المزرعة، جنوب شرقي المدينة، ليل الثلثاء - الاربعاء إلى هجوم بثلاثة صواريخ أرض - أرض من دون أن يعرف حجم الخسائر التي خلفها الهجوم. كذلك تعرض رتلان عسكريان أميركيان إلى هجومين منفصلين بعبوات ناسفة صباح أمس في الصقلاوية شمال الفلوجة. واستهدف الهجوم الأول رتلاً على الطريق السريع متجهاً من الرمادي الى بغداد، قرب حي الشهداء في الصقلاوية، بعبوة ناسفة لم يسفر عن وقوع خسائر. وأسفر الهجوم الثاني، الذي استهدف رتلاً آخر على الخط السريع بعبوة ناسفة لدى اقترابه من المعهد الفني في الصقلاوية، عن تدمير سيارة أميركية. ولم يتم التأكد من وقوع خسائر بشرية. كذلك تعرض جسر اليابان، وهو أكبر جسر في محافظة الانبار، ويقع جنوب الفلوجة، إلى عملية تفجير فجر أمس، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منه. وتعرض مقر الحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه عضو مجلس الحكم محسن عبدالحميد إلى هجوم بالقنابل اليدوية في الفلوجة، هو الثاني في 24 ساعة من دون أن يبلغ عن وقوع اصابات. الى ذلك، أشارت أنباء إلى أن القوات الاميركية اعتقلت ضابط شرطة برتبة رائد، يدعى محمد عليوي، مساء أول من أمس، للاشتباه بعلاقته بالهجوم الذي استهدف مديرية الشرطة في الفلوجة قبل نحو شهر وأدى إلى سقوط 21 قتيلاً بينهم 17 شرطياً، علاوة على الافراج عن 87 من عتاة المجرمين واللصوص. في غضون ذلك، تعيش مدينة السليمانية توتراً ملحوظاً عززه استنفار الأجهزة الامنية في المدينة، إضافة الى استنفار رجال الشرطة والمرور، في ظل شعور متزايد لدى المواطنين بأن عناصر تابعة الى منظمات سلفية تنوي القيام بعمليات تفجير في المدينة. وفي بغداد اغتيل ليل أول من أمس الاستاذ في الهندسة الكيماوية في جامعة بغداد الدكتور غائب الهيتي، عندما اطلق مسلحون مجهولون النار عليه اثناء عودته من عمله الى منزله. ولم تعرف الأسباب. في غضون ذلك، ابدى الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني رغبته في بقاء القوات الاميركية الى ان يستقر الوضع في العراق. وقال: "لا استطيع تحديد المدة اللازمة لتحسن الوضع. لكن حتى الآن فان وجود القوات الاميركية ضروري". واضاف ان رحيل قوات "التحالف" لا يمكن ان يتقرر "الا عندما يكون لدينا جيش عراقي جديد وشرطة جديدة يستطيعان السيطرة على الوضع، وحكومة عراقية تمسك بزمام الامور". وانتقد وزير حقوق الانسان عبدالباسط تركي قوات "التحالف" لأنها "لا تبذل قدراً كافياً من الجهد لحماية العراقيين". وقال تركي للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان "الانفلات الامني واقع يومي منذ الاطاحة بصدام حسيين ... وهو عكس ما كان العراقيون يتوقعونه".