هل من حق بطل العالم ست مرات في سباقات سيارات فورمولا واحد الألماني ميكايل شوماخر سائق فريق فيراري، ان يضع يده على قلبه كلما رأى منافسه البريطاني جنسون باتون سائق فريق بار - هوندا يحقق انجازاً تلو الآخر بما قد يهدد عرش "شومي الكبير" في المستقبل المنظور؟ طبعاً من حقه جداً... فالنجم الصاعد الواعد "يقفز" ببراعة نحو المقدمة، والدليل أنه بعدما كان في العام الماضي مجرد وجه من وجوه سباقات فورمولا واحد التي تعيش في جلباب نجوم آخرين ولنقل الكندي جاك فيلنوف مثلاً... صار هو من بين أبرز النجوم الذين يسعى الآخرون الى العيش في ظلهم. فالفتى الموهوب والجريء "طار" من لا شيء في الموسم الماضي الى المركز السادس في جائزة استراليا الكبرى، ومنه الى منصة التتويج في ماليزيا مهدياً الى جميع زملائه في الفريق 200 ألف دولار بالتمام والكمال. والأكيد ان ما حصل في الجولتين الأوليين من بطولة العالم هذا العام، يدفع بشدة السؤال المعهود الى البروز مجدداً: أيهما أهم... السائق أم السيارة؟ والواقع أنه لا يمكن ان يتحقق أي نجاح في هذا الرياضة تحديداً ان لم يتكامل العنصرين معاً، فيعمل الفنيون على تقديم سيارة ذات مواصفات فنية وتقنية على أعلى مستوى وتسمح للسائق الموهوب في الوقت ذاته ان يظهر براعته وقدرته على منافسة الكبار... وهو ما يتحقق حالياً لفريق بار - هوندا وباتون معاً، مما يؤكد مخاوف شوماخر على عرشه ويزيدها من سباق الى آخر. باتون الذي سبق له ان قاد على حلبة البحرين ولو في سيارة ذات دفع رباعي، امامه فرصة كبيرة لتحقيق قفزة أخرى على هذه الحلبة في سيارته الهوندا الجديدة التي شهدت تطوراً كبيراً لجهة المحرك والمواصفات التقنية ما جعلها مؤهلة فعلاً لمقارعة الكبار أمثال فيراري وبي أم دبليو ومرسيدس خصوصاً في ظل وجود هذا السائق المتحمس جداً والمؤهل جداً جداً ليرث أمجاد شومي الكبير... فهل يكون؟ وإذا انتقلنا من الرياضة العالمية الى نظيرتها العربية، سنجد ككل يوم خزعبلات جديدة تهدف الى تحقيق مصالح شخصية بحتة على حساب تطورها وتقدمها. وخزعبلات دوري ابطال العرب تبقى دائماً في المقدمة، وهي ستزداد حكماً بدءاً من المرحلة المقبلة التي ستشهد "خلط" الفرق الافريقية مع الآسيوية للمرة الأولى... وما أدراك ما خلط الفرق الافريقية مع الآسيوية، وشواهد البطولات العربية السابقة خير دليل! وسيكون المشهد أشد سواداً خصوصاً في ظل البوادر "المتعنتة" من قبل الشركة الراعية التي اقترحت نقل مباراتي قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك الى الرياض ودمشق في حال رفض الأمن في مصر اقامتهما من دون نقلهما على الهواء مباشرة، بما يتعارض مع مصلحة الشركة الراعية التي قدمت مصلحتها المالية على المصلحة الأمنية لأم الدنيا... خصوصاً أن الأمن لم يسمح ومنذ عام 1961 باقامة أي مباراة بينهما ان لم تكن منقولة تلفزيونياً في بث مباشر. معقول يا جماعة ان يتحكم المال في كل شيء من دون أي مراعاة لأسماء الأندية العريقة أو شعبيتها في بلدها، ومعقول ان تتحكم الشركة الراعية في مقدرات مثل هذه الاندية طالما انها تدفع... ثم نطالب بمسابقات "نظيفة" تعمل على تطوير اللعبة في وطننا العربي الكبير الذي يمتد من الماء الى الماء! رفض الأهلي "أوامر" الشركة الراعية موقف مشرف لكل مصري يتمسك بحقوقه ولا يفرط فيها من أجل حفنة من المال، أما الزمالك فستظل "مرونته" اللافتة محل شك الى ان يخرج علينا الدكتور كمال درويش بنفسه ويؤكد موقف ناديه إزاء هذه الكارثة!