جائزة ماليزيا الكبرى، الجولة الثانية من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد انتهت بفوز جديد للألماني الرهيب "شومي الكبير"... لكن أكثر ما لفت فيها هو التألق الواضح للبريطاني جنسون باتون سائق فريق بار - هوندا، ما دفع الكثيرين الى تأكيد أنه خليفة شوماخر المنتظر وأنه قد ينتزع منه عرشه قريباً جداً... ربما! ومنذ الآن فصاعداً، لن يكون هناك حديث لمحبي هذه الرياضة الا عن الجولة الثالثة المقررة في الرابع من نيسان المقبل للمرة الأولى في البحرين بل وفي الشرق الأوسط. والمهم أنه وبعد انتظار طال، صار للعرب حلبتهم الدولية الخاصة بفضل مملكة البحرين... وصارت جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج على الأبواب إذ بات الآلاف من محبي رياضة السيارات يعدون الايام القليلة المتبقية على انطلاق الحدث المرتقب على حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير. الأكيد ان البحرين أحسنت في تعاملها مع استضافة هذا الحدث العالمي لجهة كل شيء، خصوصاً اعداد المواطنين لاستقباله، وتعاملت معه بصورة تتناسب مح حجمه وأهمية الأبطال المشاركين فيه من حيث النجومية والشهرة والثراء. فقبل شهر تحديداً أقام المسؤولون عن حلبة البحرين الدولية مهرجاناً شعبياً ناجحاً تحت مسمى "عيش فورمولا واحد" تعرف المواطن البحريني والمقيمون أيضاً من خلاله على أجواء هذا النوع من السباقات حين قاد السائق السويسري نيكولا ياني إحدى سيارات فريق ساوبر بتروناس في شوارع البحرين بسرعة اقتربت من 320 كلم في الساعة... ويوم الأربعاء الماضي افتتح الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحلبة الدولية في وجود عدد كبير جداً من الشخصيات الرسمية والعامة، فضلاً عن حشد اعلامي حرصت المملكة على دعوة أبرز عناصره من الخارج لتؤكد للجميع انها جاهزة من كل النواحي لاستضافة الحدث العالمي. والواقع ان السابع عشر من آذار مارس 2004 سيظل محفوراً في ذاكرة الرياضة العربية الى الأبد، ففيه صار للعرب حلبتهم الدولية الأولى لسباقات سيارات فورمولا واحد، ونتحدى ان ينكر أحد ان ما حصل هو خطوة عملاقة نحو إخراج الرياضة العربية من نطاقها الاقليمي المحدود الى العالمية المتقدمة والمتطورة عن غالبية افكارنا المحلية الضيقة. الاحتفال بافتتاح حلبة البحرين الدولية، أول حلبة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، نجح بامتياز لأنه لم ينس من ساهموا في تحويل الحلم حقيقة من خلال لمسة وفاء تمثلت في تقدير الجهود المخلصة بمنح اصحابها وسام البحرين الرفيع. وبمناسبة تقدير المجدين والمخلصين لاعمالهم، قدرت جداً الروح "الرياضية" العالية التي تقبل بها الزميلان المتألقان دوماً عمرو أديب ونيرفانا أدريس انتقاداتي لحلقة برنامج "القاهرة اليوم" والتي دارت حول مستقبل الكرة المصرية في ظل الاتحاد الجديد، لأن رد الفعل الايجابي الذي تبنياه إزاء ما كتبت عن هذه الحلقة جعلني أطمئن كثيراً الى أنه لا يزال هناك من يُقدر النقد الهادف البنّاء البعيد من أي مصالح شخصية. وأؤكد للزميلة القديرة نيرفانا خصوصاً، أنه يستحيل أن نفقد الثقة في برنامج كبير نحن من أشد المعجبين به منذ أن انطلق لمجرد "هفوة" بسيطة لا يمكن ان تؤثر في الصورة الزاهية لهذا البرنامج الجماهيري "اللذيذ". أما عمرو، فأثبت بتألقه وهو في وسط "السبع ستات" أنه ليس في حاجة الى كلماتي للتعبير عن "عملقته" الاعلامية... فلعمرو ونيرفانا مني كل التقدير، وللنجم المحبوب والطباخ الموهوب حسين الإمام خالص العزاء.