أكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر أمس، انه لن يغير نهج الاصلاحات الاجتماعية والصحية التي تتبعها حكومته ويثير غضب النقابات والسكان، على رغم الهزيمة النكراء التي أصابت الحزب الاشتراكي الديموقراطي في انتخابات ولاية هامبورغ أمام الحزب الديموقراطي المسيحي الذي فاز بغالبية مطلقة في البرلمان المحلي. وجاء ذلك بعدما حقق الحزب الديموقراطي المسيحي، ومرشحه الرئيس اوله فون بويست، فوزاً باهراً لا مثيل له في تاريخ الانتخابات الألمانية، اذ ارتفع رصيده 31 في المئة دفعة واحدة ليحصد 2،47 في المئة من الأصوات. وتراجع الحزب الاشتراكي الديموقراطي ستة في المئة ليحصل على 5،30 في المئة، وفي أسوأ نتيجة له في معقله الحصين السابق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وحقق حزب الخضر أفضل نتيجة له في الولاية حتى الآن، بحصوله على 3،12 في المئة في مقابل 5،8 في المئة في البرلمان السابق. وسقط حزب شيل المحلي اليميني المحافظ سقوطاً مدوياً بعد تراجعه من 5،19 الى 5،3 في المئة، وصبّ فارق الأصوات لمصلحة بويست الذي لعبت شخصيته المحببة دوراً كبيراً في استقطاب الناخبين. وعجز حليفه السابق الحزب الليبرالي عن اختراق حاجز الخمسة في المئة للتمثل من جديد في البرلمان. وعلى رغم الانتصار المسيحي الباهر أمس، لم تُدخل انتخابات هامبورغ اي تعديل على ميزان القوى السياسي، لكنها كانت فاتحة عام طويل من الانتخابات البرلمانية والبلدية المحلية التي ستبلغ 13 عملية انتخابية، تضاف اليها انتخابات الاتحاد الأوروبي أيضاً. وعلى رغم تأكيد شرودر على مواصلة تنفيذ "روزنامة 2010" الاصلاحية وتشديد الخبراء الاقتصاديين في الداخل والخارج على ضرورتها القصوى للبلد، يعتقد مراقبون ان هزيمة هامبورغ ستقوّي من شكيمة جناح اليسار الضعيف في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينادي مثل النقابات العمالية القريبة من الحزب بتخفيف وطأة الاصلاحات المرسومة وتأجيل مواعيد تنفيذ الخطوات اللاحقة لتجنب احتمال خسارة الانتخابات في ولايات عدة هذا العام. وعززت خسارة انتخابات هامبورغ التكهنات المنتشرة منذ فترة عن قرب لجوء شرودر الى اجراء تعديل في حكومته يطاول وزارات المال والصحة والمواصلات، بهدف استعادة ثقة المواطنين.