تشابكت معطيات التحقيق في هوية المتورطين باعتداءات مدريد الخميس الماضي، مع اتساع دائرة المشاركين المحتملين في المؤامرة. وكشفت التحقيقات الاستخباراتية في سجل المعتقل المغربي جمال زوغام أنه كان موضع تحقيق من جانب باريسومدريد والرباط منذ أكثر من عام، وأنه على صلة بتفجيرات الدار البيضاء وبإرهابيين في "القاعدة" بدءاً بالأخوين بن عياش مروراً بزكريا الموسوي وصولاً إلى لندن التي أبدت قلقها من صلات محتملة تربطه بالأصوليين في بريطانيا. وفي غضون ذلك، أدى فحص الديناميت المستخدم في تفجيرات مدريد إلى إعادة فرضية تورط منظمة "إيتا" الباسكية في الهجوم، بشكل من الأشكال. وكشف خبراء المتفجرات الإسبان من خلال تفكيك مادة الحقيبة غير المنفجرة في إحدى محطات مدريد وصواعق وجدت في شاحنة استخدمت في التحضير للاعتداءات، أن الديناميت الذي استخدم صنع في شهر شباط فبراير الماضي في مصنع "اتحاد المتفجرات الإسباني" في بارامو دي ماسا في بورغوس القريبة من الحدود الباسكية، ما يعيد فرضية تورط حركة "إيتا" الإرهابية، في ضوء احتمال وجود علاقة تنسيق بينها وبين"القاعدة". وفي المقابل، أبدى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني إصراره على فرضية وقوف "إيتا" وراء الاعتداءات. ونقلت صحيفة كوريري ديلا سيرا عن بيرلوسكوني قوله: "إنني مقتنع بأن إيتا شاركت بطريقة ما في هجمات 11 آذار مارس الجاري في مدريد". وفي الوقت نفسه، تحولت الأنظار إلى باريس أمس، بعد الكشف عن تلقي مكتب رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران تهديدات من مجموعة شيشانية متطرفة، في حين رأى الرئيس جاك شيراك أن على الأنظمة الديموقراطية أن تدافع عن قيمها بيقظة لكن بضبط النفس في أعقاب اعتداءات مدريد. راجع ص 10