اجرى وزير البترول المصري سامح فهمي امس محادثات منفردة مع وزير النفط الايراني بيجان زنقانة هي الاولى من نوعها منذ 25 عاماً، وذلك على هامش المنتدى الوزاري الرابع للدول المصدرة للغاز الطبيعي الذي سيعقد في القاهرة اليوم. ويشارك في المنتدى وزراء النفط والطاقة من 15 دولة من اكبر الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي في العالم للبحث في مسألة تسعير الغاز وتنسيق وتعزيز التعاون الفني وتبادل الخبرات والمعلومات ونقل التكنولوجيا للمساهمة في تطوير انتاج الغاز الطبيعي. وصل وزير النفط الايراني الى القاهرة أول من أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام هي الاولى من نوعها منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979. وقال وزير البترول المصري ان المحادثات مع نظيره الايراني والوفد المرافق له جرت في مناخ ودي، مشدداً على رغبة الجانبين في تعزيز التعاون. وأضاف أن خبراء ايرانيين اجروا محادثات مع نظرائهم المصريين في"القابضة للبتروكيمات"في شأن تأسيس شركات تسويق مشتركة للمنتجات البتروكيماوية وتحقيق تكامل المشاريع في هذا المجال. وشهدت العلاقات المصرية الايرانية تحسناً كبيراً خلال الشهرين الماضيين بعد انقطاع دام 52 عاماً بسبب خلافات سياسية منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران. ويعقد في القاهرة اليوم منتدى الدول المصدرة للغاز في دورته الرابعة بمشاركة وزراء الطاقة والنفط من ترينيداد والاماراتوقطروالجزائر وبروناي واندونيسيا وليبيا وماليزيا ونيجيريا والنروج وعمان وقطر وروسيا وفنزويلا، بالاضافة الى مصر. وقال وزير النفط الإماراتي عبيد بن سيف الناصري ل"الحياة"ان الغاز الطبيعي هو ثاني أكبر مصدر للطاقة وينمو الطلب عليه بشكل سريع تفوق نسبته نسبة نمو الطلب العالمي على النفط. راجع ص 12 وأضاف ان اجتماع القاهرة والاجتماعات التي ستتبعه ستركز أساساً على مناقشة سوق الغاز من الناحية الفنية والمالية، إضافة إلى مواضيع الاستثمار في صناعة الغاز والتعاون والتنسيق بين الدول المنتجة للغاز. ورداً على سؤال حول امكانية تحويل المنتدى إلى منظمة تهتم بشؤون الغاز على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، أجاب الناصري انه في المستقبل قد تتطور هذه اللقاءات إلى أفكار تصب في اتجاه تأسيس منظمة للغاز. وقالت مصر انها ستعرض على المنتدى دراستين، الاولى في شأن تسعير الغاز وانشطة الغاز الطبيعي المضغوط واستخدامه كوقود في السيارات والثانية في شأن تجربتها في هذا المجال. وستعرض قطر دراسة فنية اقتصادية حول الغاز الطبيعي المسال، في حين ستقدم الامارات دراسة حول مشروع "دولفين" للغاز والجزائر دراسة حول السوق والطلب على الغاز. وقال فهمي ان استضافة بلاده للمنتدى الوزاري الرابع تعكس أهمية مصر المتزايدة في مجال صناعة الغاز الطبيعي، وذلك بعدما حققت خلال الأعوام الماضية طفرات حقيقية في حجم احتياطاتها المؤكدة من الغاز الذي يبلغ حالياً 26 تريليون قدم مكعبة، اضافة الى ما يراوح بين 08 الى 001 تريليون قدم مكعبة من الاحتياطات غير الثابتة التي أشارت تقديرات قطاع البترول والشركات العالمية العاملة في مصر الى وجودها. وأضاف ان أهمية مصر في صناعة الغاز ترجع ايضاً الى دخولها الى نادي الدول المصدرة للغاز منذ تموز يوليو الماضي، بتصدير الغاز المصري عبر خط الغاز العربي الى الاردن ونجاحها في تنفيذ مشروعين لتصدير الغاز الطبيعي المسال في دمياط ورشيد باستثمارات مقدارها ثلاثة بلايين دولار، ما ساهم في تواجد مصر بقوة في اسواق الغاز الطبيعي المسال. وزاد ان التوقعات تشير الى ان مصر ستكون من ضمن الدول الست الرئيسية الاولى في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي في بحلول سنة 6002. ويشار الى ان منتدى الدول المصدرة للغاز الاول عقد في طهران في أيار مايو عام 1002 والثاني في الجزائر في شباط فبراير عام 2002 والثالث في قطر في شباط فبراير عام 3002.