حققت موسكو نقلة جديدة في عمليات تصفية فلول المقاومة الشيشانية باستسلام وزير الدفاع الشيشاني السابق محمد خامبيف، فيما ترددت انباء حول مساع يقوم بها الزعيم الشيشاني اصلان مسخادوف لعقد صفقة يسلم بموجبها نفسه الى الروس، وجاء ذلك في ظل تواصل حملات تعقب المقاتلين. وأعلنت القوات الروسية انها دمرت معسكراً للمقاومة كان يتمركز فيه مقاتلون عرب في عملية اسفرت عن مقتل جزائري وبريطاني. وبدأت السلطات الروسية التحقيق في نشاط "وزير الدفاع الاتشكيري"، وهو الاسم الذي يطلقه الانفصاليون على الشيشان. وذكر رمضان قادروف رئيس جهاز الامن الشيشاني ان حاجيف الذي سلم نفسه مع احد نوابه السابقين، ابدى استعداداً للتعاون في التحقيق، مشيراً الى انه سيوجه نداء الى المقاتلين المتبقين في المناطق الجبلية للاستسلام. ويتوقع المحققون ان يحصلوا على معلومات بالغة الاهمية من حاجيف الذي قاد قسماً كبيراً من عمليات المقاومة من مخبأه في الجبال. وقال قادروف ان السلطات المعنية ستطلق سراح حاجيف بعد انتهاء التحقيق، مشيراً الى ان قانون العفو سيسري عليه. وجاء استسلام الوزير السابق ليضيف لموسكو نصراً جديداً في عملياتها الهادفة الى تصفية نفوذ رموز المقاومة الشيشانية. وأفاد ناطق باسم وزارة الدفاع ان حملات القوات الروسية ستتركز خلال الفترة المقبلة على تعقب الزعيمين اصلان مسخادوف وشامل باسايف آخر القادة البارزين للشيشان. احتمال استسلام مسخادوف؟ وكشف مسؤول امني شيشاني عن محادثات تجرى مع اطراف مقربة من المقاومة الشيشانية للتوصل الى صيغة لاستسلام مسخادوف. وألمح رمضان قادروف وهو نجل الرئيس الشيشاني احمد قادروف الى احتمال تطبيق قانون العفو على مسخادوف اذا سلم نفسه. لكنه اعتبر ان ذلك يتطلب حكماً قضائياً. وكانت موسكو شددت في السابق على ان باسايف ومسخادوف لن يستفيدا من قوانين العفو التي صدرت في الشيشان. وعلى رغم تأكيد القيادة الشيشانية الموالية لموسكو انباء محاولات يقوم بها مسخادوف للتوصل الى صفقة مع الروس لتسليم نفسه، فإن مراقبين لفتوا الى ان "تسريب هذه الانباء تزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية". واعتبروا انها موجهة لخدمة اغراض الحملة الانتخابية للرئيس فلاديمير بوتين. قتلى في معسكر للعرب ميدانياً، اعلنت القوات الروسية انها دمرت معسكراً للمقاتلين في بلدة كورتشالويسكي، في عملية اسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين، بينهم جزائري عثر بحوزته على اوراق ثبوتية صادرة من لندن واسمه ياسين بن عطية مواليد 1979. وقالت مصادر امنية ان التأشيرات على جواز سفره دلت الى انه قام العام الماضي بجولة كبيرة شملت دولاً في اوروبا، اضافة الى السعودية وأذربيجان. كما قتل في العملية اجنبي آخر يعتقد انه بريطاني واسمه عثمان لاروسي. وعثر معه على رسالة كان ينوي ارسالها الى لندن يطلب فيها من شقيقته اجراء اتصالات مع جهات اسلامية هناك لمساعدته على الخروج من الشيشان. ودلت الرسالة الى ان لاروسي دخل الاراضي الروسية بجواز سفر فرنسي يعتقد انه مزور ومسجل باسم مراد حمودي. وذكرت الجهات الامنية ان المعسكر كان يستخدم لإعداد المقاتلين، وعثر خلال تفتيشه على افلام فيديو ظهر فيها مقاتلون عرب تحدثوا عن تجاربهم القتالية وعمليات نفذوها في مناطق مختلفة.