} أعلنت موسكو بدء عملية ل"تصفية" قادة المقاومة الشيشانية وبينهم الرئيس أصلان مسخادوف الذي أعلن أن لديه ما بين 15 و20 ألف مقاتل يواصلون عمليات واسعة ضد القوات الروسية، فيما نجا الحاكم المدني للشيشان المعيّن من جانب موسكو أحمد قادروف من الموت مرتين. عقدت "لجنة مكافحة الإرهاب" الروسية اجتماعاً برئاسة رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف، أعلن على أثره مدير هيئة وزارة الأمن الفيديرالية نيكولاي باتروشيف أن "عملية خاصة" تجرى لتعقب مسخادوف والقائدين الميدانيين المعروفين شامل باساييف وخطاب. وقال إنهم جميعاً موجودون في موقع ما في الشيشان، مخالفاً بذلك ما وصفته موسكو سابقاً ب"معلومات موثقة" عن هربهم. وأضاف الوزير ان هؤلاء الثلاثة "سوف يحسم امرهم قريباً وإذا سنحت الفرصة، سيمثلون أمام القضاء ... ولكنهم قد يقتلوا إذا قاوموا". وبذا تكون موسكو قدمت "توضيحات" لمقاصد الرئيس فلاديمير بوتين الذي كان أعلن في باريس ان المشكلة الشيشانية لا حل عسكرياً لها، غير أنه رفض في الوقت ذاته التفاوض مع "المتاجرين بالبشر ومفجري العمارات وقطاع الرؤوس". ولمزيد من الوضوح قال مساعده سيرغي ياسترجمبسكي إن الوصول الى حل سياسي يقتضي "كسر الآلة العسكرية للانفصاليين ... وتصفية قادتهم". وقال ل"الحياة" مصدر شيشاني في موسكو إن الكرملين يعني ب"الحل السياسي" إقامة علاقات مع الأطراف "المتعاونة" وفي مقدمها أحمد قادروف الذي كان عيّن حاكماً مدنياً ورئيساً ل"الإدارة الموقتة" في الشيشان. إلا أن علاقات قادروف والمركز الفيديرالي موسكو تمر بمرحلة صعبة. وتعرض موكبه أمس الى قصف مكثف من القوات الفيديرالية الروسية، واعتبر أن ذلك جرى "خطأ" ونجا قادروف من الموت بعدما نحّى سائقه وقاد سيارته "الجيب" بسرعة مبتعداً بها عن الموقع المستهدف بالنيران. وكان فدائي شيشاني لف متفجرات حول خصره حاول الاقتراب من مقر قادروف، وعندما أدرك أنه مراقب فجّر نفسه قبل الوصول إلى المقر. وأعرب قادروف عن انزعاجه لأنه "لا يملك الكلمة الفصل" ولوجود "كثرة من الذين يصدرون الأوامر". وأضاف أنه شخصياً يتعرض الى مضايقات على الحواجز الفيديرالية. وتساءل عما يمكن ان يصيب المواطن البسيط في ضوء واقع مرير "يعتبر فيه كل شيشاني قاطع طريق". وكان الرئيس مسخادوف ذكر في حديث الى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن تحت إمرته بين 15 و20 ألف مقاتل، وليس 1500 أو 2000 كما تقول موسكو، وأضاف أن المقاتلين موزعون على مجموعات صغيرة "موجودة في كل قرية ومدينة" وتقوم بعمليات متواصلة. ولا يمر يوم من دون أن يعلن موقع "صوت القوقاز" على الإنترنت عن خسائر كبيرة أوقعت بالقوات الفيديرالية وآلياتها، إلا أن هذه الأخبار لا تؤكدها مصادر محايدة. ووصف الناطق الروسي ياسترجمبسكي تصريحات مسخادوف بأنها "سباحة في فضاء إعلامي" مشيرة الى أن مسخادوف يحاول أن يذكر بنفسه في الصحافة بعد أن لم يعد أحد يذكره في الواقع الميداني.