تحدث اللورد جاد رئيس البعثة الأوروبية لتقصي الحقائق في الشيشان عن "مشكلة إبادة جماعية" للمدنيين هناك، فيما أكد الحاكم المدني المعيّن من جانب روسيا للجمهورية أحمد قادروف ضرورة تقليص عدد القوات الروسية، لكنه رفض فكرة التفاوض مع الرئيس أصلان مسخادوف، وفي الوقت نفسه، دعا وزير الدفاع ايغور سيرغييف الى قتل قادة المقاومة وبينهم مسخادوف. وترأس اللورد جاد بعثة الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي المكلفة وضع تقرير يتحدد في ضوئه ما إذا كانت الجمعية ستلغي أو تمدد قرارها الصادر قبل سنة بتجميد عضوية روسيا، بسبب انتهاك حقوق الإنسان والمبالغة في استخدام القوة. وإثر لقائه رئيس الإدارة المدنية في الشيشان أحمد قادروف، قال جاد إن "مشكلة الإبادة الجماعية للسكان المدنيين" تأتي في مقدمة اهتماماته. كما أعرب عن قلقه لأوضاع اللاجئين الذين قال إن 40 في المئة منهم مصابون بمرض السل. ومن جانبه، شدد قادروف على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقر خطة للتنمية والإعمار في الشيشان ضمن برنامج لتحقيق الاستقرار. ودعا قادروف الى تقليص القوات الروسية التي قال إن "عددها تجاوز المطلوب". لكنه قال إن "المهم اليوم، ليس وقف الحرب، بل إنهاؤها بشكل يجعلها لا تتكرر بعد عامين أو ثلاثة" أي بالقضاء الكامل على جيوب المقاومة. وكانت موسكو استبقت المطالب الأوروبية المحتملة في شأن المفاوضات فأعلنت على لسان وزير دفاعها ايغور سيرغييف ان التفاوض مع قادة المقاومة "مستحيل باستثناء حال واحدة وهي الحديث عن شروط الاستسلام". وأضاف وزير الدفاع ان الوضع في الشيشان لن يستقر إلا بعد "تحييد" مسخادوف والقائد الميداني شامل باساييف وزميله العربي الأصل "خطاب". ومعروف أن مصطلح "تحييد" يعني لدى العسكريين الروس القتل أو التصفية. وذكر سيرغييف ان الهدف الذي وضعته موسكو بالتخلص من "الثالوث الذي يمارس الإرهاب ضد المدنيين" سوف يتحقق عاجلاً أم آجلاً. ويأتي تصريح الوزير في أعقاب الإعلان عن ان الرئيس بوتين كان وافق على لقاء تم بين قطبين من البرلمان الروسي ووفد يمثل مسخادوف. وللتأكيد على عدم وجود تناقض بين مواقف الكرملين ووزارة الدفاع، أعلن مساعد الرئيس سيرغي ياسترجيمبسكي ان سيرغييف "حدد بدقة أسباب استمرار المقاومة" وعزاها الى "عدم تحقيق نجاح حاسم في تصفية" قياداتها. وميدانياً، أعلنت موسكو ان قواتها قامت بعدد من العمليات الخاصة التي أسفرت عن مقتل تسعة مسلحين بينهم قائدان ميدانيان. وقالت إنه عُثر على وثائق باللغة "الأفغانية" على رغم أن المعروف أنه لا يوجد أصلاً مثل هذه اللغة. واعترفت موسكو بمصرع اثنين من جنودها وجرح خمسة آخرين اثناء اشتباكات في مناطق مختلفة. وعند تبادل إطلاق النار في بلدة ستاريه اتاغي، قتلت امرأتان وصبي. ولم توضح القيادة العسكرية الروسية من الذي أردى المدنيين.