دعا نواب متنفذون في البرلمان الروسي الى التفاوض مع أصلان مسخادوف بوصفه الرئيس الشرعي للشيشان. واستنكروا انتهاكات وجرائم ترتكب ضد المدنيين، فيما اعترف ناطق باسم الكرملين بوجود اتصالات مع مسخادوف لكنه شدد على أن هدفها "الاستسلام غير المشروط"، وفي الوقت نفسه أصدر قادة الجناح الراديكالي في حركة المقاومة الشيشانية دعوة لقتل الرئيس فلاديمير بوتين في مقابل مكافأة حجمها مليوني دولار. وأكد رئيس لجنة التشريعات في مجلس الدوما النواب الروسي بافل كراشينينيكوف الذي يرأس هيئة برلمانية لمتابعة الشؤون الشيشانية أن هذه الهيئة تتلقى مئات الشكاوى عن ابتزازات مالية وتجاوزات كثيرة يرتكبها المنتسبون للقوات الروسية في الشيشان. ودعا في مؤتمر صحافي الى أن يتولى كل المسؤوليات في الشيشان "مجلس دولة" يضم ممثلين عن مختلف العشائر الشيشانية ويشارك فيه "من هم على الجانب الآخر من المتاريس حالياً". وشدد كراشينينيكوف على أنه يجري اتصالات مع "قادة شيشانيين"، قال إن الراديكاليين من أمثال شامل باسايف وخطاب ليسوا بينهم. ودعا رئيس لجنة القوميات في البرلمان الفيديرالي الكسندر تكاتشوف الى التفاوض مع مسخادوف بوصفه "الرئيس المنتخب شرعياً". وأضاف أنه شخصياً "مستعد للتفاوض حتى مع الشيطان" إذا كان ذلك سيؤدي الى وقف الحرب. وانضم الى هذه النداءات اصلان بك اصلاخانوف النائب عن الدائرة الشيشانية والذي ذكر في حديث الى صحيفة "فريميا" أنه "واثق من أن المفاوضات مع مسخادوف ستبدأ عاجلاً أم آجلاً". ولكنه قال إنه حينما أبلغ أخيراً الرئيس فلاديمير بوتين أن ممثلين عن مسخادوف طلبوا منه تنظيم اتصالات مع موسكو فإن الرد من الكرملين لم يكن مشجعاً واقتصر على عبارة "مسخادوف لا يسيطر على شيء". إلا أن اصلاخانوف الذي يعد من الساسة الشيشانيين المعتدلين استغرب أن تفاوض موسكو اشخاصاً تعينهم السلطة الروسية، مثل المفتي السابق أحمد تادروف الذي صار "رئيساً للإدارة الموقتة". وشدد النائب على ضرورة التفاوض مع "الطرف المحارب". وجاءت هذه "الموجة" الجديدة المطالبة بإنهاء النزاع القوقازي بالحوار السياسي بعد اندلاع أزمة بين قادروف ونائبه الأول بيسلان غانتميروف واعتبرها الساسة الروس دليلاً على إخفاق مساعي الكرملين في السيطرة على الوضع عبر "متعاونين". رد الكرملين ورداً على المطالبة بإجراء مفاوضات مع مسخادوف، أعلن الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي أن "تغيراً نوعياً" لم يحصل. وقال إن موسكو مستعدة لمفاوضة مسخادوف على "الاستسلام من دون قيد أو شرط ... ولا مفاوضات غير ذلك. وشدد على أن الكرملين مصمم على "إنجاز العمليات" التي قال إنها انتقلت من المرحلة العسكرية الى مرحلة "عمليات خاصة". ومن جهة أخرى، نفى ياسترجيمبسكي وجود اتصالات بين موسكو ومسخادوف، لكنه قال إن "الاتصالات مع الانفصاليين ممكنة" عن طريق قادروف الذي ذكر أنه يحاول إقناع القادة الميدانيين بإلقاء السلاح. واستبعد ياسترجيمبسكي أي اتصالات مع باسايف وخطاب اللذين قال "إنهما حددا مصيرهما بنفسيهما". وكان هذان القائدان الراديكاليان وقعا بياناً باسم "مجلس الشورى العسكري" نقله موقع "صوت القوقاز" على الانترنت وذكرا فيه أن مكافآت مالية ستمنح لكل من ينفذ قرارات أصدرتها "محكمة شرعية تابعة للمجلس" بحق "مجرمي حرب وصقور وخونة وطن". وحدد البيان مكافأة حجمها، مليونا دولار لمن يقتل بوتين ومليون لقاء رأس الرئيس السابق بوريس يلتسن ونصف مليون عن كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان، ومبالغ عن قتل وزراء الداخلية والخارجية والأمن. وكانت أقل "مكافأة" وهي 25 ألف دولار لقاء قتل النائب أصلاخانوف. وقال ل"الحياة" مصدر شيشاني في موسكو إن صدور هذا البيان "لا يخدم" حركة المقاومة وأضاف أنه قد يكون محاولة لعرقلة اتصالات محتملة بين مسخادوف وموسكو.